صفحة الكاتب : عامر ناصر

1-الصلاة الوسطى 2- الجمع في الصلاة
عامر ناصر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) البقرة

 

1- الصلاة : لغة هي الدعاء، واصطلاحا : هي هذه الصلاة المعروفة عند المسلمين والمؤلفة من القيام والقراءة والركوع والسجود والاذكار .

2- فضيلة الصلاة :

الصلاة صلة العبد بربه وهي معراجه اليه سبحانه وهي الوسيلة والمظهر الصادق للعبودية لله سبحانه ، ففي الاقبال اليها والتوجه والقراءة والركوع والسجود والاذكار ما يُستدل به على ان من يقوم بذلك هو عبدً لله سبحانه ، والعبوديةهي أعلى وارفع درجة يمكن ان يصل اليها الانسان ، فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو أكمل الخلق وارفعهم درجة عند الله سبحانه ، وقد جاء في مدحه في سورة الاسراء (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ) ، ولننظر كيف وصل رسول الله (ص) الى هذا المقام الرفيع :

 

• ورد عنه (ص) : جعل الله جلّ ثناؤه قرة عيني في الصلاة ، وحبب إليّ الصلاة كما حبب الى الجائع الطعام والى الظمآن الماء ، وإن الجائع إذا أكل شبِع ، وإن الظمآن اذا شرِب الماء رُوي , وأنا لا أشبع من الصلاة ؟؟؟!!!

• 

• وكم من مرة قال (ص) لبلال مؤذنه : أرحنا يا بلال ، أي أن الإنتظار قد آلمه (ص) ، إنتظار العاشق الولهان لمعشوقه ، وإشتياق المسافر لأهله

• 

• والصلاة قربان كل تقي ، وهي أخطر العبادات وأعظمها ، ويكفي في خطورتها أن جميع الاعمال الصالحة مرهونة بها ؟؟؟!!! فإن قُبلت قُبل ما سواها وإن رُدت رُد ما سواها 

• وأنها خير مطهر من الذنوب ، ولكثرة ذنوب الانسان فإن الله سبحانه بلطفه وبرحمته جعل أوقات الصلاة أشبه ما تكون بمحطات للتخلص من ثقل الذنوب التي لحقت بالإنسان في يومه، فقد مُثلت كما جاء في الحديث كمثل نهرٍ جارٍ على باب أحدنا ، دلالة على القرب والسهولة ، فكلما تعلقت بأبداننا الاوساخ (الذنوب ) دخلنا في هذا النهر وتطهرّنا من أوساخنا ، ففي اليوم الواحد يغتسل المسلم المؤمن خمس مرات من الادران والاوساخ ( الذنوب ) ، فهل يبقى عليه ذنب بعد ذلك ؟؟؟!!! 

• قال سلمان ( رض ) : كنا مع رسول الله (ص ) في ظل شجرة فأخذ غصنا منها فنفضه فتساقط ورقه ، فقال (ص) : ألا تسألوني عما صنعت ؟ قلنا أخبرنا يا رسول الله ، قال (ص) : إن العبد المسلم إذا قام الى الصلاة تحاتت عنه خطاياه كما تحاتت ورق هذه الشجرة ؟؟؟!!!

• ويكفي التأكيد المتكرر في القرآن المجيد على الصلاة وإقامتها ، وهي أحب الاعمال الى الله سبحانه ، وهي آخر وصايا الأنبياء (ع) وهي عمود الدين وهي أول ما يُنظر فيه من عمل إبن آدم .

 

 

3-أوقات الصلاة

لا شك ولا شبهة ولا إشكال في أن الصلاة في الإسلام خمس صلوات ، هي الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء ، وهي الصلاة المفروضة الواجبة ، وأوقاتها : الصبح عند الفجر والظهر عند الزوال وا لعصر بعدها والمغرب بعد الغروب والعشاء بعدها .

وإنما جاء الاختلاف في تحديد هذه الأوقات ، ومن الواضح أن لكل ساعة من ساعات اليوم الواحد إسمٌ ، مثل الشروق والغدوة والضحى والظهير والغروب والشفق والغسق... الخ فمثلا : هل أن صلاة المغرب هي عند سقوط قرص الشمس وإختفاءه أو عند ذهاب الشفق ؟ وهل أن صلاة العصر تأتي بعد صلاة الظهر او بعدها بقليل وكذلك فيما يخص صلاة العشاء ؟ كل هذه الاختلافات موجودة في كتب المذاهب الأربعة ، ولسنا هنا بصدد تحديد هذه الأوقات وتدقيقها ، وإنما نحن بصدد الصلاة الوسطى ثم الجمع في الصلاة

 

الصلاة الوسطى

 

لقد ورد ذكر الصلاة الوسطى في الكتاب الحكيم (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) البقرة ، 

وهو تأكيد على الصلاة الوسطى لا يحتاج الى كثيرعناء ، ولكن ما يستدعي التوقف عنده والإنتباه اليه هو تعيين الصلاة الوسطى ؟! ولقد جاء ذكر الصلاة الوسطى في كتب الحديث السنية في ( 282) موردا وفي التفاسير السنية (249) في (90) تفسيرا ، من غير ما ورد في كتب الفقه السنية ، ففي كتب الحديث السنية جاء الاختلاف وكما يلي :

-مسند أحمد ج44ص75 أنها الظهر ( حسب الترقيم الالكتروني )

-السنن الكبرى للنسائي ج1ص151 أنها الصبح 

-المعجم الأوسط للطبراني ج1ص244 أنها الظهر 

-معرفة ا لسنن والاثار للبيهقي ج2ص355 أنها الصبح وهو رأي مالك 

-سنن الشاميين للطبراني ج6ص111 أنها الصبح

-مسند الطيالسي ج2ص196 أنها الظهر

-المسند الجامع ج5ص217 أنها الظهر

-إتحاف الخيرة المهرة بزوائد ا لمسانيد ج1ص123 أنها الصبح 

-السنن الصغرى ج1ص103 أنها الصبح (وقد مال إليها الشافعي )

-الموطأ لمالك ج3 ص509 أنها الصبح او الظهر او العصر 

وقد ورد عن أُبي بن كعب ( في البحر ا لمديد ) أنها مخفية كإخفاء ليلة القدر والاسم الأعظم .

اما في كتب الشيعة الحديثية فقد أجمعوا على أنها صلاة الظهر وهي أول صلاة أنزلت على النبي (ص) ولم ترد بها إلا روايتين او ثلاثة ضعفوها بسبب كثرة ما ورد انها صلاة الظهر .

 

4- تحديد الصلاة الوسطى 

 

والسؤال هو : كيف جاء تحديد الصلاة الوسطى من الصلوات الخمس عند أهل السنة ؟

هل هو على إعتبار ان بداية اليوم هو صلاة الصبح ، فتكون الصلاة الوسطى هي صلاة العصر ؟ وإذأً ما هو دليلهم على ذلك ؟ 

هناك رأي آخر في مقابل هذا ألرأي : هو أن أول صلاة أُقرت للمسلمين ، وأول صلاة صلاها المسلمون هي صلاة الظهر ، وعلى هذا تكون الصلاة الوسطى هي المغرب ؟؟؟!!! 

 

الجمع في الصلاة 

 

1- أدلة القرآن على جواز الجمع ( تفاسير السنة )

أ‌- (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40)ق

والاوقات واضحة بأنها ثلاث أوقات كما جاء في جميع تفاسير السنة ، فالوقت ألأول –قبل طلوع الفجر- وهو صلاة الصبح ، والوقت الثاني – وقبل الغروب – وهو صلاتي الظهر والعصر ، والوقت الثالث – ومن الليل فسبحه – لصلاتي المغرب والعشاء .

ب‌- فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) الروم ، وفي هذه الآية قال مفسرو السنة أن الوقت الأول فيها : تمسون : هو للمغرب والعشاء ، والوقت الثاني : تصبحون : هو صلاة الصبح ، والوقت الثالث : وعشيا : هو لصلاة العصر ، والوقت الرابع : تظهرون : هو لصلاة الظهر ، وفيها أربع أوقات والجمع للمغرب والعشاء .

ت‌- (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)طه ،قيل ثلاثة أوقات جمع الظهرين وقيل أربعة جمع العشائين 

ث‌- (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) الاسراء ، وفيها ثلاثة أقات ، ا لأول :دلوك الشمس زوالها وهو للظهرين ، والثاني : غسق الليل وهوللعشائين ، والثالث : قرآن الفجر وهو لصلاة الصبح .

ج‌- (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ )11هود ، وفيها ثلاثة أوقات ، الطرف الأول لصلاة الصبح ، والطرف الثاني للظهرين ، وزلفامن الليل لصلاة العشائين .

ح‌- (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)الطور، وفيها ثلاثة أوقات : الأول : حين تقوم ، أي تقوم من نوم القائلة وهو لصلاتي الظهرين ، والثاني : من الليل فسبحه ، وهو للعشائين ، والثالث : وإدبار النجوم ، وهو لصلاة الصبح .

خ-(وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)الانسان ، 

وفيها ثلاث أوقات ايضا : الأول ، بكرة ، وهوصلاة الصبح ، والثاني : وأصيلا ، وهو للظهرين ، والثالث ، ومن الليل... وهو للعشائين

عند التدبر في مجموع الايات الكريمة ، نجد ان القران المجيد قد حدد وأوضح أسماء أوقات الصلوات جميعها ، ومن المعلوم ان الصلوات الخمس واقعة في الليل والنهار ، فصلوات النهار هي الصبح والظهر والعصر ، أما صلوات الليل فهي المغرب والعشاء .

وقد جاء تحديد صلاة الصبح بتسمية أوقاتها :( قرآن الفجر و طرف النهار الأول و حين تصبحون وقبل طلوع الشمس ) أما أوقات صلاة الظهرين ( دلوك الشمس وطرف النهار الثاني و قبل الغروب ) ، أما صلوات الليل أو العشائين ( غسق الليل وزلفا من الليل ومن آناء الليل ومن الليل وحين تمسون ) .

ولم يُذكر في آية واحدة في القرآن إشارة الى تسمية خمس صلوات ، وعليه وبالاستعانة بتفاسير المسلمين جميعا أن ما ذُكر في الايات السابقة يخص الصلوات الخمس ، فمرة في ثلاث أوقات ومرة في أربع أوقات ، وهذا يعطي ان هناك توسعا في التخفيف على المسلمين ، خصوصا اذا ما نظرنا الى الفارق الكبير بين طبيعة حياة المسلمين في الأيام الأولى للاسلام وما نحن عليه الان ، فقد كانوا ولا عمل يشغل غالبيتهم عن أوقات الصلوات الخمس ، ومع ذلك فقد جاءت السنة النبوية الشربفة صريحة بجواز الجمع بين الظهرين وبين العشائين ، كما سنرى لاحقاً ، وهو ما يتماشا مع ما نحن عليه من ضيق الوقت والمشاغل ، ولو إنشغل المسلم اليوم بصلواته الخمس وهو في العمل لطرده رب العمل وإن كان من المصلين ، ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) وهو العليم سبحانه بخلقه منذ أن خلقهم ومن قبل أن يخلقهم ويعلم ما يجري عليهم في لاحق حياتهم .

 

2- أدلة السنة النبوية الشريفة على جواز الجمع 

جمع رسول الله (ص) بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر ، وفي رواية أخرى في غير خوف ولا سفر ، وعندما سُئل ابن عباس وعمر بن الخطاب عن ذلك كان جوابهما : أراد(ص) ان لايحرج اُمته ، ورد ذلك في مسند أحمد ( عشرات الروايات ) وفي السنن الكبرى للبيهقي والسنن الكبرى للنسائي والمعجم الأوسط للطبراني ومسند ابي يعلى الموصلي وصحيح ابن حبان وصحيح ابن خزيمة ومسند الشافعي ومسند الطيالسي وسنن الترمذي وسنن النسائي وموطأ مالك وصحيح مسلم وسنن ابي داود ، وقد جاءت رواية الجمع في الصلاة في( 1711) مورداً في كتب الحديث السنية التي مجموعها( 118) ؟؟؟!!!

كل هذا العدد الهائل من روايات الجمع في الصلاة عند أهل السنة ، ومع ذلك لم نسمع ولم يسمع أي سني خطيبا سنيا واحداً ذكر هذا الموضوع ؟؟؟!!! كل ذلك بسبب أن الشيعة تجمع أو تجيز الجمع بالصلاة ؟ فمن هو السني الحقيقي إذاً ؟؟؟!!! .

وقد ورد في الحديث : إن الله يحب أن تؤتى رُخَصَهُ ؟ فعندما يعطي الله سبحانه رخصة في حكم من الاحكام ، فهل هذه الرخصة وُضعت لاجل ان تأخذ طريقها الى الرف ؟ أم ماذا ؟ وهل هي للمسلمين أم لغيرهم ؟ وهل نفذها رسول الله(ص) في أقواله وأفعاله أم لا ؟ 

وإنا لله وإنا إليه راجعون .

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهداة الميامين المعصومين من آل محمد(ص) . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر ناصر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/13



كتابة تعليق لموضوع : 1-الصلاة الوسطى 2- الجمع في الصلاة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net