صفحة الكاتب : مهند الساعدي

بيت فاطمة و قصة الحطب
مهند الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 •• ثلاث ليالي  وانا أحدث الناس بلا تعب عن الزهراء (ع ) وعن احزانها وابيها ، وزوجها ، واولادها ، وارثها ، وباب دارها ، وقبرها ، وما لا تطيقه دموع العين من سيرتها .
 
 والحقيقة اني كنت أحدث نفسي أكثر من حديثي للناس ، واقلب أوراق التاريخ فاقرأ كلمات المستقبل واضحة ،  وأراها كأنها ماثلة للعين والعقل والقلب .
 
تأملت محنة هذه المرأة العظيمة مع الناس والدنيا ، فوجدت أن فيها خلاصة الناس ، وخلاصة الدنيا .
 
جاء ابوها ليعلم أصحابه والناس أن يبيعوا دنياهم بآخرتهم ، وان لا يخربوا بيوتهم في الآخرة ، ويعمروا بيوتهم في الدنيا . 
 
فكانت المفاجأة انهم جاؤوا بالحطب ليحرقوا بيت فاطمة ، وقلب أبيها ، وبيوتهم في الجنة ..!!
 
كان بيت فاطمة يضم أخطر وأهم أسرة ادخرتها السماء لأهل الأرض . 
 
ضم هذا البيت أسرار آدم ، ونوح،  وإبراهيم ، وموسى وعيسى . وصفت على جدران مكتبته ، وفي قلوب أهله كتب السماء باجمعها .
 
عنوان بيت فاطمة كان أول العناوين التي حفظتها  ملائكة السماء ، وقد أمروا بالمداومة عليه ، والاختلاف إليه .  
 
كان هذا البيت بحق متحفاً لكل الأنبياء ، والقصص والرسالات .
 
 فيه شجرة آدم وقربان هابيل ، وفيه سفينة نوح وخيبة ولده وخيانة زوجته ، وفيه هجرات ابراهيم وذريته المباركة ، وفيه عصا موسى ، وغضبة العجل ، وصدى السامري ، وفيه عيسى الذي رُفع ، وامثاله التي ضربها للناس .
 
 لقد كان فيه النسخة الوحيدة من قرآن محمد (ص ) وليس في بيت سواه .
 
كان يعيش فيه الأربعة الذين ادخلهم النبي الأخير تحت كساءه ليخرجوا من تحت هذا الكساء ويخرج معهم الناس من الظلمات إلى النور .
 
قصة هذا البيت طويلة جدا .
 
أمر النبي أن تغلق جميع أبواب البيوت التي تؤدي إلى مسجده إلا باب علي وفاطمة .
 
 وكأني به يُمسك بعروته كل صباح وهو يقول : إنما يريد الله  ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا .  
 
كان باب من هذا البيت ينفذ إلى أول مسجد في الإسلام . 
 
ولم تكن حاجة بيت فاطمة للمسجد بأقل من حاجة المسجد إلى بيت فاطمة . 
 
بيت فاطمة لا رجس فيه ولا دنس ؛
بيت فاطمة  مطهر تطهيرا ؛
بيت فاطمة مختلف الملائكة ؛
بيت فاطمة بيت التفسير الأول ؛
بيت فاطمة بيت الحديث الأول ؛
بيت فاطمة فيه من العلم الف باب ؛
بيت فاطمة يفتح فيه من كل باب الف باب ؛
بيت فاطمة فيه مليون علم وعلم ؛
 
إنه  بأختصارالبيت الذي ورث الأنبياء من الماضي وادخر الأئمة للمستقبل .
 
بيت إن احترق احترق معه الإسلام كله !
 
فأذا بخلفاء الإسلام جاءوا بالحطب ليحرقوا بيت الزهراء ، وقلب أبيها ، والإسلام  !!
 
وأنا أحدث الناس عن فاطمة وزمان فاطمة خطرت في بالي مسافة ما...!
 
حاولت أن اكتشف سر  العدو السريع للرجل بين البرلمان الأول  ، وبين بيت فاطمة ! 
 
حاولت أن اعيد قياس المسافة بين ( السقيفة ) وبين بيت فاطمة مرة أخرى .
 
فوجدت أنها المسافة بين الدنيا وبين الآخرة .
 
وايقنت أن دنيا  سلاطين القرون في سقيفة بني ساعدة ،  لا تَعمرُ إلى بحرق بيت فاطمة ! !
 
وهذه هي قصة الحطب .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/02



كتابة تعليق لموضوع : بيت فاطمة و قصة الحطب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net