صفحة الكاتب : شهاب آل جنيح

متهمون لأن لغتنا عربية
شهاب آل جنيح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عِتابٌ أو انتقاد سمّيهِ ماشئتِ، يا لغتنا العربية، فلقد كانت أيامي الماضية، كأوراق بيضاء، حَرقتها مفرداتكِ القومية، عَرّبٌ سَمّونا، ولغتنا توحدنا، لكن سرعان مافرقتنا وغدرتنا، بكلماتها الدموية، فالتفجيرات والقتل والذبح كلها، باسم العروبة والإسلام، وبهذه اللغة يُكبرون علينا، قبل أن يقدموننا قرباناً لألهتم الوثنية.
تلك الجامعة العربية، التي تجمع دولٌ تلهج لغة واحدة، هي أيضاً لم تنصفنا، ولم تَعدل بيننا وبين إخوتنا، فالقتل والقصف والتفجيرات اليومية، التي تتلقاها العاصمة العراقية، إنما هي تستهدف الحكومة، وأتباعها الصفوية، هذا هو رد الجامعة، في تعاملها مع القضايا العراقية.
هذا طفلٌ يغني وينشد للعروبة، ويدعو لوحدة الأرض العربية، فسألته: ألا تصمت وتبعد عنك هذه الترهات الغبية؟ فماذا حصدنا منهم، ومن وحدتهم؛ غير التفجيرات الإجرامية، والمواقف الطائفية، التي تدين العراقيين باسم الجامعة العربية؟!
باسم العروبة واللغة العربية، يُقتل اليمنيين، وتُهدم بيوتهم، وكل المنشئات الحيوية، لأنهم لم يركعوا ويذلوا للسعودية، التي أرسلت إليهم الصواريخ والطائرات الحربية، لتقتلهم وتشردهم؛ بحجة سيطرة الحوثية، ودفاعاً عن حقوق الإنسان، والمواثيق الدولية!
وتلك دولة الصومال الأفريقية، التي تُعاني الإرهاب، ومأساة الجوع اليومية، وتَستجدي العطف والرحمة الأبوية، من الأنظمة والمنظمات العالمية، لئلا تَموت جوعاً في هذه الأرض العربية، وهنا أمراء البترول والحقول النفطية، يفخرون بشراء حذاء "ميسي"، نجم "الليغا" الإسبانية!
الخراب والدمار، يطغى على الأراضي السورية، حيث أتحد العرب لأول مرة، في مواقف تاريخية، فأصدروا قرار بطرد سورية من الجامعة العربية، بحجة إنها تنتهك حرية الرأي والديمقراطية، فلابد من إرسال المجموعات الإرهابية، لتُقيم فيها دولة الخلافة الإسلامية.
وفي الخليج حكومات أميرية وقبلية، تحت الرعاية الأمريكية، تقتل وتنتهك شعوبها؛ بحجة التخابر مع منظمات خارجية، وتضطهد الشيعة وتعدم شيوخهم، وتزعم أنهم أدوات إيرانية، أما فلسطين وقضيتها التاريخية، فقد نسوها، وباتت تحت الرحمة الصهيونية.
فلهذا يا لغتنا العربية، صرنا لا نسمعكِ إلا مع الصيحات الإرهابية، ولا نقرأكِ إلا في عواجل التفجيرات الإجرامية، التي شوهت معنى الإسلام، ورسالته السماوية، وجعلت من العرب مشبوهين، ومتهمين في كل المدن العالمية. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شهاب آل جنيح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/20



كتابة تعليق لموضوع : متهمون لأن لغتنا عربية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net