صفحة الكاتب : شهاب آل جنيح

يوم الغدير.. علي الأمير
شهاب آل جنيح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أتردد في  الكتابة عن الأمير علي(عليه السلام) في يوم تتويجه بالخلافة، بأمر من السماء، تلاه الرسول(ص واله)، فمن أين ابتدأ؟ وإلى أين أنتهي؟ وكيف لي أن أكتب عن رجل غلب الرجال، في الحرب والسلم، والعلم والعمل، والتقوى والورع، والزهد والكرم، والفصاحة والخطابة؟ فلا يجاريه أحد في ذلك، من بعد الرسول(ص واله).

كيف اكتب عن فضله؟ وقد قال الرسول له:" لايعرفك إلا الله وانا..." وفي يوم أحد، حين هرب المنافقون، وتركوا النبي في المعركة، فما كان من علي إلا أن قاتل؛ حتى نادى جبرائيل: "لافتى إلا علي، ولاسيف إلا ذوالفقار" 

أتحدث عن شجاعته، فكيف لي أن أصورها أو اكتبها؟ فيوم أرتعد المسلمون جميعا، من عمرو بن عبد ود العامري في معركة الخندق، حتى أخذ ينادي: " ولقد بححت من النداء بجمعكم؛ فهل من مبارز؟" فلم يبرز له سوى علي، ولثلاث مرات يرجعه النبي، ومن ثم سمح له بالبراز، وعندها انتصر المسلمون بضربة علي، حتى قال الرسول: "ضربة علي يوم الخندق، تعدل عبادة الثقلين".

كيف أكتب عن زهده؟ وهو أمير للدولة الإسلامية، ويأكل خبز الشعير، ويشد حجر المجاعة على بطنه،  ويقول: "لو أعطيت الأقاليم السبع بما فيهن، على أن اعصين الله، في نملة أسلبها جلب شعير مافعلت"، أم بتفقده لدار امرأة قد قتل زوجها؟ وبينما هو يلاعب أطفالها، أذ بها تذكر الإمام بسوء، وتقول له وهي لاتعرفه "لمَ تذكرنا ولا يذكرنا علي؟" 

  أم نتكلم في علمه، وهو يرشد خصومه، فيحل كل قضية قد عجزوا عن حلها، فكان هو ملاذ أبو بكر وعمر  وعثمان، في كل معضلة تواجههم، حتى قال عمر:"لا أبقاني الله لمعضلة، ليس لها أبو الحسن" وقال أيضاً:" لولا علي؛ لهلك عمر"، أم في عدله وهو يوصي أبنه الحسن بقاتِله، فيقول: "أطعموه من طعامكم، واسقوه من شرابكم، فأن مُتُ؛ فضربة بضربة".

نتحدث عن فصاحته وكلامه، فقد كان أمير للكلام والخطابة، فتلك حِكمه ملأت كتب العرب ومكتباتهم، وخطبه التي أبهرت المخالف، قبل الموالف فخطبة بدون نقاط، وأخرى بدون حرف الألف، وأخرٌ صعقت مَنْ سمعها؛ لشدة وعظها، كما حصل مع صاحبه همّام، في خطبة المتقين. 

يوم الغدير يوم تتويج الأمير، فعند مفترق طرق، في منطقة تسمى غدير خم، وبعد أن عاد الرسول ومعه المسلمون من الحج، جمعهم وخطب فيهم قائلاً :"من كنت مولاه؛ فهذا علي مولاه" وتلا قوله تعالى(( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً)) وبهذا أعلن الرسول، عن أمر ربه في خلافة علي من بعده، فقد اختاره الباري (عز وجل)  خليفةً ووصياً لرسوله في أرضه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شهاب آل جنيح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/18



كتابة تعليق لموضوع : يوم الغدير.. علي الأمير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net