كتاب ( على نهج محمد )للكاتب الامريكي كارل إيرنست مؤاخذات و تعليقات ( 2 )
امجد المعمار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
2ـ المراد الأساسي للمؤلف و هو غير مسلم الكتابة عن الإسلام و المسلمين , و أن يُفهم الغرب ـ كما هو يدعي ـ بأن المسلمين بشر كباقي البشر فهو يقول لابد من أن نعلم بأن المسلمين هم ( كائنات بشرية ) من خلال ( إقناع الأمريكيين بأن المسلمين عبارة عن بشر ) , فهو يتفضل علينا بأن يمنحنا شرف الانتساب للبشر , و أن نعامل ككائنات بشرية .
في الواقع ليس بالجديد علينا هذه النظرة الاستعلائية من قبل الغرب ـ و بالخصوص النظرة الأمريكية ـ للأمم و الشعوب الأخرى و بالخصوص العرب . فيقول ( أيميب يترل ) في مجلة ( هاربر ) في توصيفه للعرب و بيان حقيقتهم بما يدعي : ( إن العرب أساساً قتلة , و العنف و الخديعة محمولان في الموروثات العربية ) .
فهو يريد القول بأنهم بعيدون كل البعد عن الطبيعة البشرية , و التي يتمتع بها الغربيون دون غيرهم من الشعوب المتخلفة . بل إن ثروات تلك الشعوب ليست ملكاً لهم , بل هي ملك للشعوب الغربية , و هذا ما صرح به وزير الخارجية الأمريكي السابق ( هنري كيسنجر ) علناً إذ يقول : ( نحن معنيون بـ" 130 " مليون عربي الجاثمين على آبار النفط ) .
فالنظرة الغربية الاستعلائية و بالخصوص الأمريكية منها تجاه الشعوب , هي نظرة تكبرية و حاقدة و حاسدة لتلك الشعوب , المراد منها إظهار تفوق العرق الغربي على غيره من العروق الأخرى و إظهار التفوق الأمريكي على باقي شعوب العالم , و هذا بالحقيقة ما صرح به الداعية الأمريكي و المبشر البروتستانتي ( هنري لودج ) إذ يقول : ( لقد جعلنا الله جديرين بالحكم لكي نتمكن من أدارة الشعوب البربرية و الهرمة , و قد اختار الله الشعب الأمريكي كشعب مختار لكي يقود العالم إلى تجديد ذاته ) .
و لم يقتصر الأمر على نفي بشرية الإنسان المسلم فحسب , بل وصل الحال بكتاب الغرب و مفكريهم و منظريهم إلى نفي كل شيء عنهم , من فكر , و حضارة , و تاريخ , و حتى الخيال الذي يكون مشتركاً و موجوداً لدى كثير من الكائنات الحية , و الذي يعتبر المائز للكائن البشري عن غيره من الكائنات فهذا المستشرق الهولندي ( رينهارت دوزي ) يقول : ( إن البون بيننا ـ أي الأوربيون ـ , و بينهم ـ أي العرب ـ شاسع , فنحن أغنياء الخيال بدرجة تسمح لنا بتذوق الراحة العقلية , و ندين بتقدمنا لهذا الخيال الذي يرجع إليه فضل تفوقنا , و حيثما أعوز الخيال استحال النجاح ... أنهم ـ أي العرب ـ أقل أهل الأرض خيالاً , و ليس علينا للتحقق من ذلك إلا أختبار ديانتهم و أدبهم ) .
فلا أدري من أين جاء بهذا الكلام , و على ماذا أعتمد في كلامه و طرحه , و أي دليل لديه على ذلك . في الواقع المراد الحقيقي من ذلك هو إثبات " عدم بشرية " الإنسان المسلم , بنفي كل ميزات البشر عنه , و تجريده منها بكل صلافة . فهذا الكاتب و المفكر الفرنسي ( أرنست رينان ) و في محاضرة له في السوربون بتاريخ ( 29 ـ مارس ـ 1891 ميلادي ) يقول : ( إن الديانة الإسلامية بما لها من نشأة خاصة تناهض العلم , و إن العرب بطبيعتهم لا يصلحون لعلوم ما وراء الطبيعة ) .
و يقول أيضاً : ( كل إنسان له علاقة و لو بسيطة بمعارف زماننا يرى بوضوح تخلف البلدان الإسلامية ... ) .
و يقول المستشرق الهولندي ( دي بور ) عن التاريخ و المؤرخين العرب : ( يمتاز مؤرخو العرب الأقدمون كما يمتاز شعراؤهم بالقدرة على إدراك الجزئيات , و لكنهم لم يقدروا على ربط الحوادث برباط جامع لها ) .
كما و يذكر الكاتب العربي ( سالم يفوت ) في كتابه ( حفريات الأستشراق ) بعض الآراء المغرضة و الحاقدة تجاه الإسلام و التي بنتها الكنيسة , و أفكار العصور الوسطى الحاقدة , و عقلية الحروب الصليبية , فيقول : ( إن أحد القادة الشيوعيين و المفكرين الكبار في إسبانيا المعاصرة , و هو ( كلوديو سانشيز البرنز ) ( Claudio Sonchez Albornoz ) الذي شغل منصب رئيس حكومة الجمهوريين في المنفى إبان الحرب الأهلية الإسبانية , يدافع في مؤلفاته عن أن سبب تأخر إسبانيا عن باقي البلدان الأوربية , هو دخول العرب و المسلمين إليها , و الذين أتوا بحضارة و مفاهيم متحجرة تعوق التقدم , مما عطل إسبانيا عن اللحاق بركب التاريخانية ) .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
امجد المعمار

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat