صفحة الكاتب : علي دجن

رجال الحوار أنموذجاً محمد باقر الحكيم
علي دجن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أفتقدناك في يوم نحن بحاجة الى تلك الهمة العالية التي كنت تقارع بها النظام البائد, سيدي ابا صادق ..

لا نستطيع ان نذكر اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ألا ونمر على هويته العربية و حواره المعتدل, و أنفتاحه على الأطراف الأخرى, مجاهداً في بداية حياته, سياسياً في قراءاته المستقبلية, عالماً مجتهداً في علوم اهل البيت, كان له أسلوب في الدعوة الى التحرر من العبودية و الاضطهاد والسيطرة الطاغوتية.
مارس الحوار في كل مراحل حياته للأطراف التي تقبل بالحوار, ومارس الجهاد ضد المتزمتين بالمناصب ومحاربة الطاغوت, لم ينقطع عن الحوار حتى في وقت كان فيه الحوار من نوادر الاتفاق بين الأطراف, كان يرد على كل سؤال محرج, و قانونه الشهير الحقيقة مصدر الحوار بين المتخالفين, ولم يكن الحوار شيء طارئ في حياته العملية والسياسية.
كانت هذه المفردات حاضرة لدى السيد الحكيم "قدس" ليس كعدة تكون لديه وقت الحاجة, بل كانت غذائه اليومي وجواً مناخياً يواكب حياته, بل كان الحوار هوايته في كل مرافق الحياة, كان الأيمان ايماناً في عمله المستمر, مع الأنفتاح على القيم الأخلاقية و الدينية والعلمية والساسية, مع كل الأطراف متسق العمل لا فرق بين سني وشيعي كلهم فرداً واحداً عنده.
المعادلات السياسية و الإجتماعية واضحة المعالم, اي أنه أكتشف طريق الباري عز وجل مما جعل في قلبه باباً لا يوصِدَ وللعقل لا يفتر, بل أنفتح قلبه حيث كل جوارح الحب مع الأنسان الذي كرمه الخالق جل وعلا, ليس مجاملة مع صفاة الحكيم "قد" بل هذا واقع مملوء و أعتدنا عليه وفجاً فقدنا هذه الصفات في حياتنا اليومية.
رؤيوياً مستشرفاً للحاضر والمستقبل, فرض واقعاً سياسياً مفعماً بالعدالة حيث المشروع الذي أراد أن يخلق شكله العادل بين طبقات المجتمع العراقي خاصة والعالمي عامة, ألا اننا نعاني من واقعاً تداعيته سلبية ونتائجه غيبت عنا ذلك المشروع الأملي, لذا غيبت لدينا الحوار الذي كان يربوا اليه السيد الحكيم "قد" مع لبس الأقنعة وصم الأذن من حوارية من تبعه.
الانغلاق تولد حين رحل رجل الحوار الأول, وخلق لدينا نتائج متعصبة؛ حيث لا يعترف أحدنا بالأخر وبكل الحالات المعاناة صعبة وشديدة الأثر, وكان مشرفاً عليها السيد الحكيم "قد" مقدماً حينما مسك زمام الأمور السياسية على الساحة العراقية, وأدرك من خلال ممارسته هذا الجانب ان لا ممارسات من دون نتائج ولا نتائج من دون مسببات, فالتأثير بالأخر والأقصاء يولدان من رحم التعصب والأنغلاق ولن ينتجا غير ذلك


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي دجن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/19



كتابة تعليق لموضوع : رجال الحوار أنموذجاً محمد باقر الحكيم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net