العراق قرون طويلة من الظلمات
د . ماجد اسد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الغريب اننا في بلد يمتلك كافة عناصر قهر ظواهر الازمات سواء كانت اقتصادية او امنية فلنتسائل: هل حقا لا توجد الا العلل و الامراض والفتن والفساد حتى استوطنت هذه كلها في بلد انتج اعظم الحضارات و قدم اكثر العلامات المعرفية للانسانية ، حتى جعلت منه رائدا وقدوة ونبراسا لها .
لكن الازمات تعقبها ازمات ..
فما مر عام - كما قال السياب - من غير جوع فأننا من خلال القرن الاخير و خلال العقود الاخيرة ، لا يصدمنا التوزيع غير العادل للثروات و لا يصدمنا تشتت الجهود و تبعثرها وضياعها ، ولا يصدمنا ظهور قيادات لا تعمق الا المسار ذاته حسب، بل ما ان يخرج الوطن من ازمة الا ليقع في ازمة اخرى وما ان يخرج من ازمة الاثنية الا ليقع بأزمة الطائفية و ما ان يخرج من ازمات التطرف الا ليقع في ازمات الانغلاق و ما ان يخرج من ازمة الدكتاتورية الا ليقع في ازمنة العشوائية والفوضى و غياب القانون و غياب العدل و العدالة .
و كلها عبر القرون و العقود و السنين و الاسابيع و الايام و الساعات ... اصبحت دورية تتناسل و تتكاثر حتى انها لم تعد تنتج الا نمطا من الحياة دفع بالمكونات التاريخية بتنوعها للتشبث بأمال ما ان يتم العمل بها للخروج من الازمات الا و وقعت في الاسوأ منها ، ليس في الفقر و ليس في الفتن و ليس في الفساد و ليس في حروب الشوارع حسب ، بل في ما هو اكثر خطورة الا و هو عدم الشعور في العلاقة من الارض و التاريخ اي بالانسان نفسه !
و التعميم غير صحيح طبعا ولكن الاستثناء غدى حالة نادرة ان تجد من يقف ضد : العنف و التطرف و الفساد مما يدفع بالمراقب لقراءة : تاريخه و قراءة ما يراه من ظواهر لا علاقة لها بشرائع الانسان ، ان كانت سماوية او وضعية او ان كانت مثالية او مادية تاريخية .
ذلك لان القرون الطويلة من الظلمات التي مرت على العراق لم تترك الا دورات عمقت الاسى و الخوف و الانطواء و فقدان الرجاء !
فلماذا لا نجد - كأسلافنا - الحلول التي ادت الى نشوء القيم وشرائع والتجانس و حب الحكمة و التعابير التي تحد من الكوارث الطبيعة ونكبات الاحتلال و الرداءة و عبور من الجهل الى العلم و من الظلمات الى النور ...؟لماذا ما زلنا نجد من يتجاوز قانون البناء و قانون الامن الاجتماعي و النفسي و المعرفي و الثقافي ... الخ ، و كأنه ما زال يعيش خارج القانون و سيادة الوطن و كرامة الانسان ...؟
العراق - بغداد
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . ماجد اسد

الغريب اننا في بلد يمتلك كافة عناصر قهر ظواهر الازمات سواء كانت اقتصادية او امنية فلنتسائل: هل حقا لا توجد الا العلل و الامراض والفتن والفساد حتى استوطنت هذه كلها في بلد انتج اعظم الحضارات و قدم اكثر العلامات المعرفية للانسانية ، حتى جعلت منه رائدا وقدوة ونبراسا لها .
لكن الازمات تعقبها ازمات ..
فما مر عام - كما قال السياب - من غير جوع فأننا من خلال القرن الاخير و خلال العقود الاخيرة ، لا يصدمنا التوزيع غير العادل للثروات و لا يصدمنا تشتت الجهود و تبعثرها وضياعها ، ولا يصدمنا ظهور قيادات لا تعمق الا المسار ذاته حسب، بل ما ان يخرج الوطن من ازمة الا ليقع في ازمة اخرى وما ان يخرج من ازمة الاثنية الا ليقع بأزمة الطائفية و ما ان يخرج من ازمات التطرف الا ليقع في ازمات الانغلاق و ما ان يخرج من ازمة الدكتاتورية الا ليقع في ازمنة العشوائية والفوضى و غياب القانون و غياب العدل و العدالة .
و كلها عبر القرون و العقود و السنين و الاسابيع و الايام و الساعات ... اصبحت دورية تتناسل و تتكاثر حتى انها لم تعد تنتج الا نمطا من الحياة دفع بالمكونات التاريخية بتنوعها للتشبث بأمال ما ان يتم العمل بها للخروج من الازمات الا و وقعت في الاسوأ منها ، ليس في الفقر و ليس في الفتن و ليس في الفساد و ليس في حروب الشوارع حسب ، بل في ما هو اكثر خطورة الا و هو عدم الشعور في العلاقة من الارض و التاريخ اي بالانسان نفسه !
و التعميم غير صحيح طبعا ولكن الاستثناء غدى حالة نادرة ان تجد من يقف ضد : العنف و التطرف و الفساد مما يدفع بالمراقب لقراءة : تاريخه و قراءة ما يراه من ظواهر لا علاقة لها بشرائع الانسان ، ان كانت سماوية او وضعية او ان كانت مثالية او مادية تاريخية .
ذلك لان القرون الطويلة من الظلمات التي مرت على العراق لم تترك الا دورات عمقت الاسى و الخوف و الانطواء و فقدان الرجاء !
فلماذا لا نجد - كأسلافنا - الحلول التي ادت الى نشوء القيم وشرائع والتجانس و حب الحكمة و التعابير التي تحد من الكوارث الطبيعة ونكبات الاحتلال و الرداءة و عبور من الجهل الى العلم و من الظلمات الى النور ...؟لماذا ما زلنا نجد من يتجاوز قانون البناء و قانون الامن الاجتماعي و النفسي و المعرفي و الثقافي ... الخ ، و كأنه ما زال يعيش خارج القانون و سيادة الوطن و كرامة الانسان ...؟
العراق - بغداد
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat