النفاق هو ان تقول ما لا تفعل وتظهر عكس ما تخفي في قلبك، أن تظهر الخير وتكتم الشر ، أن تذيع الحب والاحترام وتخفي الكره والحسد ، والمنافق هو الشخص الذي يتسم بهذه الصفة لأنه يمتلك وجهان يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يمر به ، فالنفاق من أسوأ الصفات التي يتصف بها الشخص فهي تنشئ البعد والكره بين الناس وتفرق بينهم ، قال تعالى ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145)النساء ، وقال الرسول الكريم ص عن صفات المنافق ( آية المنافق ثلاث ، اذا حدث كذب ، واذا وعد أخلف ، واذا اؤتمن خان ) .
والنفاق الاجتماعي في العراق مرفوض في المنظومة القيمية للمجتمع ولكنه مع ذلك منتشر حتى في الاوساط المتعلمة التي تتفوق على غير المتعلمين ، فلماذا تنمو ظاهرة النفاق الاجتماعي ؟ هل يكمن السبب في التربية والتعليم ، نقص الثقافة الدينية ، الجهل ... ؟ الاجابه تقتضي دراسة علمية على ما نعتقد وليس بالامكان أن نؤشر هنا اسباب الظاهرة
وأليات علاجها ، لكن يؤدي رجال الدين والمثقفون دورا يوازي دور المعلمين والمدرسين في تعليم الناس كيفية تحويل النفاق الاجتماعي الى قدرة على النقد الاجتماعي الذي يرمم ويصلح وينفع الناس .
فيجب تنمية الشخصية وتكاملها والاستعداد لمكافحة كل العوامل التي تبعد الانسان عن الوصول الى تكامل النفس ، ثم العمل على تطهير النفس من الدنس والرذائل التي تعلق بسبب عوامل خارجية وداخلية ، وهذا من شأنه أيجاد صلة الوصل بين الانسان وبين ينابيع الايمان والاخلاق ، وهم النبي الاكرم (ص) وأهل بيته صلوات الله عليهم ، وهو بحد ذاته يوفر للأنسان الحصانة من توغل ونمو حالة النفاق والازدواجية ، إذ سيكون الانسان دائم التوجه الى الله متفرغا للعبادة حريصا على عدم الانزلاق في المنكرات والمعاصي والمهاوي التي يعرف أنها تسبب ضاره اخلاقية ودينية.

التعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!