توقيفيّة العبادات أم نهج الانفلات
كريم الانصاري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بين الحين والآخر يخرج علينا هذا الرأي وذاك القول أوالتنظير المشين ، تارةً باستهداف ضروريات الدين ، وأُخرى فروع النهج المبين ، وثالثةً النخب والرموز والمراجع العاملين ، ورابعةً الموروث بلافرق بين الغثّ منه والسمين ... مرّةً بمفهوم الانقباض والانبساط ، وأُخرى بمركسة القيم والأُصول ، وثالثةً بتكييف الرسالة طبق اختلاف الأوطان والشعوب ... وأخيراً وليس آخراً موضة إطلاق حرّية العقل كي يصول ويجول بلاوازعٍ ولا ميزان بفتح الضوء الأخضر كي تتحرّك العبادات وفق حاجة الزمكان ، فقد يكون الصوم شهراً أو يوماً وقد لايكون ، وهكذا الصلاة والقائمة تطول لتشمل كلّ العبادات !!
أمّا نحن ، فتجدنا أساتذة الإدانة والاعتراض والرفض والغضب إزاء هذه الآراء والأقوال والتنظيرات بامتياز ، دون أن نحرّك ساكناً علميّاً معرفيّاً تخصّصيّاً يدخل ميدان المجابهة والبحث الفكري العميق كي يُوقِف هذه الأصوات الشاذّة المغرّدة خارج السرب عند الحدّ دون جرأة العبور والاجتياز ..
إنّ عموم الناس وخصوص فضاءات الثقافة ترقّبت ولازالت تترقّب النخب والرموز وهي تثلج الصدور برؤىً وأفكارٍ عبر رفيع الوسائل والأدوات والآليات ، فتعزّز الثقة بقيم وضرورات وفروع وموروث الدين الحنيف ، وتُسقِط الذرائع التي تحاول النيل من أصل الرسالة ببثّ أفكار التشكيك والتضليل والتحريف ..
إمّا أن تكتفي الرموز والنخب بالإدانة والاعتراض والرفض فهذا يعني فقدان زمام الابتكار والمبادرة والبقاء متفرّجين بانتظار صدمات وهزّات جديدة تزيد من ضبابية الأوضاع وتساعد على المساس جدّيّاً بأُسس الاعتقاد والأخلاق ورسالة السماء .
يجب أن لايسري في ذهن أصحاب تلك الأفكار الشواذ ، بل عموم الناس وذوي الوعي الخاصّ ، أنّ النخب والرموز منّا قاصرة ضعيفة عن مواجهة رؤى الانحراف ، أنّها مشغولة بالمهمّ دون الأهمّ ، بالمرجوح دون الراجح ، بالعَرَض لا بالجوهر ، بالظاهر لا بالباطن ، بخاصّ المنفعة لا عامّ المصلحة ... آنذاك فلانلومنّ إلّا أنفسنا إزاء وظيفةٍ ومسؤوليّةٍ خطيرة لم نقم بها بالنحو المطلوب بذريعة أنّ البيت له ربٌّ يحميه، فهذه الذريعة هي ذاتها التي ساعدت بعض لمحسوبين علينا كأنّهم أخصّ الخواصّ إلى الشذوذ والخروج عن الإجماع والشهرة والاتّفاق
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
كريم الانصاري

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat