• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تأملات في القران الكريم ح335 سورة الصافات الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تأملات في القران الكريم ح335 سورة الصافات الشريفة

 بسم الله الرحمن الرحيم
 
فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ{149}
الآية الكريمة تخاطب الرسول الكريم محمد "ص واله" (  فَاسْتَفْتِهِمْ ) , أستخبر كفار مكة "قريش"  , (  أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ ) , حيث كانوا يزعمون ان الملائكة بنات الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا , وايضا كانوا يكرهونهن وينسبون اليهن الضعف , فينسبون كل ما يكرهونه وكل ما هو ضعيف لله تعالى , (  وَلَهُمُ الْبَنُونَ ) , و ينسبون الى انفسهم الاقوى وما يحبون .   
 
أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ{150} 
تستمر الآية الكريمة في موضوع سابقتها الكريمة (  أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثاً ) , الملائكة جنس لخلق عظيم من خلقه جل وعلا , وفقا الى اعتقادات كفار مكة بتأنيث الملائكة , (  وَهُمْ شَاهِدُونَ ) , حاضرون .   
 
أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ{151}
تضيف الآية الكريمة (  أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ ) , كذبهم , (  لَيَقُولُونَ ) , زيادة على ادعائهم ان الملائكة بنات الله .   
 
وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ{152} 
تستمر الآية الكريمة راوية ادعاءا اخر للكفار (  وَلَدَ اللَّهُ ) , طالما وان الملائكة بنات الله حسب زعمهم فأن ذلك يقتضي ان يلد الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا , (  وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) , في معتقدهم ودينهم هذا .   
 
أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ{153} 
تستمر الآية الكريمة  (  أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ) , كاذبون في ادعائهم ان الله تعالى اختار وفضّل البنات على البنين .   
 
مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ{154} 
تستمر الآية الكريمة  (  مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) , بهذا الحكم الذي لا يرتضيه العقل , ولا يصلح كمعتقد او دين لفساده وبطلانه .   
 
أَفَلَا تَذَكَّرُونَ{155} 
تستمر الآية الكريمة  (  أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ) , افلا تتدبرون وتفكرون وتتعظون فتدركون ان الله تعالى منزه عن الولد , ولا ينبغي له جل وعلا ذلك ابدا .    
 
أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ{156} 
تستمر الآية الكريمة  (  أَمْ لَكُمْ ) , في ما تزعمونه وتدعونه , (  سُلْطَانٌ مُّبِينٌ ) , هل لكم فيه حجة واضحة نزلت عليكم من السماء مثلا او غير ذلك من البراهين , فكل البراهين والحجج تثبت الى ان الله تعالى لا ينبغي له الشريك ولا الصاحبة ولا الولد , فمن اين جئتم بتلك المزاعم ؟ .   
 
فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{157} 
تستمر الآية الكريمة  (  فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ ) , الذي انزل عليكم وفيه اثباتا لمزاعمكم وادعاءاتكم , (  إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) , صادقين في دعواكم .    
 
وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ{158} 
تستمر الآية الكريمة  (  وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً ) , يختلف المفسرون كثيرا في النص المبارك , منبع الاختلاف ناشئ من كثرة وتعدد مزاعم ومعتقدات الكفار فمنها : 
1- ان الجنة هنا تشير الى الملائكة , حيث استتروا عن العين الجارحة . 
2- هناك اعتقاد مشابه كان متداولا لدى الكفار , حيث ينسبون فيه الجن "الخلق المعروف " الى انهم ايضا بنات الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا . 
3- كان ايضا لدى الكفار معتقد يشير الى ان الله تعالى صاهر الجن , فكانت المواليد ملائكة . 
4- وايضا اعتقدوا ان الله تعالى عن ذلك والشيطان الرجيم اخوانا .     
أيا كان ذلك الاعتقاد , فيرد عليهم النص المبارك (  وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ) , يختلف المفسرون في توجيه الضمير (  إِنَّهُمْ ) : 
1- (  إِنَّهُمْ ) : أي الكفار , حيث ان الجن علموا علما يقينيا ان الكفار محضرون في النار , داخلون فيها . 
2- (  إِنَّهُمْ ) : أي الجن , حيث انهم سيحضرون للحساب .
 
سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ{159} 
تضمنت الآية الكريمة تعظيما وتنزيها لله تعالى من الولد والنسب . 
 
إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ{160} 
الآية الكريمة تستثني عباد الله تعالى المخلصين في ايمانهم استثناء منقطع , فأنهم ينزهون الله تعالى عما يصفه وينسبه المشركين والكفار له جل وعلا . 
 
فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ{161} 
تستمر الآية الكريمة مخاطبة الكفار (  فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ ) , من الاصنام وغيرها .  
 
مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ{162}
يستمر الخطاب في الآية الكريمة (  مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ) , مفسدين الناس بالإضلال والاغواء .  
 
إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ{163} 
تستمر الآية الكريمة (  إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ) , الا من سبق في علمه عز وجل انه داخل النار لا محالة .  
 
وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ{164}
يختلف المفسرون في الآية الكريمة , فتنساب في محورين : 
1- الملائكة : ما من احد من الملائكة الا له مقام معين لا يتجاوزه قيد انملة . 
2- المؤمنون : الرسل والانبياء والاوصياء وسائر المؤمنين , كل له مقام حسب ايمانه ويقينه , وجهده واجتهاده في العبادة واكتساب العلوم والمعارف الربانية . 
للآية الكريمة محورا ثالثا هو الجمع بين المحورين , فلا تعارض بينهما . 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=87019
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15