أزمة كهرباء البصرة تستعر بعد مصرع منتظر
فؤاد المازني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إعتادت الشعوب في الدول التي تنادي بالديمقراطية وإطلاق الحريات بضمانة الدستور الذي يكفل لتلك الشعوب التعبير عن كل مايتناغم مع تطلعاتها نحو مستقبل مشرق ومزدهر وكذا التعبير عن كل ماهو مجحف بحقها وبيان مظلوميتها في أي جانب من جوانب حياتها ضمن ممارسات معينة إحداها الشروع بمظاهرات سلمية كوسيلة للتعبير عن سخطها أو إستنكارها أو مطالبتها بحقوق معينة بما ينسجم والحالة المعاشة والحدث الحاصل وبالتالي هدفها إستمالة المعنيين وفي معظم الأحيان تستجيب حكوماتها لمطالبهم وهذا ماجبلت عليه ثقافات تلك الدول .
شهد العراق ومارس العراقيون هذه الظاهرة طيلة فترة العهد الملكي ويكاد لايخلو حدث من تظاهرة مؤيدة أو مستنكرة وإستمر الحال بوتيرة أكثر بطئآ بعد التحول الجمهوري الى أن إختفت من المشهد العراقي نتيجة الحكم العفلقي البغيض والظلم والإستبداد الذي مارسته حكومة البعث المقبور ضد الشعب العراقي .
إستبشر العراقيون خيرآ بعد الإطاحة بنظام البعث وتمت كتابة الدستور والإستفتاء عليه وحظي بقبول شعبي واسع ومن ضمن بنوده إطلاق الحريات وممارسة التعبير عن الرأي ضمن حقوق المواطنة ومنهاحق التظاهر للفرد والجماعة ويتكفل القانون بحمايتهم بإعتبار أن العراق دخل في أجواء وعوالم الديمقراطية إبتداءآ من الإنتخابات الحرة وفتح الباب على مصراعيه للأحزاب والإعلام بكافة أصنافه لمزاولة عملها .
على ضوء ماتقدم ينبغي للعراقيين أن تكون حياتهم بعد 2003 عبارة عن مظاهرات متلاحقة ومتتالية لاتنقطع ليلآ و نهارآ صباحآ ومساءآ لفقدان كل شئ من متطلبات حياتهم الأمنية والإقتصادية والثقافية والخدمية إلا أن معظمهم جبلت عقيرته على الصبر والتحمل والإنتظار عسى أن يكون الغد أفضل . ولكن ! عندما يصل السيل الزبى تهب جماعات هنا وهناك للتعبير عن سخطها وبيان معاناتها . وهذا ما حصل في البصرة الفيحاء فبعد أن تجاوزت درجة حرارة الصيف معدل ال( 50) مئوية في ظل إنعدام الكهرباء من مناطق شمال البصرة التي تطفو على بحر من النفط وتتشابك فيها منصات حفر الآبار النفطية , إنفجرت حوصلة الصبر وخرج الناس يطالبون بأبسط حقوق لهم وهو توفير الكهرباء لمنازلهم التي أصبحت عبارة عن أفران لايطاق العيش فيها . إلا أن ديمقراطية الحكومة أبت إلا أن تمارس حقها في الصد والرد والردع والمواجهة لهذه المظاهرة بإسلوب مغاير لديمقراطية الدول إذ أردت أحدهم قتيلآ مضرجآ بدماءه ذلك هو الشاب اليافع الشهيد منتظر . تبآ لهكذا ديمقراطية تصطبغ بدماء الأبرياء وتبقى معضلة الكهرباء إسفين في المنطقة الجنوبية على الأقل وتبقى تستعر أزمتها كما تستعر قلوب العراقيين الى أن يأذن الله .. وستطوي صفحات التاريخ منتظر كما طوت ذكر من قبله ..
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
فؤاد المازني

إعتادت الشعوب في الدول التي تنادي بالديمقراطية وإطلاق الحريات بضمانة الدستور الذي يكفل لتلك الشعوب التعبير عن كل مايتناغم مع تطلعاتها نحو مستقبل مشرق ومزدهر وكذا التعبير عن كل ماهو مجحف بحقها وبيان مظلوميتها في أي جانب من جوانب حياتها ضمن ممارسات معينة إحداها الشروع بمظاهرات سلمية كوسيلة للتعبير عن سخطها أو إستنكارها أو مطالبتها بحقوق معينة بما ينسجم والحالة المعاشة والحدث الحاصل وبالتالي هدفها إستمالة المعنيين وفي معظم الأحيان تستجيب حكوماتها لمطالبهم وهذا ماجبلت عليه ثقافات تلك الدول .
شهد العراق ومارس العراقيون هذه الظاهرة طيلة فترة العهد الملكي ويكاد لايخلو حدث من تظاهرة مؤيدة أو مستنكرة وإستمر الحال بوتيرة أكثر بطئآ بعد التحول الجمهوري الى أن إختفت من المشهد العراقي نتيجة الحكم العفلقي البغيض والظلم والإستبداد الذي مارسته حكومة البعث المقبور ضد الشعب العراقي .
إستبشر العراقيون خيرآ بعد الإطاحة بنظام البعث وتمت كتابة الدستور والإستفتاء عليه وحظي بقبول شعبي واسع ومن ضمن بنوده إطلاق الحريات وممارسة التعبير عن الرأي ضمن حقوق المواطنة ومنهاحق التظاهر للفرد والجماعة ويتكفل القانون بحمايتهم بإعتبار أن العراق دخل في أجواء وعوالم الديمقراطية إبتداءآ من الإنتخابات الحرة وفتح الباب على مصراعيه للأحزاب والإعلام بكافة أصنافه لمزاولة عملها .
على ضوء ماتقدم ينبغي للعراقيين أن تكون حياتهم بعد 2003 عبارة عن مظاهرات متلاحقة ومتتالية لاتنقطع ليلآ و نهارآ صباحآ ومساءآ لفقدان كل شئ من متطلبات حياتهم الأمنية والإقتصادية والثقافية والخدمية إلا أن معظمهم جبلت عقيرته على الصبر والتحمل والإنتظار عسى أن يكون الغد أفضل . ولكن ! عندما يصل السيل الزبى تهب جماعات هنا وهناك للتعبير عن سخطها وبيان معاناتها . وهذا ما حصل في البصرة الفيحاء فبعد أن تجاوزت درجة حرارة الصيف معدل ال( 50) مئوية في ظل إنعدام الكهرباء من مناطق شمال البصرة التي تطفو على بحر من النفط وتتشابك فيها منصات حفر الآبار النفطية , إنفجرت حوصلة الصبر وخرج الناس يطالبون بأبسط حقوق لهم وهو توفير الكهرباء لمنازلهم التي أصبحت عبارة عن أفران لايطاق العيش فيها . إلا أن ديمقراطية الحكومة أبت إلا أن تمارس حقها في الصد والرد والردع والمواجهة لهذه المظاهرة بإسلوب مغاير لديمقراطية الدول إذ أردت أحدهم قتيلآ مضرجآ بدماءه ذلك هو الشاب اليافع الشهيد منتظر . تبآ لهكذا ديمقراطية تصطبغ بدماء الأبرياء وتبقى معضلة الكهرباء إسفين في المنطقة الجنوبية على الأقل وتبقى تستعر أزمتها كما تستعر قلوب العراقيين الى أن يأذن الله .. وستطوي صفحات التاريخ منتظر كما طوت ذكر من قبله ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat