العراقيون الذين يكرهون العراق
حسن عبيد عيسى
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ حققت الصهيونية هدفها الاسمى باحتلال العراق على ايدي المتصهينين المحافظين الجدد..والصهاينة لايخفون اطماعهم في العراق..فلقد كانوا يدعون منذ انعقد المؤتمر الصهيوني الاول في بازل سنة 1897 وحتى 1948 ان فلسطين ارض العودة وانها عطية الهية الى ابراهيم (وكأن ابراهيم حكر عليهم)و..و..الخ من هذه السخافات والاساطير التي مازال البعض في زمن العلم والحداثة يتعلق بها..
الان وبعد ان تحقق الحلم الصهيوني وصارت فلسطين لقمة بفم الصهيونية ومحطا لليهود القادمين من كل انحاء العالم في ظل تلك الخرافات والسخافات والاساطير..وبعد ان تحول العراق الى بيئة فوضوية غاب عنها القرار الوطني..صار مهد حضارات الكون المحطة الثانية في تنفيذ الحلم الصهيوني الذي لن ينتهي الا بالسيطرة على العالم سيطرة واضحة وملموسة..
وكانت الخطوة الاولى نحو المضي بتحقيق هذه المرحلة التي يراد منها(ابتلاع العراق)،دفع عراقيين للتباكي على اليهود الذين كانوا يسكنون في العراق وهاجروا ليساهموا في اغتصاب فلسطين وانخرطوا جميعا في الموساد كونهم يجيدون اللغة التي تنقص اليهود القادمين من اوربا وغيرها..وظهر منهم أشد الوزراء عنصرية مثل بنيامين بن اليعازر وزير الحرب وبنحاس سابير وزير الشرطة وكثير غيرهم من الساسة وقادة جيش العدوان .
هؤلاء العراقيون المتباكون على اليهود المساكين والداعين الى عودتهم الى العراق..إما اغبياء لايدركون ان هدف الصهيونية هو مد حدود كيانها الى الفرات ..واما انهم عملاء سخرتهم الموساد ودفعت لهم من السحت الحرام مادفعهم الى هذا الموقف..والمفزع ان دبلوماسيا عراقيا زار تل ابيب في الاسبوع الماضي ليبحث في مسألة اليهود المهاجرين من العراق ..وكأن ذلك مطلبا شعبيا عراقيا..من حقنا ان نحاسب وزير الخارجية ورئيس الوزراء على هذه الخطوة الاجرامية الحمقاء وايقاف هذا النهج الحقير نحو بيع الوطن كما بيعت فلسطين في القرن الماضي ..
هؤلاء اليهود لو عادوا لاقدر الله فإنهم سيكون رتلا خامسا لتحقيق الحلم الصهيوني..فسيكونون جيش ظل له دوره في تدمير مقوماتنا عندما يزحف الجيش الصهيوني ليدفع حدوده نحو الفرات..
عموما..من هم اليهود الذين كانوا يعيشون في العراق والذين يتباكى عليهم عراقيونمع الاسف ؟..يقول جان بابتيست جاك لوي روسو الذي زار العراق في القرن التاسع عشر وألف كتابه(وصف باشوية بغداد)..قال في الصفحة 21 منه(أما اليهود ،فهم منافقون دساسون مخادعون تعساء قادرون على خوض جميع المماحكات بكل دناءة عندما تقتضي مصلحتهم ذلك.وعلى الرغم من حالتهم البائسة تلك،فإن ذلك لم يمنعهم من التوغل في السراي ودوائر الكمرك وبيوت الشخصيات الرفيعة،حيث يجدون فيها اناسا هم بأمس الحاجة الى مرونتهم واحتيالهم،ليصلوا الى غايتهم بسرعة)..
هؤلاء يريد البعض ان يعيدهم الى وطننا الحبيب ليصيروا اسياده..فهل رأيت مواطنين يكرهون وطنهم الى هذا الحد؟..
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
حسن عبيد عيسى

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat