وفاة العلامة آية الله الشيخ المحمدي البامياني
.jpg)
إنا لله وإنا إليه راجعون
إنتقل إلى جوار ربه العلامة الشيخ محمدي البامياني بعد طلب منه لنقله إلى النجف الأشرف بسبب تدهور حالته الصحية، حيث وافاه الأجل مساء اليوم الثلاثاء ربيع الأول ١٤٣٨هـ.
رحمه الله لازم التدريس في حوزتي النجف والسيدة زينب (ع) في سوريا لأكثر من خمسين عاماً، وتخرج على درسه جماعة من فضلاء الحوزة .
وقد خدم الحوزة العلمية بالتزامه بالتدريس، ومؤلفاته النافعة في العقائد والاصول .
رحمه الله وحشره مع سادته محمد وآل الطاهرين سلام الله عليهم.
من مقام السيد الخوئي (قد) العلمي على لسان تلميذه العلامة البامياني
🔹 كان لي هذا اليوم الأثنين ١٢ ذو القعدة ١٤٣٥ توفيق اللقاء بالشيخ محمدي البامياني في منزله بمنطقة السيدة زينب عليها السلام، واغتنمت الفرصة لسؤاله عن شيء من حياته وخواطره أثناء دراسته في النجف الأشرف.
🔹وكان مما ذكر لي بهذا الخصوص :
درست الرسائل والكفاية عند الشيخ مسلم السرابي (الملكوتي) ، وكان أبرز أساتذة الكفاية في ذلك الوقت أربعة ، أحدهم أستاذي الشيخ مسلم السرابي والسيد صدرا والشيخ مجتبى اللنكراني والميرزا كاظم التبريزي.
🔹وكان أغلب حضوري في البحث الخارج عند السيد الخوئي ، كما حضرت عند الميرزا البجنوردي صاحب منتهى الأصول والقواعد الفقهية ، وكذلك عند الشهيد السيد محمد باقر الصدر رحمهم الله.
🔹وكان أستاذي السيد الخوئي لا يقارن بغيره من الناحية العلمية ، فكان كالبحر في سعة العلم.
🔹وعندما أوقف السيد الخوئي (قد) دروسه في الأصول واكتفى ببحث الفقه بسبب أعباء المرجعية لم أجد ضالتي في الدروس الأخرى.
🔹ثم عقد الشيخ البامياني مقارنة بين الآخوند الخراساني (قد) صاحب الكفاية الذي تقوم أبحاث الخارج في أصول الفقه على متن كتابه وبين السيد الخوئي (قد) فقال:
كان السيد الخوئي (قد) يستعرض رأي الآخوند (قد) ويثبت قوله بتفنيد بعض الإشكالات الواردة عليه وكأن رأي الإخوند هو الصواب والحق وأنه لايوجد أحد فوق الآخوند علما ، ثم بعد ذلك يعرض اعتراضاته عليه ويقرر رأيه وكأن الآخوند تلميذ عنده!!
🔹هذا مع أن الآخوند (قد) كان بمستوى من العلم بحيث أنه ينقل عنه وكما قرأت في سيرته أنه كانت السلطة العثمانية ترغب في رؤيته لما سمعت من فضله وعلمه ، فأرسلوا إليه وفدا من العلماء وعندما دخلوا في النجف الأشرف كان الآخوند الخراساني مشغولا بالدرس ، فلما رآهم قد حضروا بحثه غير مسار البحث وعرض رأي أبو حنيفة (والعثمانيون أحناف) في تلك المسألة الأصولية وفند رأيه ، ثم قال لهم : إن كانت لديكم أي أجوبة وردود على اعتراضاتي فتفضلوا، فلم يكن لهم أي رد.
🔹واللطيف أن وفدا دينيا مصريا قدم على السيد الخوئي (قد) أثناء تدريسه ، وقد أخبرني السيد الرضوي (أحد العلماء الأفغانيين الذين كانوا مقيمين في السيدة زينب) أن الوفد المصري قد انبهر بعلم السيد الخوئي فنزلوا على رجل السيد الخوئي (قد) لتقبيلها.