يضج صمتك بي
ثمة كلام بيننا
معلق كغيمة
بلا مطر
تحلق معطوبة
مليئة بالخدوش
و ينكشف الصمت المتداول
بين أشباح تترصدنا
تسكن رفيف أخيلتنا
فنصاب بعزلة
تتأهب لبيات الشتاء
هو نفس الغموض
خلسة يتسلل
يتغلغل
في ثغور المعاني
تتحطم الجسور التي كانت تدلنا
علينا
فننسى الحنين
ننزلق بفجيعة على منحدر
الغياب
نغلف الوقت
بخطى مرتبكة
في دروب عبثية
تتمطى أطيافا
و خرائب
تمتطي متاهات الضجيج
و اللاجدوى
أحاول
أن أمزق أستار غموضك
تغمرني السماء
من كل الجهات
كذراعي حبيب تطوقني
أطير حافية
فوق سحاب
تقودني النجوم إلى أصداف النار
إلى بلاد بعيدة تحرسها أنفاسك
و من أعلى الكلام
أتلقفني
شرفة تفتح الصمت المهيب
يمتد دوالي فراغ
تلال حزن و انهيار
أستيقظ كل صباح
شهيدة
في سماء صمتك
يغسلني حلم أداعبه
من قيظ الغموض
من أرق فوضاك
كأرجوحة
تأخذني أمطار القصيدة
إلى الأسرار المخبوءة
في أناقة اسمك
توغلني عطشى
في أشعار
أسرار وراء أسرار
تملك وحدك مفاتيحها
و بحرقة ترميني
في جنة تمارس
غواية النار
هل تركت النوافذ مفتوحة
على مرافئ التتار
من أين تأتي أهوال الرحيق
على شفتيك
و قد أحرقت سفني و المنار
و محوت كل سبيل للفرار
غائمة كل النوافذ
في الطرقات المؤدية إليك
الحانات مهجورة
تحت لظى الظهيرة
و الأرصفة تحت الشمس
تغفو
كغابات أسطورية
ملأى بالرحيل
و بمواعيد الحب المؤجلة
ضجيج الدروب الماطرة
لا يحتمل
ذاكرتي مبعثرة
يضنيها الغياب
عشقي شرفة
كيف تطل عليك
و أنت تغلق للصبوة
أكثر من باب؟
زوليخا موساوي الأخضري

التعليقات
يوجد 2 تعليق على هذا المقال.
رسالة
ممتنة جدا لاهتمامك و مقارباتك الفنية لنصوصي. الشعر يا صديقي كما تعرف هو مجال خصب و شاسع يسع ما هو مألوف و ما يخرج عنه. بل في كثير من المرات يصل الشعر إلى قلوبنا أكثر حينما يحاول أقول يحاول أن يكشف النقاب عن ازدواجية الأشياء و تضادها لأن مهمة الشاعر ليست تقديم إجابات من أي نوع كانت. كيف يمكن للشاعر ذلك؟ من يمتلك الحقيقة خاصة في المسائل المجردة التي تخص الكيونونة البشرية؟ شعراء كثيرون ابدعوا صورا شعرية تقوم على هذه المنتاقضات، تأمل معي هذه الصورة لامرئ القيس: مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل. كأني أرى أمامي هذا الفرس الحرون في ساحة معركة. أزهار الشر لبودلير تدخل ايضا في هذه الخانة. و الأمثلة كثيرة و متعددة. كل ما يعمل على تكثيف النص و إيصال الإحساس للقارئ مباح في الشعر. هذا رأيي باختصار شديد و لسيادتك واسع النظر.
أهلا بك في أي وقت إن كانت لديك رغبة في مناقشة مثل هذه القضايا الأدبية.
لك كل التقدير و المحبة
زوليخا
هل النقيضان يجتمعان
فاقتران مفهومين او مصطلحين متنافرين في موضوعيهما يجعل الفكرة في خطورة كبيرة , ولكن كيف استطاعت هذه الكاتبه ان تصمت الضجيج وتضجج الصمت , ولكن ترى ان هذا الامر لم يتحقق الا بشخصها فهل استطاعت فعلا زوليخا ان تضجج الصمت وتنطقه وتجعل له متاهات يدور بها الكلام , فهل استطاعت ان تجعل الليل معاشا والنهار سباتا ؟ هل استطاعت ان تهب الموت الحياة والحياة الموت .؟
انها فلسفة عميقة تناولتها الكاتبه من جانب واهملت جوانب عديدة تركتها مبهمة . \
أود أن أسأل كل أصدقاء زوليخا هل نجحت بفلسفتها ومصطلحيها ام لا ؟!
اما انا فالجواب أحتفظ به لنفسي.
ولاول مرة أعرف ان الغموض مناخه حار جدا فوصفته زوليخا بالقيظ ؟!!