إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من المستحيل اقناع العقول التي بُنيت على الخطأ ، إلا عن طريق الهدم وإعادة البناء من جديد وخصوصا العقول المندفعة بغرور الشباب وحماسة الحصول على بعض المعلوامات والمعارف الابتدائية .
هذا النمط من الناس سوف يكتشف بمرور الأيام أنه لا شيء امام بحار المعارف اللانهائية وأن ما حصل عليه من علم ماهو إلا رشفةٌ صغيرة من بحر المعلومات ، وأن هناك معلومات لو اراد ان يحصل عليها لاحتاج إلى عمر ألف انسان او اكثر ولربما لا يكفي ذلك لأن العلم مثل البالون يتوسع على مدار الزمن حيث تنفخ فيه كل أمة من ابداعاتها ، هذا النمط من الناس ممن لا يزال يقف على سواحل العلم حائرا لا يدري ماذا يصنع هو الذي يُنكر الحقائق الغائبة عن حسّهِ ويتطاول على معارف آمنت بها اممٌ مختلفة على مر العصور وبنت عليها حضاراتها ، هذا النمط هو (الملتقط) من أفكار الآخرين ، فهو مجرد وسيلة نقل لا اكثر. ولكني أنصح هؤلاء كما قال الشاعر :
من لم يذق مُرَّ العلم ساعة ـــ تجرع ذُل الجهلِ طول حياته
ومن فاتهُ التعليمُ وقت شبابهِ ـــ فكبّر أربعا عليه لوفاتهِ
وذات الفتى بالعلم والتقى ـــ إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته.
أنا مثلا كنت في أيام الشباب وغرور أوائل التحصيل والمعرفة ، كنت اسخر من بعض ما اسمعهُ أو اقرأه ، ولكن بمرور الأيام اكتشفت بأن هناك حجب تحول بيني وبين الوصول إلى بقية المعارف وعرفت أيضا أن هذه الحجب لا تزول إلا بالتوسع بالعلم والانغماس فيه والتدبر ، وهكذا اكتشفت أن ما انكره امس ، هو حقيقة اليوم ، ما كنت اسخر منه بالأمس ، اصبح من اوضح الواضحات اليوم . فلا يسخرّن احدٌ من شيء لم يطلّع عليه أو تناله يده، الذي يسخر من العلوم او يستخف بالاشياء عليه الاحاطة بالعلم الكلي الجامع الشامل الحاوي على المعارف السبعة الكبرى التي تُمثل الحقيقة المطلقة وهذا من المحال ، ولكننا نأخذ على قدر طاقتنا وما نختلسهُ من بين فرجات مصاعب الحياة والوقت المتاح لنا ، وفي مثل هذه الحالات فإني أقول لهؤلاء بعيدا عن تأثيرا الصداقة والقرابة :
الصمــتُ زيـنٌ والسـكوتُ سـلامةٌ ـــ فإذا نطقتَ فلا تكــن مهذارا.
فـإذا نــدمتَ على ســكوتكَ مـرة ـــــ فلتندمـنَ علـى الكلامِ مـراراً
ولكن أين تجد من يحترمون الحقائق ولا يظلمون حملتها ؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat