بسم الله الرحمن الرحيم
فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ{149}
الآية الكريمة تخاطب الرسول الكريم محمد "ص واله" ( فَاسْتَفْتِهِمْ ) , أستخبر كفار مكة "قريش" , ( أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ ) , حيث كانوا يزعمون ان الملائكة بنات الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا , وايضا كانوا يكرهونهن وينسبون اليهن الضعف , فينسبون كل ما يكرهونه وكل ما هو ضعيف لله تعالى , ( وَلَهُمُ الْبَنُونَ ) , و ينسبون الى انفسهم الاقوى وما يحبون .
أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ{150}
تستمر الآية الكريمة في موضوع سابقتها الكريمة ( أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثاً ) , الملائكة جنس لخلق عظيم من خلقه جل وعلا , وفقا الى اعتقادات كفار مكة بتأنيث الملائكة , ( وَهُمْ شَاهِدُونَ ) , حاضرون .
أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ{151}
تضيف الآية الكريمة ( أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ ) , كذبهم , ( لَيَقُولُونَ ) , زيادة على ادعائهم ان الملائكة بنات الله .
وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ{152}
تستمر الآية الكريمة راوية ادعاءا اخر للكفار ( وَلَدَ اللَّهُ ) , طالما وان الملائكة بنات الله حسب زعمهم فأن ذلك يقتضي ان يلد الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا , ( وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) , في معتقدهم ودينهم هذا .
أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ{153}
تستمر الآية الكريمة ( أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ) , كاذبون في ادعائهم ان الله تعالى اختار وفضّل البنات على البنين .
مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ{154}
تستمر الآية الكريمة ( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) , بهذا الحكم الذي لا يرتضيه العقل , ولا يصلح كمعتقد او دين لفساده وبطلانه .
أَفَلَا تَذَكَّرُونَ{155}
تستمر الآية الكريمة ( أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ) , افلا تتدبرون وتفكرون وتتعظون فتدركون ان الله تعالى منزه عن الولد , ولا ينبغي له جل وعلا ذلك ابدا .
أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ{156}
تستمر الآية الكريمة ( أَمْ لَكُمْ ) , في ما تزعمونه وتدعونه , ( سُلْطَانٌ مُّبِينٌ ) , هل لكم فيه حجة واضحة نزلت عليكم من السماء مثلا او غير ذلك من البراهين , فكل البراهين والحجج تثبت الى ان الله تعالى لا ينبغي له الشريك ولا الصاحبة ولا الولد , فمن اين جئتم بتلك المزاعم ؟ .
فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{157}
تستمر الآية الكريمة ( فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ ) , الذي انزل عليكم وفيه اثباتا لمزاعمكم وادعاءاتكم , ( إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) , صادقين في دعواكم .
وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ{158}
تستمر الآية الكريمة ( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً ) , يختلف المفسرون كثيرا في النص المبارك , منبع الاختلاف ناشئ من كثرة وتعدد مزاعم ومعتقدات الكفار فمنها :
1- ان الجنة هنا تشير الى الملائكة , حيث استتروا عن العين الجارحة .
2- هناك اعتقاد مشابه كان متداولا لدى الكفار , حيث ينسبون فيه الجن "الخلق المعروف " الى انهم ايضا بنات الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا .
3- كان ايضا لدى الكفار معتقد يشير الى ان الله تعالى صاهر الجن , فكانت المواليد ملائكة .
4- وايضا اعتقدوا ان الله تعالى عن ذلك والشيطان الرجيم اخوانا .
أيا كان ذلك الاعتقاد , فيرد عليهم النص المبارك ( وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ) , يختلف المفسرون في توجيه الضمير ( إِنَّهُمْ ) :
1- ( إِنَّهُمْ ) : أي الكفار , حيث ان الجن علموا علما يقينيا ان الكفار محضرون في النار , داخلون فيها .
2- ( إِنَّهُمْ ) : أي الجن , حيث انهم سيحضرون للحساب .
سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ{159}
تضمنت الآية الكريمة تعظيما وتنزيها لله تعالى من الولد والنسب .
إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ{160}
الآية الكريمة تستثني عباد الله تعالى المخلصين في ايمانهم استثناء منقطع , فأنهم ينزهون الله تعالى عما يصفه وينسبه المشركين والكفار له جل وعلا .
فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ{161}
تستمر الآية الكريمة مخاطبة الكفار ( فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ ) , من الاصنام وغيرها .
مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ{162}
يستمر الخطاب في الآية الكريمة ( مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ) , مفسدين الناس بالإضلال والاغواء .
إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ{163}
تستمر الآية الكريمة ( إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ) , الا من سبق في علمه عز وجل انه داخل النار لا محالة .
وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ{164}
يختلف المفسرون في الآية الكريمة , فتنساب في محورين :
1- الملائكة : ما من احد من الملائكة الا له مقام معين لا يتجاوزه قيد انملة .
2- المؤمنون : الرسل والانبياء والاوصياء وسائر المؤمنين , كل له مقام حسب ايمانه ويقينه , وجهده واجتهاده في العبادة واكتساب العلوم والمعارف الربانية .
للآية الكريمة محورا ثالثا هو الجمع بين المحورين , فلا تعارض بينهما .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
بسم الله الرحمن الرحيم
فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ{149}
الآية الكريمة تخاطب الرسول الكريم محمد "ص واله" ( فَاسْتَفْتِهِمْ ) , أستخبر كفار مكة "قريش" , ( أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ ) , حيث كانوا يزعمون ان الملائكة بنات الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا , وايضا كانوا يكرهونهن وينسبون اليهن الضعف , فينسبون كل ما يكرهونه وكل ما هو ضعيف لله تعالى , ( وَلَهُمُ الْبَنُونَ ) , و ينسبون الى انفسهم الاقوى وما يحبون .
أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ{150}
تستمر الآية الكريمة في موضوع سابقتها الكريمة ( أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثاً ) , الملائكة جنس لخلق عظيم من خلقه جل وعلا , وفقا الى اعتقادات كفار مكة بتأنيث الملائكة , ( وَهُمْ شَاهِدُونَ ) , حاضرون .
أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ{151}
تضيف الآية الكريمة ( أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ ) , كذبهم , ( لَيَقُولُونَ ) , زيادة على ادعائهم ان الملائكة بنات الله .
وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ{152}
تستمر الآية الكريمة راوية ادعاءا اخر للكفار ( وَلَدَ اللَّهُ ) , طالما وان الملائكة بنات الله حسب زعمهم فأن ذلك يقتضي ان يلد الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا , ( وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) , في معتقدهم ودينهم هذا .
أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ{153}
تستمر الآية الكريمة ( أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ) , كاذبون في ادعائهم ان الله تعالى اختار وفضّل البنات على البنين .
مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ{154}
تستمر الآية الكريمة ( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) , بهذا الحكم الذي لا يرتضيه العقل , ولا يصلح كمعتقد او دين لفساده وبطلانه .
أَفَلَا تَذَكَّرُونَ{155}
تستمر الآية الكريمة ( أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ) , افلا تتدبرون وتفكرون وتتعظون فتدركون ان الله تعالى منزه عن الولد , ولا ينبغي له جل وعلا ذلك ابدا .
أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ{156}
تستمر الآية الكريمة ( أَمْ لَكُمْ ) , في ما تزعمونه وتدعونه , ( سُلْطَانٌ مُّبِينٌ ) , هل لكم فيه حجة واضحة نزلت عليكم من السماء مثلا او غير ذلك من البراهين , فكل البراهين والحجج تثبت الى ان الله تعالى لا ينبغي له الشريك ولا الصاحبة ولا الولد , فمن اين جئتم بتلك المزاعم ؟ .
فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{157}
تستمر الآية الكريمة ( فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ ) , الذي انزل عليكم وفيه اثباتا لمزاعمكم وادعاءاتكم , ( إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) , صادقين في دعواكم .
وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ{158}
تستمر الآية الكريمة ( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً ) , يختلف المفسرون كثيرا في النص المبارك , منبع الاختلاف ناشئ من كثرة وتعدد مزاعم ومعتقدات الكفار فمنها :
1- ان الجنة هنا تشير الى الملائكة , حيث استتروا عن العين الجارحة .
2- هناك اعتقاد مشابه كان متداولا لدى الكفار , حيث ينسبون فيه الجن "الخلق المعروف " الى انهم ايضا بنات الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا .
3- كان ايضا لدى الكفار معتقد يشير الى ان الله تعالى صاهر الجن , فكانت المواليد ملائكة .
4- وايضا اعتقدوا ان الله تعالى عن ذلك والشيطان الرجيم اخوانا .
أيا كان ذلك الاعتقاد , فيرد عليهم النص المبارك ( وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ) , يختلف المفسرون في توجيه الضمير ( إِنَّهُمْ ) :
1- ( إِنَّهُمْ ) : أي الكفار , حيث ان الجن علموا علما يقينيا ان الكفار محضرون في النار , داخلون فيها .
2- ( إِنَّهُمْ ) : أي الجن , حيث انهم سيحضرون للحساب .
سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ{159}
تضمنت الآية الكريمة تعظيما وتنزيها لله تعالى من الولد والنسب .
إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ{160}
الآية الكريمة تستثني عباد الله تعالى المخلصين في ايمانهم استثناء منقطع , فأنهم ينزهون الله تعالى عما يصفه وينسبه المشركين والكفار له جل وعلا .
فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ{161}
تستمر الآية الكريمة مخاطبة الكفار ( فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ ) , من الاصنام وغيرها .
مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ{162}
يستمر الخطاب في الآية الكريمة ( مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ) , مفسدين الناس بالإضلال والاغواء .
إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ{163}
تستمر الآية الكريمة ( إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ) , الا من سبق في علمه عز وجل انه داخل النار لا محالة .
وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ{164}
يختلف المفسرون في الآية الكريمة , فتنساب في محورين :
1- الملائكة : ما من احد من الملائكة الا له مقام معين لا يتجاوزه قيد انملة .
2- المؤمنون : الرسل والانبياء والاوصياء وسائر المؤمنين , كل له مقام حسب ايمانه ويقينه , وجهده واجتهاده في العبادة واكتساب العلوم والمعارف الربانية .
للآية الكريمة محورا ثالثا هو الجمع بين المحورين , فلا تعارض بينهما .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat