كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

فوق إيقاع المائدة المَلكية

منْ يبيعكَ ضرسين لدهسِ اللّحوم
أنتَ، أيها الجنديّ العائدُ من الحرب ؟ 
 
صادفتْكَ الذكرى في محصّلِ الدرب
حتّى انتبهتَ لانقضاء العمرِ صدفةً ...
لا أحدَ هنا سيهديك طفلا يناديكَ يا أبي،
و لا آثار عضّةٍ على ساعديكَ 
لعاهرة الحيّ اِثر لحظة انتشاءٍ كبرى ذات ليل،
و لا بيتا تحيكُ فيه قصّة حياةٍ أخرى 
غير هذه التي حمّلتكَ بملاذع الموتِ.
شهادةُ الشكر، تلكَ التي تحملها الآن بين يديك
أكبرُ من الجدارِ 
و أصغر من أن تُمسِكها الذاكرة،
أنتَ مهزوم
حتّى و إن نجوت. 
 
معاقلُ الحربِ قد أغلقتْ 
و البندقيةُ، و المدفعية، و المسرحيةُ 
لا تصلحُ كلها
كمَهرٍ لابنة الجار الممتلئة بالشهوة
و الأقحوان.  
 
ما الذي لم تخسرهُ و أنتَ الرابحُ ؟ 
تفاصيل الحيّ تغيّرت
أطفالٌ قد كبروا، شيوخ قد ذهبوا، عاهرات تُبنَ عن بيع الهوى بأثمان بخسة 
شبّان يخاطبون حبيبات في النصف الآخر من الكوكب 
و الشمس صارت أكثر قربا من زحل. 
لا شيء يهمّك في كلّ ذلك، 
فأنت الذي لم يطأكَ الزمنُ 
و لم يغيّركَ المكانُ،
أنتَ الهزيمة كيفما اتفقت. 
 
اخلع الآن بوطك العسكريّ 
و قل لصدى صوتكَ القادم من هناك
الآن فقط، الآن، و أنا نائم بجانب أنثى 
أسمع جيّدا، طبول الحرب و هي تُدقّ. 
 
 
 
 
 الزوايا فانتبهتَ 
لأزهارِ الطريق العابقة 
و قلتَ في نفسكَ اِثر التخلّف عن القافلةِ
" كم من العمرِ أنفقتُ في اصطياد الدمع 
طباعة
2015/08/04
2,271
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!