امريكا تختبر الدب الروسي
جمال العسكري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جمال العسكري

تحت أي عنوان يصنف حادث إسقاط مقاتلة روسية؟في حسابات صراع التسلط وإثبات الوجود، وإلى أي شيئ يرمي؟ ضمن معادلة التوسع وإعادة التوازن وسياسة المحاور.
يمكن لنا أن نصنفه اختبارا امريكيا، يستطلع فيه قادة البيت الأبيض، قدرات الدب الروسي، أو أنه دغدغة لحدود صبر القياصرة، تهدف إلى تبني خطوات استراتيجية، اعتمادا على ردات الأفعال المنتظرة.
وقد يعد هذا السلوك، من إفرازات عقدة الزعامة، التي ابتلى بها الرئيس التركي، الحالم بزعامة العالم اﻹسلامي، زعامة سياسية بأدوات دينية، ويبدو أن هذه العقدة تضغط عليه كثيرا؛ لإعادة أمجاد جدته العجوز المريضة،" الدولة العثمانية"، لتكون نتيجة إسقاط الطائرة قرار تركي خالص.
الظهور المذهل لروسيا!، والذي فاجأت به العالم!، أثار كثيرا من الجدل، على الساحتين، العسكرية والسياسية، بعد خفوت وإستكانة، قاربت العقدين من الزمن؛ أوصلت من خلاله رسالة للعالم، تشعرهم من خلالها بوجودها الحيوي، الذي لايمكن تجاهله أو التسلق عليه.
اعتادت "الولايات المتحدة الأمريكية" في إتخاذها لقرارات عالمية، عدم إعتمادها على ردات أﻷفعال السريعة، بل أن من عوائدها التحرك على وفق تكتيك محكم، بأتكيت يطبخ جيدا في مراكز القرار، ينضج عبر مراحل تمر في مؤسساتها الأستراتيجية.
لذلك لايمكن توصيف الهدوء الأمريكي، تجاه العاصفة الروسية، توصيفا سلبيا، قائم على تغافل أوخوف أو حتى عدم اعتناء كون الأمر لايعنيها، فليس من السهل اللعب على أوتار المصالح الأميركية وأمنها القومي، وقد تعد خطوة إسقاط المقاتلة من ضمن أوراق اللعب. وخيارات المواجهة الغير معلنة.
مانتمناه على قادة الكرملين، عدم الأنزلاق في المطب وتحاشي الوقوع بالفخ الأمريكي؛فأن تفويت الفرصة يحتاج إلى صبر وحنكة، وهذا ليس ببعيد على حكماء الشرق، وربما سياسة المحاور سيكون امرا يفرضه الواقع.
على أبناء بوتن ان يلجئوا اليه ليكون هو الحل القادم،وفق تحالفات دولية، تنظمها معاهدات عسكرية، تهدف إلى حماية المصالح المشتركة، ﻹنتشال العالم من مخالب الفك أمريكي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat