لماذا التجديد ؟ التفسير أنموذجاً
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

إن نصوص القرآن الكريم هي ربانية المصدر ، و هي الثابتة التي يجب استشعار قدسيتها ، و استصحاب تلك القدسية في كل زمان ، و مهما اختلفت الظروف .
يكون التغير و المتغير هو ( فهم ) تلك النصوص بما يدخل من تطور و تغير زماني و مكاني ، و الفهم هنا ليس مقدساً ما لم يصدر من ( معصوم ) ، فلو صدر من أحد علماء التفسير يحبذ الاستئناس به ان لم يخرج عن مقاييس التفسير ، لكن لا يجب تقديسه بما يخرج عن المألوف .
ان نظرة سريعة على كتب التفسير بشكل ( عام ) ستظهر للقارئ بأنها تحوي أشياء كثيرة ليست من صلب التفسير ، حتى قيل في بعضها : فيه كل شيء سوى التفسير .
إن أغلب كتب التفاسير التي ألفت خلال عصور الركود و التأخر لا تخرج عن تلخيص لجهد سابق أو شرح أو تعليق عليه ، حتى انحدر النشاط التفسيري إلى مستوى الفردية و الوقوف عند تكرار المنقول ، و يكفينا للتعرف على هذه الحقيقة أن نلقي نظرة عابرة على التفاسير التي أُلفت في هذه العصور الراكدة ، و خاصة تلك الفترة التي أصاب الضعف فيها الكيان الإسلامي .
فـ(البغوي تفسيره مختصر من الثعلبي ، و تفسير الجواهر الحسان هو اختصار لتفسير المحرر الوجيز ، و الدر المنثور عبارة عن جمع ما نقل عن السلف بصحيحه و سقيمه ، دون إضافة أو زيادة أو حتى تعليق ، و البيضاوي تفسيره اختصار للكشاف ، و مفاتيح الغيب ، و تفسير الراغب الأصفهاني ، و مدارك التنزيل للنسفي ، كل ذلك تلخيص للبيضاوي و الكشاف ، و لباب التنزيل اختصره الخازن من معالم التنزيل للبغوي مع حذف الأسانيد ، و تجنب التطويل و الإسهاب ، و البحر المحيط معظمه من تفسير الزمخشري)( ) .
و من أهم ما لوحظ على تلك التفاسير ـ على سبيل المثال ـ :
1ـ ملء كتب التفسير بالخلافات المذهبية و العقائدية و غيرها .
2ـ تهميش أحاديث مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) و دورهم في التفسير و علوم القرآن .
3ـ اكثار النقل عن أهل الكتاب .
4ـ كثرة رواية الأحاديث الضعيفة و الموضوعة في التفسير .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat