صفحة الكاتب : وليد كريم الناصري

بين التكنوقراط و التسوية.. رحلة سياسية أم تغيير مسار...؟
وليد كريم الناصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كلنا يتذكر الرحلة الأولى، للسيد رئيس الوزراء "حيدر العبادي" بصفته الجديدة الى ألمانيا، على إثر "مؤتمر ميونخ"، ما إن أنهى المؤتمرون جلستهم، خرج ليدلي السيد العبادي بدلوه، قال يا بشرى هذا "تكنوقراط " زهد به "الألمان" بدراهم معدودات، فحمله المسكين بين أمتعته وحقائب سفره الى العراق، وقال للشعب خذوه وأكرموا مثواه، عسى أن نتخذه سبيلاً لخلاصكم، ضناً من السيد "العبادي" إن كل دلوٍ سيأتي بيوسف، وما علم بأن الألمان، لا يخطأون خطأ أخوة يوسف، ويتركوه بالجب.

مفردة "الكنوقراط" كلفت الناس الكثير، وراح ضحيتها الأكثر، وعم الصمت الجميع، والى اليوم لم يدرك الشعب، ما هي حقيقة التكنوقراط المزعوم؟! إذ ترى كل زعيم أو رئيس كتلة أو تيار، يفسره لجماهيره على قدر ما يفهم وما يريد، ويعبئهم الى ما أين يركز التكنوقراط؟ وأين يستبعد؟ وسيس بذلك عن مفهومه الحقيقي، وعن أماكن وجوب تحقيقه، فمنهم من عرفه بأنه: إستبدال الوزراء بأسماء الضرف المغلق! ومنهم من قال: إستبدال الرئاسات الثلاثة، ومنهم من قال: إلغاء مناصب نواب الرئاسات وهكذا...!

حقيقة الأمر لا يكمن في التكنوقراط نفسه، بل في إذا ما كان هذا التكنوقراط حقيقي أم مستورد؟ نحو الأفضل المهني، أم نحو الأقرب المنضوي؟ في مكانه الصحيح؟ أم تغريد خارج السرب؟ إختلفت الإجابات، وتعددت التكهنات، وصارت القنوات الفضائية، وإستديوهات البث المباشر، موضع للتفلسف السياسي والفكر الضحل، ودائرة إنتخابية للمرشحين،أُقحمت فيها العديد من القضايا المصيرية، والمؤسسات السياسية والدينية، وبما وصلت به أطراف النار السياسية المفتعلة، الى بويتات المرجعية الدينية العليا..!

المرجعية كانت لا ترى ضرورة التفاعل مع تلك المفردة، اذا ما لم تكن في موضعها الصحيح، بمعنى أقرب كيف لرئيس الوزراء؟ أن يقيل نواب الرئاسات، ولم يحكم قبضته على القضاء بعد، هل هي سذاجة؟ أم إستعطاف وإستجداء للرأي الجماهيري؟ وهذا ما حذرت منه المرجعية مسبقاً، وأكدت بأن التكنوقراط يبدأ بالقضاء، وهذا ايضا ما يضع السيد رئيس الوزراء، في موقف حرج، وعليه بيانه للشعب، لكي يدرك الشعب بالصورة الناصعة، ما هو التكنوقراط؟ وأين حُرف؟ وكيف أُستبعد؟ ومن هو وراء هذا كله؟

ولأن الشعب، خارج من أزمة حرية ما قبل 2003م، وداخل على أزمة سياسية ما بعدها، صار غالبيته لا يميز الناقة من الجمل..! ولا الصالح من الطالح، ولا المفسد من المصلح، ومثلما أضاع الشعب، مباني التكنوقراط خلال الفترة السابقة، ها هو يضيع اليوم مباني التسوية الوطنية بنفس الإسلوب، إذ كل زعيم أو رئيس كتلة، يفسر التسوية لجماهيره بما يريد؟ وكيف ما يشاء؟ فمنهم من قال: هي إعادة المطلوبين قضائياً للدولة..! ومنهم من فسرها: تنازل للمكونات على حساب نظائرها، ومنهم من قال: تسوية بين حقوق المكونات بغض النظر عن الأغلبية وهكذا...!

حقيقة الأمر انها لا هذه ولا تلك، والغريب إنه لم يطلع أغلب هولاء الزعماء والرؤساء على بنودها، ولكنهم لم يدق في رؤسهم جرس الإشباع من الدم والقتل، ولا زالو بحاجة لتلك الأوضاع المرتبكة، التي تلقي عليهم ضلالها بالفيء والثمر، وعلى حساب خراب البلد، وأختتم مقالي هذا، ببعض ما تورده تلك التسوية وكالتالي:-

1- التسوية ليسن مصالحة، وإنما تصفير للمشاكل بين الشركاء، ومن ثبت بأنه شريك سياسي.

2- التسوية هي توزيع للثروات الصناعية والطبيعية،على قدر التمثيل والوجود للمكونات.

3- التسوية هي ضمانه حقيقة، ليكون الجميع في دائرة الدولة، وكسب الإتزان السياسي.

4- التسوية هي إنصاف للتكنوقراط الحقيقي، وإنصاف المهنيين، لفسح المجال أمامهم وأخذ دورهم.

5- التسوية قضاء على المحسوبية والمنسوبية، والتعيين بالوكالة، شرط أن يكون الجميع ملتزم بها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد كريم الناصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/12



كتابة تعليق لموضوع : بين التكنوقراط و التسوية.. رحلة سياسية أم تغيير مسار...؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net