هنالك على شاكلة أسئلةٍ تحتاج إلى تفسير،
ادركت أنه لا يريد التكلم.
...................
راحت تنصت بعيداً صوب فضاءات ريح لاتخلو من ليل عميق.
أصابعها راحت تحركها، كما لو ان شيخا يعد حبات مسبحة أعدها للذكر والتسبيح.
حزين على ما يبدو، كما أدركت،
ذلك الذي كان يشد بشعرها، ويداعب ضحكاتها، ويْكَأنَّه يحتضن رحيق انفاسها الخالصة.
...................
الحزن حسب قاموس الصغار،
نظرات بلا إبتسامة،
صمت لا يخلو من دموع،
ملامح تسكنها الحيرة؛
الاضطراب قلق دائم.
...................
ولهذا بقيت نظراتها عالقة تتلو ذكريات حديث شيق.
هنالك في دوامة ذلك الشوط،
نظرت مرة اخرى الى المكان،
ابتعدت عيناها، مسامعها راحت تسترق السمع صوب مدارات شعاع منكسر.
...................
أشاحت بوجهها خجلا،
انضرفت تماماً عن الحديث،
الصيرورة، صورة تختزل في رحمها معادلة أزمنة متقادمة.
هنالك عند أقصى خط الأفق،
علة ما تشدك نحوها،
لعلك تدرك تلك المسافة من المشاعر.
...................
الحزن، الخوف، الالم، الإحباط عالم لا يخلو من حضورات مكتظة بالأشياء،
عند أروقة فصولات تختلف مهرجاناتها،
الربيع كيفية لا تخلو طقوس حدائقه
من أحزان فراشة فارقتها الحياة.
...................
الماضي
استقراء لحضور غائب ،
كلام تغلفه عتمة ساكنة،
سألت في قرارة نفسها:
أين هو؟
نظرت إلى ألأسفل قليلاً،
هنالك حيث تضع الام
كما إعتادت البنت ان ترى،
قطعة قماش تشبه إلى حد ما،
ذلك السواد الذي
يغلف وجودات هذا اللاوجود.
...................
لذلك شعور بالاستسلام جعلها تلقي نظراتها الاخيرة،
أحست بضيق تام،
حاولت أن تعود إلى ما كانت عليه،
انكمشت، أجهدت نفسها،
أرادت ان تمسك تلك الدموع،
لكنها بعد حين أجهشت بالبكاء.
...................
أحست بفتور يكاد أن يقذف بها إلى الارض،
لم تكن تقدر بعد أن تستعيد نشاطها المعهود، راحت تشعر بتثاقل يكاد أن يمسك بها
إعترضتها نوبة اضطراب مسكونة بالإعياء،
بقيت أكثر إصراراً.
...................
هنالك إذ دون جدوى، حسراتها،
إستيقظت مع أنباء عالم خائب،
أرادت أن تعانق نحيب ذلك الوجع.
ولكن دون جدوى.
عندئذ الفراق لم يبق منه الا ذلك الفضاء.
...................
ساندياكو
نشرت على موقع النور بعنوان دعوة للبحث مشاهد مسجلة بتاريخ: 14/08/2008
نقحت من قبلي بتاريخ: 11/6/2015