صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

جلودنا في اللعبة!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 Skin in the game

عبارة تتردد في المحاورات أو التحديات الإنتخابية في المجتمعات ذات الأنظمة الديمقراطية العريقة , وهي اليوم تتكرر على لسان المرشحين في خطبهم ومشادّاتهم السياسية , وبرزت مقرونة بالحرب على العراق لتبرير التداعيات ومتوالية النكبات التي حلت به بسببها.
ولا يُعرف أصل العبارة بدقة , ويمكن تحميلها ما يريد السياسي قوله وتسويغه , فهي تتحمل العديد من المعاني والمقاصد , ويكثر إستخدامها في الأعمال والإستثمارات والحروب.
اللعبة تشير إلى العمل أو الموقف أيا كان نوعه , والجلد إلى الإلتزام بشيئ ما عاطفيا وإقتصاديا وماديا , أو أنه التعهد الكامل من قبل الشخص تجاه العمل أو الهدف والموضوع , فيسخّر أو يستنفر كامل طاقاته وقدراته ويتحمل المخاطرة مهما كان حجمها.
وهذا يعني أن التعهد يكون محفوفا بالمخاطر لإنجاز العمل وتحقيق الهدف.
أي أن الحرب على العراق – على سبيل المثال – قد حققت هدفها المنشود وهو إسقاط النظام الحاكم أو إنهاء العراق كدولة , وما ترتب عن ذلك من نتائج إنما هو من المخاطر التي ترافقت مع الإنجاز , وهي لا قيمة لها ومعنى بالقياس إلى ما تحقق!!
ويبدو وكأنها مولودة من العبارة المعروفة , " الغاية تبرر الوسيلة" , مع إضافة ولا تهمنا التداعيات ,  وما سيورثه الوصول إلى الغاية , لأن التعريف محدد وواضح , والهدف المعلن مركّز ودقيق , لكن الأهداف الخفية هي ما ستتولد من رحم إنجاز الهدف المُعلن , والذي كأنه قناع للمخادعة والتضليل للوصول إلى ما لا يخطر على بال المستهدف!!
والعجيب في الأمر أن هذه الآلية قد لعبت دورا كبيرا ومدمّرا في العراق , وإمتدت منه إلى باقي الدول العربية , التي ما إستوعبتها وأدركت مضامين النتائج المتمخضة عن الهدف , الذي أسهمت بإنجازه العديد من الدول العربية المصابة بداء التضليل والتغرير والخداع والتمرير , حتى وجدت نفسها وبلا إستثناء في مأزق أخطر من الخطير.
ولا تزال الكثير من الجلود متعهدة بمواصلة اللعبة , وإقامة مشاريع التدمير الحضاري الفائق وإلغاء الهوية العربية , وتعزيز السلوك الماحق ما بين أبناء المجتمع المغيب في غياهب الويلات , ونشوب الحرائق النفسية والفكرية والعقائدية والأخلاقية , التي ألغت الألفة والمحبة والتوافق!!
وأصبحت الجلود العربية من مرتكزات تواصل اللعبة الإنقراضية , والسياسة التفريغية للمنطقة من محتوياتها الحضارية , ودلالات الهوية والقدرة على التأثير في الحياة الأرضية , فالدول العربية تقود مسيرات القفز في أتون سقر , وما إنتبهت , وحُداة مصيرها لا يعرفون غير قول إلى أين المفر!!
فهل علينا أن نسلخ جلودنا لكي لا تمضي اللعبة فينا؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/30



كتابة تعليق لموضوع : جلودنا في اللعبة!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net