الانقلاب العسكري في تركيا حقيقة أم مسرحية ؟
جمعة عبد الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اثار الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا , الكثير من اللغط والجدل , والتكهنات والشكوك , والكثير من التحليلات المتضاربة , وفجر الكثير من الاسئلة التي ظلت بدون اجوبة شافية , ربما ستكشف عنها الايام القادمة , ويميط اللثام عنها , لنعرف الاسباب والدوافع وراء الانقلاب العسكري ؟ . منْ المخطط والمدبر له ؟ منْ يقف خلفه , دول ام مؤسسات أم اشخاص ؟ من هو المشارك الفعلي من المؤ سسة العسكرية والامنية ؟ لماذا تحول النجاح السريع للانقلاب , الى الفشل الاسرع من المعقول والمنطق ؟ ماهي العوامل التي ادت الى فشله واخفاقه ؟ واكبر من هذه الاسئلة الصاخبة , هو هل ان الانقلاب حقيقة فعلية , بهدف أسقاط اردوغان وحزبه الحاكم ( حزب العدالة والتنمية ) أم انه عمل مدبر من تدبير اردوغان , في السناريو والاعداد والاخراج ؟ لماذا اردوغان يتهم خصمه الاسلامي الداعية فتح الله غولن , بانه يقف وراء الانقلاب ؟ بينما هذا يرفض الاتهام جملة وتفصيلاً , بل يدين الانقلاب العسكري باقوى العبارات ؟ هل هو صراع بين قطبين اسلاميين من فلك ( اخوان المسلمين ) ؟ بين اتباع اردوغان وحزبه الحاكم , واتباع الاسلامي فتح الله غولن , رغم ان اردوغان فاز بالانتخابات النيابية المتكررة , بالدعم الكبير والمساند من الداعية الاسلامية فتح الله غولن . وهل كان الانقلاب من اعداد اردوغان , في سبيل تكريس السلطة المطلقة في يديه , وتصفية خصومه ومعارضيه , من اجل اعادة الحكم المطلق بأعادة السلطنة العثمانية , ليكون الامبراطور العثماني الجديد . مع هذه الاسئلة والاشكالات الاخرى , فأن اردوغان وضع نفسه وتركيا معاً , في عين العاصفة , وكل الاحتمالات والعواقب مفتوحة نحو الاسوأ , التي تجعل من تركيا دولة الفوضى واللاقانون , رغم ان اردوغان استغل مزاج وسيكلوجية الشعب التركي , المعارض دائماً لحكم العسكر , الذي لايحترم ابسط اشكال الديموقراطية . بأن يتحكم بشريان الحياة , العسكر وحدهم دون شريك . لهذا استجاب الشعب بالسرعة الفائقة ونزل الى الشارع , في مجابهة دبابات الانقلاب العسكري , ليس حباً بأردوغان , بل الكره الشديد لحكم العسكر , وكذلك الدفاع عن الديموقراطية البرلمانية . رغم هذا وذاك , فأن تركيا اليوم , ليس تركية الامس , والخوف والخشية من القادم السيء , لهذا عبرت دول الاتحاد الاوربي وامريكا , عن خشيتها وقلقها , من ان يؤدي فشل الانقلاب , الى تصفية دولة القانون والديموقراطية , وتصفية الخصوم والمعارضين , واحتمال عودة احكام الاعدام الجماعية , وحذرت دول الاتحاد الاوربي أردوغان , بأن عودة تطبيق احكام الاعدام , يعني غلق الباب نهائياً في وجه تركيا , للانضمام الى الاتحاد الاوربي . وتشير الاخبار التي تقلق الدول الاوربية , من حملات الاعتقالات الواسعة التي طالت الالاف , وحسب تصريح رئيس الوزراء تركيا ( بن علي يلدريم ) بأن قوائم الاعتقالات والطرد والتسريح , بلغت لحد اليوم , اعتقل 7543 شخصاً , منهم 6000 عسكرياً من مختلف الرتب العالية جداً الى ادنى الرتب من الجنود , الذين نفذوا الاوامر دون ان يعرفوا شيئاً , سوى ابلغوهم بأن بروفة او تدريب عسكري فقط . وكذلك تم طرد 9000 شرطي في وزارة الداخلية . ان هذه القوائم بهذا الحجم الكبير من الضخامة , يثير الشكوك والريبة , بأنها معدة سلفاً . من اجل تحزيب الدولة مؤسساتها , بيد اردوغان وحزبه الحاكم ( حزب العدالة والتنمية ) بحجة تصفية الانقلابيين . لذلك طالبت الدول الاوربية , ان يطبق سيادة القانون باحترام الديموقراطية . بأنها هذه الدول ستقف بالمرصاد من تحويل تركيا , الى دولة دكتاتورية قمعية , وحذروه , بأنهم لا يعطونه شيك على بياض , في تصفية الخصوم والمعارضة وضرب الديموقراطية . وكل المؤشرات بأن تركيا تبتعد عن الديموقراطية , رغم ان اردوغان يستغل الشارع الى جانبه حالياً , ولكن الرهان على الشعب يعني احترام الديموقراطية , وأردوغان في غطرسته وعنجهيته السياسية لا يحترم الديموقراطية , ولا للمعارضين من كل الاصناف , الاحزاب والمؤسسات والاشخاص
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
جمعة عبد الله

اثار الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا , الكثير من اللغط والجدل , والتكهنات والشكوك , والكثير من التحليلات المتضاربة , وفجر الكثير من الاسئلة التي ظلت بدون اجوبة شافية , ربما ستكشف عنها الايام القادمة , ويميط اللثام عنها , لنعرف الاسباب والدوافع وراء الانقلاب العسكري ؟ . منْ المخطط والمدبر له ؟ منْ يقف خلفه , دول ام مؤسسات أم اشخاص ؟ من هو المشارك الفعلي من المؤ سسة العسكرية والامنية ؟ لماذا تحول النجاح السريع للانقلاب , الى الفشل الاسرع من المعقول والمنطق ؟ ماهي العوامل التي ادت الى فشله واخفاقه ؟ واكبر من هذه الاسئلة الصاخبة , هو هل ان الانقلاب حقيقة فعلية , بهدف أسقاط اردوغان وحزبه الحاكم ( حزب العدالة والتنمية ) أم انه عمل مدبر من تدبير اردوغان , في السناريو والاعداد والاخراج ؟ لماذا اردوغان يتهم خصمه الاسلامي الداعية فتح الله غولن , بانه يقف وراء الانقلاب ؟ بينما هذا يرفض الاتهام جملة وتفصيلاً , بل يدين الانقلاب العسكري باقوى العبارات ؟ هل هو صراع بين قطبين اسلاميين من فلك ( اخوان المسلمين ) ؟ بين اتباع اردوغان وحزبه الحاكم , واتباع الاسلامي فتح الله غولن , رغم ان اردوغان فاز بالانتخابات النيابية المتكررة , بالدعم الكبير والمساند من الداعية الاسلامية فتح الله غولن . وهل كان الانقلاب من اعداد اردوغان , في سبيل تكريس السلطة المطلقة في يديه , وتصفية خصومه ومعارضيه , من اجل اعادة الحكم المطلق بأعادة السلطنة العثمانية , ليكون الامبراطور العثماني الجديد . مع هذه الاسئلة والاشكالات الاخرى , فأن اردوغان وضع نفسه وتركيا معاً , في عين العاصفة , وكل الاحتمالات والعواقب مفتوحة نحو الاسوأ , التي تجعل من تركيا دولة الفوضى واللاقانون , رغم ان اردوغان استغل مزاج وسيكلوجية الشعب التركي , المعارض دائماً لحكم العسكر , الذي لايحترم ابسط اشكال الديموقراطية . بأن يتحكم بشريان الحياة , العسكر وحدهم دون شريك . لهذا استجاب الشعب بالسرعة الفائقة ونزل الى الشارع , في مجابهة دبابات الانقلاب العسكري , ليس حباً بأردوغان , بل الكره الشديد لحكم العسكر , وكذلك الدفاع عن الديموقراطية البرلمانية . رغم هذا وذاك , فأن تركيا اليوم , ليس تركية الامس , والخوف والخشية من القادم السيء , لهذا عبرت دول الاتحاد الاوربي وامريكا , عن خشيتها وقلقها , من ان يؤدي فشل الانقلاب , الى تصفية دولة القانون والديموقراطية , وتصفية الخصوم والمعارضين , واحتمال عودة احكام الاعدام الجماعية , وحذرت دول الاتحاد الاوربي أردوغان , بأن عودة تطبيق احكام الاعدام , يعني غلق الباب نهائياً في وجه تركيا , للانضمام الى الاتحاد الاوربي . وتشير الاخبار التي تقلق الدول الاوربية , من حملات الاعتقالات الواسعة التي طالت الالاف , وحسب تصريح رئيس الوزراء تركيا ( بن علي يلدريم ) بأن قوائم الاعتقالات والطرد والتسريح , بلغت لحد اليوم , اعتقل 7543 شخصاً , منهم 6000 عسكرياً من مختلف الرتب العالية جداً الى ادنى الرتب من الجنود , الذين نفذوا الاوامر دون ان يعرفوا شيئاً , سوى ابلغوهم بأن بروفة او تدريب عسكري فقط . وكذلك تم طرد 9000 شرطي في وزارة الداخلية . ان هذه القوائم بهذا الحجم الكبير من الضخامة , يثير الشكوك والريبة , بأنها معدة سلفاً . من اجل تحزيب الدولة مؤسساتها , بيد اردوغان وحزبه الحاكم ( حزب العدالة والتنمية ) بحجة تصفية الانقلابيين . لذلك طالبت الدول الاوربية , ان يطبق سيادة القانون باحترام الديموقراطية . بأنها هذه الدول ستقف بالمرصاد من تحويل تركيا , الى دولة دكتاتورية قمعية , وحذروه , بأنهم لا يعطونه شيك على بياض , في تصفية الخصوم والمعارضة وضرب الديموقراطية . وكل المؤشرات بأن تركيا تبتعد عن الديموقراطية , رغم ان اردوغان يستغل الشارع الى جانبه حالياً , ولكن الرهان على الشعب يعني احترام الديموقراطية , وأردوغان في غطرسته وعنجهيته السياسية لا يحترم الديموقراطية , ولا للمعارضين من كل الاصناف , الاحزاب والمؤسسات والاشخاص
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat