صفحة الكاتب : ماجد زيدان الربيعي

اجواء مناسبة للحديث عما بعد داعش
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 الصفحة الثانية من الحرب ضد الارهاب في نينوى بدأت بقوة مشهودة اذ تمكنت القوات العسكرية من تطهير احياء كبيرة ومهمة في الساحل الايسر وعمليات نوعية من الجهة الشمالية وبسرعة محسوبة ومؤثرة.
 
المعارك الدائرة الان في الموصل يومياً تبلغنا ببشائر عن تحرير هذا الحي او ذاك بحيث لم يتبق الا القليل تحت سيطرة داعش الارهابي.
 
التصميم والارادة لدى القوات الوطنية بمختلف مسمياتها اربكت العدو وشلت قدراته بضربات موجعة جعلت اعداداً كبيرة منه تفر من ارض المعركة وعجز عن تعويضها.
 
الواقع ان هذه السرعة في التقدم تعكس تراخي قبضة داعش الاجرامي على الاحياء والناس في آن واحد وتعطي دليلاً آخر على ان نهايته قد قربت ولا مستقبل له في ارض نينوى وارض الرافدين كلها.. وما لجوؤه الى التفجيرات في مناطق مختلفة من البلاد الا مؤشر على الضغط الهائل الذي يتعرض له في ساحات الوغى، ومحاولة منه للتخفيف من شدة المعارك ولالتقاط انفاسه.
 
ونشير هنا الى ان ضعف داعش الارهابي والخسائر الجسيمة التي يتكبدها واندحاره ليس العراقيون وحدهم يشعرون بها ويلمسونها ويتحدثون عنها، وانما وجد صداها في بلدان الجوار والعالم كله، وما يقوم به بعض قادة هذه الدول من زيارات للعراق ما هو الا دليل على ان العراقيين يحققون انتصارات كبيرة ودحر داعش نهائياً قد اصبح قريباً جداً، وطرد عناصره مسألة وقت ليس الا.
 
المواطنون يتابعون اخبار المعارك بشغف وتنعكس النتائج ايجاباً عليهم ويسود التفاؤل فيما بينهم، ويمكن التقاط هذا المزاج من خلال التأييد الذي يطلقونه للحكومة ولرئيسها وانتقادهم اللاذع للذين تسببوا بخسارة المحافظات الست.
 
لذلك ليس بمستغرب ان تزاح بعض القضايا جانباً وتتقدم قضية الخلاص من الارهاب على ما عداها من امور. من هنا على الحكومة ان تهتم اكثر بمسائل النازحين واعادة الاعمار وتأهيل المناطق المحررة كي يعود اهلها اليها، وباسرع وقت ممكن وانقاذهم مما هم فيه من عسر وضيق ومشكلات انسانية معقدة وكارثية قد تمتص جزءاً من نشوة الانتصار المتحققة.
 
والاهم من ذلك حان الوقت للافصاح عن سياسات ما بعد التحرير من داعش  الارهابي كيف سيكون وضع الناس وما هي السياسات التي ستتبع في هذه المناطق؟ وما هي الخطوات العملية والاجرائية لمعالجة المشكلات العويصة؟ ان اعطاء شيء من الامل بان المناطق ستشهد الاستقرار والبناء يديم التفاؤل ويعطي زخماً للعملية السياسية واستئناف نهج التقدم على طريق بناء دولة المواطنة، واشاعة العدل الاجتماعي والمساواة بين ابناء العراق على اختلاف مكوناتهم. سياسات وستراتيجيات ما بعد داعش الارهابي لاتزال غامضة يشعر الناس بقلق، وكثير منهم يخشى ان يضيع الانتصار في معارك ستنشب لا معنى لها.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد زيدان الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/09



كتابة تعليق لموضوع : اجواء مناسبة للحديث عما بعد داعش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net