تثار عبر وسائل الاعلام المتنوعة و المتباينة الغايات و الشعارات ، الكثير من القضايا التي تخص حياة المواطن اليومية ، و ما يمتد مع المستقبل ...؟ قضايا شبيهة بالتي كانت تحدث قبل قرون و عقود و في مقدمتها : نهب ثروات البلاد .. و الفساد .. و العنف .. وتردي الخدمات .
و تثار عبر هذه الوسائل الارقام الفلكية و التي تجاوزت الخيال ، فـ 124 ترليون دينار اي ما يساوي 120 مليار دولار تقريبا هذه الارقام تؤكد عن وجود تجاوزات كثيرة في الحسابات الختامية للأعوام 2008 - 2009 - 2010 - 2011 . ولكن النتائج في الغالب ، تأتي مغايرة فاما ان تهمل او كانها لم تحدث او انها لا تعني احدا .
فخلال السنوات الثلاثة عشر الاخيرة لم تحل مشكلات - وقد تحولت الى اشكاليات - قضايا الفساد الكبرى التي ظهرت عبر تصريحات المسؤلين ، او بتلك التي تهدد بالكشف عنها ، و الكشف عن المتورطين فيها و هي تتحدث عن مليارات الدولارات وليس عن اختلاسات عابرة ! ولكن هل اتخذت الجهات المسؤولة و القضاء الاجراءات الرادعة او المناسبة ...؟
و الفساد هنا لا يمكن عزله عن ظاهرة العنف و الخروج على القانون ، فالسلاح ان تكن الدولة مسؤولة عنه فأنه ادى - وبالارقام - الى خسائر فادحة و هي خسائر لم تحدث حتى ابان الاحتلال او عندما لم تكن هناك حكومة ولا مؤسسات امنية بهذا العدد الكبير من المنتسبين .
فلماذا ما زالت مجموعات عديدة تعمل بطلاقة ومن غير حساب ...؟
- و عندما تتم تصفية اسر و عوائل امنة في بيوتها بهدوء و كأن شيئا لم يحدث .
- و عندما لا توجد انجازات حقيقية بالرغم من الانفاق عليها على صعيد الخدمات .
- و عندما ما زالت ظاهرة الهجرة متواصلة .
- و عندما يطلّع المتابع على اخبار الخارجين عن القانون و اوامر القاء القبض عليهم و الحد من نشاطاتهم الاجرامية ، لماذا تأتي النتائج مغايرة حيث الجرائم بمختلف اشكالها و كأنها تتحدى الشعب و الاجهزة المسؤولة و الوطن بأسره ..؟ بل لماذا تتضافر جرائم الارهاب و الفساد تحت شعار واحد و هو : هدم البلد و القضاء على كل انسان نزيه شريف لديه ضمير و يترجى رحمة الله ... الخ .
و كي لا نجد من يعترض علينا او يبدو اكثر حرصا منا بأسم الوطنية فالارقام وحدها هي التي تتكلم .
ارقام الايتام و الارامل و المعاقين ومن يعيش تحت خط الفقر و في قاع الحرمان و اعداد الذين مازالو يعيشون في المنافي و اعداد الباحثين عن بلاد غير بلادهم !!!
ومع اعترافنا - احيانا او غالبا - بأن جدوى الكلام مساوي للصمت الا ان هناك فقراء حقا ، و هناك ملايين من المواطنين لا يرغبون الا بوطن جميل و بقليل من الحقوق و بأقل منها من الاحلام : وطن لا نريد ان نراه يذهب الى المجهول ...؟ كي نلحق به ان لم نكن قد سبقناه الى المتاهة !!

التعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!