(سنة العراق) .. ما بين الانفصال والتهميش
ماجد الوائلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تحدث يوم أمس السيد أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب العراقي عن الوضع بصورة عامة وتطرق الى امور عديدة تخص الساحة العراقية منتقدا حكومة بغداد بتهميش الطائفة السنية في العراق وانها لم تحقق العدالة للمواطنين مشيرا الى حساب ابناء الطائفة السنية من الدرجة الثانية داعيا الى احداث توازن بين الطوائف ومعزيا سبب الخلل في التوازن الى سياسات مذهبية تتبعها الحكومة .

لكن الملفت للنظر هو حديث النجيفي عن امكانية انفصال السنة والتي اسماها المحافظات الغربية وتكوين اقليم خاص بها مستندا بهذا الطرح على ان حديث الانفصال يدور بقوة في المناطق السنية هذه الايام بسبب التهميش الذي يشعرون به .

ان هذا الطرح يكفله الدستور العراقي لكن مقومات واسباب النجاح في الوقت الحاضر لتكوين مثل هكذا اقليم غير موجودة على ارض الواقع .

ولوعدنا الى الوراء قليلا وتذكرنا طرح اقليم البصرة وقبله اقليم الجنوب في المناطق الشيعية الغنية بالنفط والموانئ والتي كانت مؤهلة اصلا لتكوين الاقليم لوجدنا ان تلك المشاريع لم تلقى قبولا عند الجماهير بالرغم من فوائدها وذلك بسبب ضعف ثقافة الشارع وخشية من الاستحواذ او الانفراد بالسلطة وكذلك التبعية لدول الجوار ... وهكذا فشل اقليم البصرة وانطوت صفحة اقليم الجنوب .

والسؤال المطروح هنا هل ان اقليم المحافظات الغربية سيكون نصيبه الفشل ايضا ؟ ام ان النجيفي حصل على تطمينات وتاكيدات من القوى السنية المؤثرة في الساحة .!

نحن نعلم ان المحافظات السنية لاتمتلك موارد طبيعة كبيرة تؤهلها للاعتماد على نفسها اقتصاديا ، كما ان الطيف السني توجد داخله معارضة من جهات مختلفة قد لاتتفق مع النجيفي في هذا الطرح الذي يراهن فيه على محافظة نينوى بالدرجة الاساس وهو غير كاف لانجاز المشروع حتى لو تحققت تلك المراهنة .

نعم قد يستغل النجيفي ماسماه بتهميش السنة لاثارة المشاعر والدعوة الى الانفصال لكنه يحتاج الى التاثير على رجال الدين في الطائفة السنية من جهة وعلى شيوخ العشائر من جهة اخرى وهذان الطرفان هم اصحاب الثقل الاكبر في تلك المحافظات .

كذلك هناك مخاوف من اطراف سنية فاعلة بان يكون الانفصال تمهيدا لاحتكار السلطة والابتعاد عن الوطن الام (العراق) والدخول في خلاف وصراعات في المناطق المتنازع عليها .

اذن السنة بين خيارين اما الانفصال او القبول بالواقع العراقي الجديد والتعايش جنبا الى جنب مع بقية الطوائف . 

 

الموضوع السابق العَلَمْ البحريني حزين مع حزن العراقيين في الكاظمية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat