الوجه الآخر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من أهم المعوقات التي حالت وتحيل دون تحسين الأوضاع في العراق خصوصا الأمنية والخدمية هي الازدواجية التي يعيشها الساسة والمسؤولين والوجهاء في العراق وهذا حالة سيئة شخصت في الوجهاء العراقيين منذ قدوم الإمام الحسين (عليه السلام) إلى الكوفة عند ما دعوه إليها ليكون واليا عليهم وقدموا له البيعة والولاء .وفي طريقه إليها التقى (عليه السلام) بالفرزدق الشاعر المعروف وعند ما سأله عن أوضاع الكوفة قال الفرزدق ( يا ابن بنت رسول الله الناس قلوبهم معك وسيوفهم عليك ) واليوم نفس الأحدث تتكرر بوجوه وأسماء مختلفة حيث إن اغلب المسؤولين من أعضاء الحكومة والبرلمان والوجهاء من رجال الدين وشيوخ العشائر ومن الطائفتين السنية والشيعية من هو يحمل وجهين ويتعامل ويتكلم بوجهين .وهذا التردد بين معنا وعلينا ما هو الا حسب ما تقتظيه المصلحة الحزبية والشخصية لا مصلحة المواطن .
والادهى من ذلك هو ان الاثنان يتكلمان باسم المواطن ويدعيان المطالبة بحقوقه والمواطن لم يستلم من هذه الحقوق شيء. بل فقد ابسط متطلبات العيش الكريم. وهذا يدل على كذب ونفاق تلك الأحزاب والكيانات وأولئك الرجال من الوجهاء الدينين والعشائريين والحكوميين والبرلمانين.
أعضاء الحكومة اليوم يذكرونا بذلك الرجل الذي سرق داره وعند الصباح وجد الجميع يتعبدون بخشوع وانقطاع فقال اذن من سرقني .حيث ان العراق وصل الى اعلى نسب من الفساد المالي والإداري في العالم بحيث ادخلته بأسوء ازمة اقتصادية اثرت بشكل فضيع على المجتمع حتى ثار الشعب يطالب بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين وما ان خرج حتى تفاجأ بوجود الفاسدين أنفسهم أيضا يطالبون بالقضاء على الفساد ومحاكمة المفسدين وهذه حالة نادرة لم تحدث الا في العراق وهذا الظهور يحمل وجهان وجه يزكون به انفسهم ووجه يحملوا فيه الشعب المسؤولية لأنه لم يختارمن هو كفوء وقادر على بناء البلد. لذلك على الشعب ان يعرف ان أعضاء الحكومة اثنان ولكل منهما وجهان.
أعضاء الحكومة الموالية للحكومة ولها وجهان وجه مع الفساد ووجه مع الحكومة في القضاء على الفساد.
وأعضاء الحكومة غير الموالية للحكومة ولهم وجهان وجه مع الحكومة ووجه مع الإرهاب.
وعلى الشعب الثائر اللأصلاح ان يحارب الاثنان الفاسدين والإرهابيين في آن واحد ولا ينخدع بكلماتهم الخالية من المصداقية والحس الوطني وما لم يزول هولاء من السلطة والمناصب التي يشغلونها لا يكون اي اصلاح حقيقي في البلد. لأنه كما لا يمكن الزراعة في الأرض المالحة الا بعد اصالحها ولا يمكن البناء على الأرض الوعرة الا بعد حدلها كذلك لا يمكن استقرار العملية السياسية وتحسين الخدمات وإعطاء المواطن حقه الا بعد التخلص من هولاء الفاسدين والارهابيين والموالين لهم وابعادهم عن مركز القرار والتحكم. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/10



كتابة تعليق لموضوع : الوجه الآخر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net