صفحة الكاتب : عقيل العبود

مسرح بلا جمهور
عقيل العبود

 نظرت الصبية في عيني أبيها، إذ مقلتيه اللتين أصابهماالإعياء.

هنالك على شاكلة أسئلةٍ تحتاج إلى تفسير،
ادركت أنه لا يريد التكلم.
...................
راحت تنصت بعيداً صوب فضاءات ريح لاتخلو من ليل عميق. 
أصابعها راحت تحركها، كما لو ان شيخا يعد حبات مسبحة أعدها للذكر والتسبيح.  
حزين على ما يبدو، كما أدركت، 
ذلك الذي كان يشد بشعرها، ويداعب ضحكاتها،  ويْكَأنَّه يحتضن رحيق انفاسها الخالصة.
...................
الحزن حسب قاموس الصغار،
نظرات بلا إبتسامة، 
صمت لا يخلو من دموع،
 ملامح تسكنها الحيرة؛
الاضطراب قلق دائم.
...................
ولهذا بقيت نظراتها عالقة تتلو ذكريات حديث شيق.
هنالك في دوامة ذلك الشوط،
نظرت مرة اخرى الى المكان،
ابتعدت عيناها، مسامعها راحت تسترق السمع  صوب مدارات شعاع منكسر. 
...................
أشاحت بوجهها خجلا،
انضرفت تماماً عن الحديث،
الصيرورة، صورة تختزل في رحمها معادلة أزمنة متقادمة.
هنالك عند أقصى خط الأفق،
علة ما تشدك نحوها،
لعلك تدرك تلك المسافة من المشاعر.
...................
الحزن، الخوف، الالم، الإحباط عالم لا يخلو من  حضورات مكتظة بالأشياء، 
عند أروقة فصولات تختلف مهرجاناتها، 
الربيع كيفية لا تخلو طقوس حدائقه
 من أحزان فراشة فارقتها الحياة.
...................
الماضي 
استقراء لحضور غائب ،
 كلام تغلفه عتمة ساكنة،
سألت في قرارة نفسها: 
أين هو؟
نظرت إلى ألأسفل قليلاً،
هنالك حيث تضع الام 
كما إعتادت البنت ان ترى،
 قطعة قماش تشبه إلى حد ما،
ذلك السواد الذي 
يغلف وجودات هذا اللاوجود.
...................
 لذلك شعور بالاستسلام جعلها تلقي نظراتها الاخيرة،
أحست بضيق تام،
حاولت أن تعود إلى ما كانت عليه،
انكمشت، أجهدت نفسها،
أرادت ان تمسك تلك الدموع،
لكنها بعد حين أجهشت بالبكاء.
...................
أحست بفتور يكاد أن يقذف بها إلى الارض،
لم تكن تقدر بعد أن تستعيد نشاطها المعهود، راحت تشعر بتثاقل يكاد أن يمسك بها
إعترضتها نوبة اضطراب مسكونة بالإعياء، 
بقيت أكثر إصراراً.
...................
هنالك إذ دون جدوى، حسراتها،
إستيقظت مع أنباء عالم خائب،
أرادت أن تعانق نحيب ذلك الوجع.
ولكن دون جدوى. 
عندئذ الفراق لم يبق منه الا ذلك الفضاء. 
...................
ساندياكو 
نشرت على موقع النور بعنوان دعوة للبحث مشاهد مسجلة بتاريخ: 14/08/2008
نقحت من قبلي بتاريخ: 11/6/2015


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عقيل العبود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/07



كتابة تعليق لموضوع : مسرح بلا جمهور
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net