كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

الكهرباء لمرضى السرطان

يروى ان نبي الله سليمان مر على امرأة فسألها عن احب اولادها اليها فقالت ثلاثة فرد النبي سليمان سائلا ايها عن اسمائهم . و من هم ؟ فقالت ( الصغير حتى يكبر , المريض حتى يشفى , الغائب حتى يعود ) 
كان لاطفال العراق حصة الاسد من مخلفات الحروب والتلوثات الاشعاعية في فترة الحروب العبثية للنظام السابق , اعقبتها اعمال العنف والارهاب وقصف المدن بالاسلحة المحرمة تحت ذريعة محاربة الارهاب والخارجين على القانون , وكانت حصيلة ذلك حسب الاحصائيات الحكومية ( وماخفي كان اعظم ) ملايين الضحايا بين شهيد ومصاب ومعاق . وكانت البصرة المتصدرة دوما بأعداد الاطفال المعاقين والمشوهين والمصابين بالامراض السرطانية المختلفة ( نستجير بالله ) كونها من المدن المتآخمة حدوديا مع العديد من دول الجوار مما جعلها مرتعا لنشامى صدام واهدافا للاسلحة المبادة والمواد الكيماوية , ولقلة الوعي الصحي وافتقار المدينة كبقية المدن العراقية لمراكز صحية متخصصة وكفوءة فقد تفاقمت الحالة سوءا وازاداد اعداد المصابين والتشوهات الخلقية يوما بعد آخر .
قبل ايام اهتمت وسائل الاعلام المختلفة بنبأ اغلاق مستشفى " الطفل العربي " المتخصص بعلاج الامراض السرطانية في البصرة والذي هدد كادره  مسبقا, ومدير صحة البصرة بأغلاقه في حال عدم توفير الطاقة الكهربائية , الذي ينقطع عن المشفى المذكور لساعات طويلة مما يضطر العاملين فيه على معالجة وفحص الاطفال بـ ( لايت ) الموبايل بحسب رئيسة قسم الامراض السرطانية في المستشفى في تصريحات ادلت بها لصحيفة الشرق الاوسط , ان المشفى وبحسب رئيسة القسم المذكور مسؤول عن علاج اطفال مصابون بأمراض خطيرة كسرطان الغدد اللمفاوية واللوكيما وسرطانات الكلية والمثانة ,  طفليتن مصابتين  كما تذكر الدكتورة مسؤولة القسم بسرطان الرحم . رغم هذه الحالة الانسانية المزرية فأن وزارة الصحة رمت الكرة في ساحة الكهرباء والتي هي الاخرى رمت الكرة بعيدا بأتهامها الجانب الايراني بالتقصير كونه المسؤول عن تجهيز المستشفى .
وعودا على بدء فأن المثال الذي اوردناه في بداية هذه السطور كان لاجل تنبيه الجهات المعنية بأن للطفل المريض خصوصية يجب مراعاتها . لذا اناشد الجهات المعنية بأستثناء هكذا مستشفيات من القطع المبرمج للتيار الكهربائي , نظرا للحالة الانسانية ورحمة بهولاء الصبية بنسمة هواء لعلها تساهم في اطفاء لهيب السرطان . والاسراع بسفر الحالات المستعصية خارج البلاد , كون هذه الاخيرة احدى المشاكل التي تواجه المرضى هذه الايام .. امنيتنا لاطفالنا بالشفاء العاجل والعيش الرغيد 
طباعة
2011/07/26
3,513
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!