صفحة الكاتب : حميد الموسوي

البوليفي الكافر والعراقي المؤمن
حميد الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الرئيس البوليفي ايفو موراليس بعد فوزه في الانتخابات الاخيرة تعهد امام شعبه بتخفيض راتبه الشهري ورواتب الوزراء وكافة المسؤولين الكبار في الحكومة بنسبة 50% واستثمار المبالغ الفائضة الناتجة عن هذا الاجراء في تعيين اعداد كبيرة من العاطلين في وظائف جديدة من مختلف القطاعات بغية تحسين المستويات المعيشية ومعالجة الاوضاع الاقتصادية في بلده. المعروف ان راتب الرئيس يبلغ "3600 دولار فقط" واصبح الان "1800 دولار"!. اكيد ان هذا التصرف -الذي نم عن وطنية خالصة، وتضحية، واثرة متناهية- لايحتمل غير تفسير واحد: الا وهو خدمة بلده ورفع معاناة شعبه قبل تفكيره بمنافعه الانانية الشخصية وملذاته الزائلة. انه بحق تطبيق حرفي للآية: "ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة".

هذه الاية التي لم يقرأها الرجل البوليفي ولم يسمع بها. طبعا سيشتمني الذين يقرؤونها ليلاً نهاراً ويفعلون عكسها تماما وسيقولون: "شلون اتفضل هذا البوليفي علينه"؟!.
ما يدفعني للاستشهاد بالنماذج الفاضلة من المسؤولين والمفكرين والعلماء وحتى البسطاء في عالمنا الكبير، وما يلجئني لضرب الامثال بالمنجزات والاحداث والطفرات التي يزخر بها هذا العالم وأتفاجأ بها كل يوم، ما يجبرني على هذا التكرار الذي ربما ملّه القراء هو هذا الخراب الشامل، وهذا الجشع الذي استشرى في بعض النفوس. نقول "بعض" فمازال هناك بصيص. خطورة هذا الجشع ليس في تعاملات السوق والصفقات التجارية -وان طغت- لكن بلاءه الكارثي افدح في استغلال المناصب والمراكز الوظيفية للاثراء على حساب الطبقات المسحوقة بلا وازع من مخافة الله، او وخزة من ضمير، او رادع اخلاقي، او اجتماعي، او شعور بالخزي والعار، حتى لكأن الفساد والافساد بكل اشكاله صار امراً اعتيادياً ومألوفا!. ولذلك نرى هذا التكالب والتسابق والتصارع عند البعض في سبيل الحصول على مقعد في هذا المجلس، او مكتب تحت تلك القبة!. 
ترى متى نفهم ان التصدي للقيادة: واجب و تكليف يتشرف بحمله اهله من الكفوئين المضحين الاخيار، هدفه خدمة الوطن والناس والنهوض بهما الى مصاف الشعوب المتحضرة ،وليس وسيلة للاثراء الفاحش على حساب المسحوقين؟.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/15



كتابة تعليق لموضوع : البوليفي الكافر والعراقي المؤمن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net