الشيخ علي النجفي: حكمة المرجعية بالنجف حافظت على العراق وشعبه
اكد سماحة الشيخ علي النجفي مدير مكتب سماحة المرجع آیة الله الشیخ بشیر حسین النجفی إِن الاستكبار العالمي المستفيد مما يشهده اليوم العالم الإِسلامي والعربي من أَحداث وفوضى مشيراً في لقاءات إعلامية أَجرتها معه عدة وسائل إِعلامية إِيرانية على هامش مشاركته في المؤتمر العالمي السادس لمجمع أهل البيت (عليهم السلام) المقام في طهران.
وبين النجفي إِن نشر الفوضى والفساد والإبادة والدمار الهدف منها تشتيت الأمة الإسلامية والسيطرة على مواردها وثرواتها موضحاً إِن هذه الأَحداث تدور وفق مخططات الاستكبار العالمي ومن يقف إِلى جانبه من الدول الغربية.
وبخصوص العراق بيَّن مدير مكتب سماحة المرجع إِن العراق يسير بطريق تحرير كامل مدنه من سيطرة داعش التكفيرية وأَن الانتصارات النهائية أَصبحت قريبة وستطرد داعش خارج الحدود موضحاً إِلى جانب الأَعمال العسكرية في تحرير العراق يتجه العراق نحو الإِصلاح السياسي والاقتصادي والابتعاد عن المحاصصة والقضاء على الفساد الإِداري والمالي.
وأَكد النجفي إِن المرجعية الدينية في النجف الأَشرف أَحبطت بحكمتها وحرصها كل المؤامرات الرامية إِلى تمزيق العراق وتشتيت شعبه فكانت لكل العراقيين بمختلف انتماءاتهم الدينية والقومية والحزبية صمام أَمان، وعنصر أساس لوحدته.
وسط حضور دولي كبير بطهران، مدير المكتب يؤكد: قوى الاستكبار العالمي هي من تحرض وتدعم نشر الفوضى والفساد
کما شارك مدير مكتب سماحة المرجع النجفی سماحة الشيخ علي النجفي في أعمال المؤتمر العالمي السادس لمجمع أهل البيت (عليهم السلام)، والتي انطلقت أعماله في العاصمة الإيرانية طهران، بحضور أكثر من 700 مفكر وشخصية إسلامية من (130) دولة.
سماحة الشيخ النجفي أكد في كلمة ألقاها عن مكتب سماحة المرجع أن قوى الاستكبار العالمي هي المحرض الأساسي على نشر الفوضي والفساد والقتل والإبادة وجميع أعمال العنف والدمار والتي شهدتها العديد من دول العالم الإسلامي، وما ذلك إلى لتشتيت الأمة الإسلامية، وبالتالي السيطرة على مواردها وثرواتها.
الكلمة شددت على أهمية السعي الحثيث في محاربة هذه الجماعات المتطرفة، ومكافحة الإرهاب من المنطقة إذ أنه يجر بالضرر على الأمة الإسلامية.
هذا وحوت الكلمة العديد من الملاحظات والتوجيهات المهمة، وفيما يأتي نص الكلمة:
كلمة مكتب سماحة آية الله المرجع الديني الشيخ بشير حسين النجفي إلى مؤتمر المجمع العالمي لأهل البيت (ع) في طهران
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي من على عباده بنعمة الوجود، وبعث لهم من يرشدهم إليه ويخرجهم من الظلمات إلى النور، والصلاة والسلام على سيد الكونين محمد بن عبد الله وعلى آله الأَئمة المعصومين الغر الميامين، واللعنة على أَعدائهم أَجمعين إلى يوم الدين.
قال الله سبحانه: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) صدق الله العلي العظيم.
إن مما يستفاد من الآية المباركة في تحديد " الذين معه " من بعد استبعاد المعية الزمانية والمكانية والنسبية والاعتبارية بمقتضى القرائن في الآية المباركة وفي موارد مختلفة من كتاب الله العزيز، وبمقتضى الشواهد التاريخية يتعين ويتشخص مفادها في المعية بالطاعة واليها يشير قوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)، المعية بالطاعة بمعنى أَن المطيع مع المطاع حيث يريده، فلا تنحصر في مكان أَو زمان أَو نسب أَو اعتبار وهي سارية مع سريان شرف الطاعة للنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) إلى يوم القيامة، والفضائل المذكورة في الآية من صفات أولئك الصالحين الذين اخذوا طاعة النبي نصب أَعينهم وجميع حركاتهم وسكناتهم تصب في هذا القالب الشريف.
وهذا التنظيم الموقر، المجمع العالمي لأهل البيت الذي أسس لنشر الدين وخدمة فكر مذهب أَهل البيت (عليهم السلام) من مصاديق هذا المفهوم الشريف الذي دلت عليه الآية المذكور؛ فيجب على المنتمين لهذا المجمع السعي الحثيث في تحقيق أَغراضه بكل وسيلة ممكنة، ومعلوم أَن الظروف التي أَحاطت بالمسلمين اليوم عموماً وبأَتباع أَهل البيت (عليهم السلام) بالخصوص تتطلب منا مضاعفة الجهود والسعي في انجاز مقاصد هذا المجمع، وقد تمكنت قوى الاستكبار العالمي من شراء ذمم بعض المنتمين إلى الدين الإِسلامي وتحريضهم على نشر الفوضى والفساد والقتل والإِبادة وهدر الأَموال وانتهاك الأَعراض في مختلف بقاع العالم (العراق وسوريا واليمن.. وغيرها)، فإِن هذه الجماعات اتخذت من الإِرهاب ونشر الفوضى وسيلةً لهم، واخذ الاستكبار العالمي يستفيد من خيرات البلاد الإسلامية كالنفط.. وغيره ويمد الجماعات المفسدة بالأسلحة وتضطر البلاد الإسلامية إلى بذل ما حصلوا عليه من أَثمان خيرات البلد على شراء الأسلحة والمواد الغذائية ومستلزمات الحياة للشعوب من المستكبرين والدول الخاضعة لها وهكذا تنهب الخيرات وتذهب النفوس.
ولأجل ذلك يجب علينا بذل السعي الحثيث في محاربة هذه الجماعات ولا نعرف من المنتمين إلى هذا المجمع إِلا الخير، والغاية إذا كانت مهمة وعظيمة والحاجة إذا كانت جليلة تقتضي بذل كل ما في وسعنا في تحقيق المقصد المنشود ألا وهو جلب الاستقرار إلى البلاد الإسلامية عموماً، ومناطق وجود أتباع أهل البيت (عليهم السلام) بالخصوص فليكن غصن الزيتون منا في يد ونستجن بجنة الحزم والعز الممنوح بقوله تعالى (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) للدفاع في يد أخرى، وقد وعدنا الله سبحانه بالنصر حيث قال: (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ).
ويجب علينا تفقد أَتباع أهل البيت (عليهم السلام) والاطلاع على شؤنهم والسعي في الدفاع عنهم بكل ما أعطينا من قوة، لأنه يصب في المقصد الأساسي لهذا المجمع.
وينبغي أَن يعلم الكل أَن رعاة الحوزة العلمية في النجف الأَشرف تحت حماية سيد الأَوصياء باب مدينة العلم علي بن أَبي طالب (عليه السلام) مع الساعين في انجاز هذه الأهداف فيا أيها المجمع المبارك، سيروا إلى الأمام على بركة الله وحماية ولي الله الأعظم.
نرجو الله أن لا يكون ذلك اليوم بعيداً الذي ينعم فيه أَتباع أهل البيت (عليهم السلام) براحة وسكون في ظل الدين الحنيف، ورعاية ولي الله الأعظم أرواحنا لمقدمه الفداء وليس ذلك من رحمته ببعيد، إِنه ولي حميد. والسلام.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat