صفحة الكاتب : سيف اكثم المظفر

سنةُ العِراقِ .. بيْن ساسةِ طائِفيّون وأجندات خارِجيّةً ؟ الحلقة الأولى: المذاهِبُ الحاكِمةُ هي مِن أسّست الطّائِفيّةُ ؟
سيف اكثم المظفر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مُنذُ زمنِ بعيدِ ، تعيُّش شُعوبِ الشُّرقِ الأوسط ، صراعا طائِفيّا ، يمتدُّ لِجُذورِ عقائِديّةٍ وفِقهيّةً عميقةً ، غذّتهُ السُّلطاتِ الدِّكتاتوريّةِ " سُلطة مِن أقِليَةٍ مذهبيّةً " الّذي اِضطهدت الأقليات الدّينيّة والمُذهّبيّة الأخرى ، مِمّا زرع نوْعِ مِن طبقيّةٍ والعُنصُريّة في ' نُفوسِ النّاسِ '، تطوُّر ذلِك المشهدِ بِشكلِ كبيرِ واِستغلّ مِن قبل السّياسةِ الدّوَليّةِ الغُربيّةِ ، تطبيقا لِنظِريّةٍ فرِقّ تسِدُّ . مع تقدُّمِ السِّنّين ازدادت هذِهِ النّعرة الطّائِفيّةُ بيْن الشّيَعةِ المُضطهِدين والمُذهّبِ الحاكِمِ ، في الرُّبُعِ الأخير مِن القُرنِ الماضي ، حصّلت عُدّةُ ثوْراتٍ في العِراقِ ، لِمُناهضةِ الحُكمِ الجائِرِ ، جميعها كانت تنطلِقُ مِن طريقِ الأحرار ( طريقِ يا حِسّيْنِ " عليه السّلام ")، اِنتِفاضة صُفرِ تلّتِها اِنتِفاضة الشّعبانيّةِ عامِّ 1991 م بعد حربِ الكوَيْتِ عامِّ 1990 م ، لم يكِن الشُّعبُ العِراقيِ يستسلِمُ رغمُ قوّةِ النّظامِ القمعيّةِ ، وطريقتهُ في الإبادة الجماعيّة ، جعل مِن النّاسِ أدوّاتِ يسوقُهُم كما تُساقُ العبيد ، صبّ الحِقدِ الطّائِفيِّ في القُلوبِ . المُعاصِرُ لِتِلك الحُقُبةُ ، يلحظُ بِشكلِ لا لبس فيه ، إنّ النّظامِ الدِّكتاتوريّةِ لِفِترةٍ مِن الزّمنِ ، كان مدعوم غربيا أمريكيا ، كما نشاهد العِلاقة بيْن النّظامِ القُبليِ لآل سُعود ، والمُجتمع الدّوْليّ والّتي كانت قائِمةُ طوّالِ عُقودِ مِن الزّمنِ ، على الأنانية والنِّفاق والمعايير المُزدوِجة ، وإغفال حُقوق الإنسان والّذي يُعرِّفُ بِهِ الغرب في مِثلُ هذِهِ العِلاقاتِ ، وما حصل بِتِلك الانظمة ، هوَ نفسُ السّيناريوَ الّذي سيُؤوِّلُ إليه النّظامِ السُّعوديِّ في القريبِ العاجِلِ ! بعد عامِّ 2003 م تغيُّر الحُكمِ في بغدادِ ، مِن حُكمِ دِكتاتوريِ عُنصُريِّ طائِفيِّ ، إلى حُكمِ برلماني اِتِّحادي مركزي ، يشترِكُ فيه جميع مُكوّناتِ الشُّعبُ العِراقيِ ، كلّا حسب ثِقلهُ الشّعبيّ على الأرض ، لن تروَق تِلك التّجرِبة لوْ نجّحت لِكثيرِ مِن الدّوَلِ العُربيّةِ الّتي تحكُّم مِن قبل القبيلةِ ، لذالك وِجهة بِهجمةِ شرِسةٍ ، تُعزِّفُ على وترِ الطّائِفيّةُ ، الّذي تبّناهُ صدّام أصلًا وزُجّهُ في نُفوسِ المُجتمعِ العِراقيِ ، يعِدُ السّببُ الرّئيِسيُّ لِقبولِ هذا النّفسِ الطّائِفيِّ مِن قبل المُجتمعِ المشحونِ بأفكار عميقةً ومتجذره ، كان أشدُّها عامِّ 2006م إلى عامِّ 2010 م في هذِهِ الفِترةِ مِن الاِحتِلالِ الأمريكي كانت تستيْقِظُ بغدادُ على دويِّ عِشراتٍ السّيّاراتِ المفخخة وعبوات النّاسِفة يوْميّا ، تليها عمليّاتِ قِتلِ وذِبح طائِفيِّ لِتصبّح مِن اُخطُر المُدُن في العالِمِ ، اِنخفض مُعدّلُ التفجير و شِبهُ اِستقرّ الوَضعُ في أواخر عامِّ 2010 م بعدما اِستعاد الجيْشُ والشّرطةُ زِمام المُبادرةِ ، وصوَلات فُرّضِ القانونِ ، لكِنها لم تُنتهيْ ... يتّبِعُ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيف اكثم المظفر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/27



كتابة تعليق لموضوع : سنةُ العِراقِ .. بيْن ساسةِ طائِفيّون وأجندات خارِجيّةً ؟ الحلقة الأولى: المذاهِبُ الحاكِمةُ هي مِن أسّست الطّائِفيّةُ ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net