صفحة الكاتب : محمد الحمّار

لا يوجد عندنا يسارٌ سوى في قيادة السيارات
محمد الحمّار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لو عُهد إلىّ أن أرسم خارطة سياسية لمجتمع تونس، وللمجتمع العربي الإسلامي عموما، لقررت ما يلي:
 أولا، سأسمي اليمين (الليبرالي والإسلامي خاصة) يسارا، أي من أهل الشمال في القرآن، ذلك لأنّ وعودهم السياسية لا تعدو أن تكون إنتاجا لفكرٍ يتناقض مع قيم مثل العدل والمساواة في الإسلام وتثبيتا لسياسات التطرف الرأسمالي الشائعة.
 ثانيا، سأسمي اليسار (الشيوعي والاشتراكي والحداثي إجمالا) يمينا أو في طريق التيمّن، ذلك لأنهم أقرب في زعومهم وفي وعودهم السياسية إلى الإسلام من الإسلاميين أنفسهم. لكن عيبهم أنهم لا يدرجون في أجنداتهم ولا في خطابهم أي اهتمام علمي لعقيدة الشعب، ممّا يحتّم إعادة تصنيفهم يمينا، بل يمينا متطرفا.
ثالثا، سأنصحُ اليمين أن يتيسّر واليسار أن يتيمّن بالمعنى القرآني، ذلك أنّ الصراع الحقيقي هو ذاك الذي سيُحدد مَن هُم أهل اليمين ومَن هُم أهل الشمال. أمّا المعيار الرئيس والمُحدد مَن هنا ومَن هناك فهو مدى التأييد الذي ستلقاه البرامج الانتخابية لهؤلاء ولأولئك بمقتضى اندراج هذه البرامج في الإطار الثقافي والحضاري للشعب العربي المسلم العالمي.
رابعا، سأرسل بطاقة ولاء وتأييد لكنها مُذيّلة بنُوتات من اللوم والعتاب إلى القاعدة الشعبية العريضة والتي من المفترض أن تتشكل منها قاعدة للناخبين: أنتم حائرون بخصوص مَن ستختارون من الأحزاب، وأنتم مُحقون في حيرتكم. أنتم مُحقون لأنّ لا اليمين ولا اليسار يفهمُ ما أنتم تريدون. وهُم لا يعرفون مَن أنتم لأنكم لا تعرفون ماذا تريدون حتى يتشكل الأحزاب حسب ما تُعبّرون عنه وحتى تتألف البرامج بمقتضى ما أنتم متطلعون إلى تحقيقه.
 لكن هل أنتم معبّرون؟ أنتم مُكيَّفون على امتداد قرن ونصف القرن من الاستعمار تقريبا، بما فيها حقبة الاستقلال، لأن تكونوا يمينا، مستهلكين للحداثة، إن تفريطا أم إفراطا، ما دفعَكم إلى فقدان علامات الطريق والانزياح يسارا، ومنه لأن ترفضوا التحول إلى أهل يمين، منفتحين على دينكم بعيون حديثة.
محمد الحمّار
معلم الانكليزية

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الحمّار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/06



كتابة تعليق لموضوع : لا يوجد عندنا يسارٌ سوى في قيادة السيارات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net