صفحة الكاتب : ماجد زيدان الربيعي

النزاعات العشائرية المسلحة تزيح السلطة في البصرة
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الانباء الواردة من البصرة تثير القلق والخوف بعد ان اصبحت المعارك وبمختلف انواع الاسلحة تجري جهاراً نهاراً ، بل ويشارك فيها بعض منتسبي الأجهزة الامنية حسب المسؤولين هناك الذين حذروا هؤلاء من انهم سوف يحاسبون وفق المادة الرابعة من قانون الارهاب في محاولة لردعهم . 
الواقع ان كل الحلول التي تم طرحها لغاية الان لإيقاف القتال بين بعض العشائر والحد من تداعياته لم تأت ثمارها ومازالت العشائر المتقاتلة في غيها سادرة . 
 في الماضي القريب كانت بعض النزاعات العشائرية تحدث ويأخذ بعضها من البعض الاخر بثأره العادة المقيتة ، ولكن الآن عادت الى البداوة في اسوأ صورها وممارستها ولأتفه الاسباب ، بل ان الاستهتار بلغ بها مبلغاً بحيث تقطع طرقاً عامة وتنصب السيطرات ويأخذ الناس بألقابهم رهائن او يقتلون في قارعة الطريق في وضح النهار . 
العشائر حصلت على اسلحة مختلفة من المخازن التي نهبت وبكميات كبيرة ، وباتت تشكل قوة ضاربة الى جانب الجهل الذي تلبسها بغض النظر عما تحتضن من مستويات دراسية وعلمية ، وغلب عليها المتقاتل مع الاخرين الجاهلية وتطبيق اعرافه ومبادئه التي لم تعد تنسجم مع العصر الراهن ولا مع التطور والعمران الانساني الذي في البصرة ذاتها . 
هذا وغيره الذي يعم البصرة ما كان له ان يسود ويكون امراً يومياً لولا ضعف القانون وتطبيقه وتراجع مشروع دولة المواطنة والقانون امام الولاءات الفرعية والعصبيات الضيقة والتشجيع الذي يلقونه من بعض المسؤولين في محاولة لتجيير ذلك الى ولاء سياسي بدائي . 
ان الحال المائل والخطير والمرشح ليهد كل شيء لا يمكن اصلاحه بالخطابات والشعارات وتبويس اللحى والانقسام بين السياسيين الى مؤيد ومعترض الى هذه العشيرة او تلك حسب الولاء وما يمكن جنيه من اصوات انتخابية في وقت لاحق للأسف الشديد . الاوضاع المتردية والخطيرة التي تهدد خزان العراق النفطي وثغره على العالم بحاجة ماسة الى قوة فعالة من الاجهزة الامنية التي تطبق القانون بصرامة وتتخذ اجراءات قاسية ضد كل من يخرق القانون بما في ذلك العمل بما هو استثنائي .. ليس صعباً اجلاء بعض العشائر المرتبطة بالمشاكل وانتهاك القانون والاعتداء على الاخرين وتجريد الاخرى من السلاح الذي يفوق الحاجة والامن الشخصي لكل بيت . 
من المعيب على القوى الامنية انها لا تستطيع ان تحمي الناس وتقف عاجزة امام الفوضى التي تضرب البصرة ، لابد من اعادة النظر ببنائها والاعتماد على مبدأ المواطنة في اعادة تأهيلها ونبذ المحاصصة في تعييناتها . 
الاوضاع العشائرية المتوترة والمشاركة فيها واذكائها لا تستقيم مع المطالبة البصرية المستمرة لسلطات اوسع وتشكيل اقليم ، فهي ردة للتخلف وازاحة لسلطة القانون الى سلطة همجية بعيدة عن الحضارة والثقافة ليس الا .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد زيدان الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/14



كتابة تعليق لموضوع : النزاعات العشائرية المسلحة تزيح السلطة في البصرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net