صفحة الكاتب : سيف اكثم المظفر

شهيد المحراب.. زرع فكره في أعماقنا مشروعاً
سيف اكثم المظفر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الإنسان؛ وما يحويه من مميزات تقنية، تفوق كل المخلوقات، تتفاوت هذه الميزات من خلال قدرته العقلية، التي تدير مكنون هذا الإنسان، وما يترتب عليها، من نتائج فكرية عميقة، توظف لخدمة المجتمع والإنسانية.
بدأ نبوغه العلمي، وهو في مقتبل عمره، وهذا ما توقعه أساتذته الكبار، تتلمذه على يدهم، وتلقى تعليمه الحوزوي على يد أساطين المذهب، وأستنار بنورهم وعرفانيتهم الجليلة، أوقدّت في قلبه نار الثورة، ضد الظلم والاستبداد، على خطى أستاذه السيد محمد باقر الصدر(قدس)، لم تكن حركته تنفرد بالجانب الجهادي فقط، بل تخطاها إلى جوانب فكرية وعقائدية، إيماناً بمشروعه الإنساني والإسلامي، الذي يضمن حق الجميع، في العيش بسلام.
لم يسلم من السجن، والمطاردة من قبل أزلام البعث، كما هو الحال مع طلبة العلوم الدينية، في عهد النظام الدكتاتوري الصدامي المجرم، أنطلق إلى الجمهورية الإسلامية في إيران، ليؤسس مشروعه السياسي الجديد، منطلق من رؤية المرجعية الدينية العليا، في بناء المجتمع وتحصينه عقائديا وسياسيا، بعد ظهور عدة حركات عقائدية وسياسية منحرفة، أستقطبت كثير من الشباب، وأثرت فيهم سلبا، وحرفتهم عن طريق الحق، بأكاذيب ونظريات بعيداً عن الواقع الإسلامي الصحيح.
تبنّى رؤيا سياسية، ناضجة الفكر وذات بعد عقائدي، منبثقة من أروقة المرجعية الدينية، لبناء مجتمع محصن عقائديا، وناضج فكريا، ومتطور علميا، يسهم في بناء دولة إنسانية عادلة، تحترم الفكر المعتدل، وقادرة على إنتاج إنسان ديناميكي حر، لا ينخدع بأوهام المتأسلمين، وأفكارهم الضالة، وكان مشروعه (قدس) ذا نضرة مستقبلية واقعية مبنية على عمق الرؤية ومتانة الفكرة، قوة البصيرة التي أمتلكها، فكر شهيد المحراب (طاب ثراه) أدهش العقول، وفاقة التصورات.
لكل مرحلة رجالها، وكان سيد الحكيم(قدس) حقا رجل الرؤيا والمستقبل، وسبق تفكيره عدة أجيال، أتضحت رؤيته العميقة، من خلال الخطط التي رسمها في بناء الدولة، ورسم سياسات وطن يشمل الجميع، وتأكيده في أول كلمة ألقاها على مسامعنا، حيث أكد على التمسك بالمرجعية، وإتباع نهجها الأبوي، وأشار إلى "أن من أول الأولويات لدينا، هي وحدة كلمتنا، فمراجعنا متحدون، ونحن في خدمة مراجعنا" حيث وضع نقطة الانطلاق إلى النجاح، هو السير على طريق الذي ترسمه مرجعيتنا الرشيدة، وما لها من بعد أنساني وفكري واسع النطاق.
كان وما زال ينبض فكره فينا، مشروعا كبيراً، بكبر جراحاتنا، رحل شهيداً- تناثرت أشلاءه على أعتاب، ضريح جده أمير المؤمنين (عليه السلام) -وبقى الأمل ينمو فينا، يوما بعد يوم، قرب وقت الحصاد، وها هي ثماره تتدلى من عبق أغصان شجرته الطيبة، تنذر بوقت الحصاد، فطوبى لمن تبنى فكر شهيد، وطوبى لمن عمل بإخلاص، وما نار فقده إلا شعلة نصر، تضيء طريق الأفق، ورجال آبية، تفني عمرها لغايات سامية، وحدتنا، مرجعيتنا، عراقٌ واحد.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيف اكثم المظفر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/28



كتابة تعليق لموضوع : شهيد المحراب.. زرع فكره في أعماقنا مشروعاً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net