الأصوات الأصيلة يجب أن لا تخفت!!
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
البارحة تلقيت عددا من المكالمات من أخوة أعزاء وقراء مثابرين ومتابعين , ودار الحديث في جميعها عن الكتابة.
أحد الأخوة قد قرأ مقالة لي , ويطالبني بتحويلها إلى قصيدة , وهو يشيد بفكرتها.
وزميل يسائلني هل يقرؤون ما نكتب؟
قلت: علهم يقرؤن!
قال: لا تنفع الكتابة في بلدٍ صار ضَياعا وضِياعا.
وصديق آخر وهو يكتب أيضا قال: أصبحت الكتابة المعبرة عن فكرة وهدف غريبة وخارجة عن سياق التفكير السائد , فالمقالات المنشورة معظمها شتم ورجم بالغيب وتعزيز للتمزق والتفرق.
وقال لي صديق آخر: أن الكثير من المقالات مدفوعة الثمن , لأنها تريد أن تساهم في دعم أجندات ومشاريع معروفة ولكل مشروع أبواق وأقلام.
وقال لي أحد الأخوة: من الأفضل أن تتحطم الأقلام فلا قيمة ومعنى للكتابة اليوم , فالناس لا يقرؤون وإن قرؤا لا يعتبرون ويتعلمون , فالواقع أليم والوطني كظيم!!
تأملت رؤى الأخوة والأصدقاء , وتساءلت هل على الأقلام أن تصمت؟
فالكثير من الأخوة يرون أن النشر الإليكتروني قد سمح لمن هب ودب بالكتابة , وصار كل من ينشر شيئا هنا أو هناك حسب نفسه كاتبا , فاختلطت الأشياء وتشوهت وأصبح النشر لا قيمة له ولا معنى ولا تأثير.
والكثيرون لا يقرؤن إلا بضعة مقالات في مواقع الإنترنيت , لأنهم يدركون من العناوين والأسماء بأنها لاقيمة لها ولا معنى فيها.
قلت لأحد الأخوة: أن الأقلام الأصيلة يجب أن لا تندحر وتتكسر بل عليها ان تتواصل , فلن يبقى إلا ما ينفع الناس , لأن ذلك من طبيعة الحياة والتواصل والبقاء.
الأقلام الأصيلة الصادقة رغم قلتها فأنها ذات تأثير إيجابي , وأنها تنير , فبصيص الضوء يطرد جحافل الظلام.
قطرة خير تلوّن بحر سوء بروحها وإرادتها وطاقتها.
فالدنيا لا يمكنها أن تكون مسرحا للشر والخراب والدمار.
ولا بد للتوجهات السقيمة أن تموت , وللحياة أن تولد من جديد.
فلتتواصل الأقلام الأصيلة بكتاباتها وتمضي في دروب التنوير.
حتى ترعوي النفوس وتنطفيئ نيران الإنفعالات , ويسود العدل والحق والصدق المبين!!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . صادق السامرائي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat