بسم الله الرحمن الرحيم،
(ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم) .
بهذه الاية الشريفة كانت بداية انتصارات الفتوى الجهاد الكفائي بشكل غير مسبوق وغريب من نوعه .
نعم ..... انه السيد السيستاني ، الذي يلقب بالصامت والساكت من قبل أعدائه وحساده !؟
واقعا في ذكرى الفتوى الجهاد الكفائي الأولى التي أطلقت من النصف من شعبان من العام الماضي ، لتضيع بفيضها الأحلام ، و تخجل من ذكرها الأقلام ، لما يواجه من جبل علمٍ لا يرد ولا يقهر ، تمثل بشخص كان غريب وغير ظاهر في بداياته الدراسية في الحوزة الشريفة ، وهذا ما يوضحه كل مترجم لسيرة السيد السيستاني ، وكانوا يتحدثون عن صفتين مهمتين جدا فيه وهما :
الذكاء الخارق ، وعدم حب الظهور .
لقد بقي السيد السيستاني دام ظله حريصا على ألا يظهر كامل قواه العلمية الخارقة للعلن ، وكان يطبق مقولة الإمام علي عليه السلام بحذافيرها (أفضل الزهد إخفاء الزهد) .
كانت النجف الاشرف قد تناسب وجود السيد السيستاني من حيث تصديه للمرجعية العليا والمطلقة لشيعة العالم ، وذلك بوجود علماء لهم بصمة كبيرة وواضحة في الوسط الشيعي على مستوى الحوزة وأيضا المجتمع العالمي والمحلي ، لكن كما هو خط اهل البيت (عليهم السلام) ليس الشهرة ولا العنوان هو الأهم ، بل هو اختيار يتم من قبل الله تعالى وصاحب الأمر ليكون مؤهلا علميا وقلبيا وعقليا .
لقد دأب السيد السيستاني بعد سقوط الصنم إلى التهدئة وعدم اخذ الثار من أي احد فيما يخص الاعتداءات الطائفية ، لان الوضع بنظره غير مؤهل لهذا الامر ، ولان القصاص على الجاني فقط (ولا تزوا وازة وزر اخرى)، وعند دخول امريكا وقالت بالانتخابات التي تخدمها ،وقالوا علاقة هذا العجوز بالوضع السياسي في العراق وهو ليس من العراق اصلا ؟
الا ان السيد السيستاني اشترط عليهم شيئا غير مسبوق فيه بدول العالم ابدا ، (وهو الجمع بين اختيار مرشحين لكتابة الدستور، و ايضا التصويت عليه من قبل الشعب) ،واستغرب العالم من هكذا تخطيط غير متوقع .
حتى جاءت فاجعة تهديم الامامين العسكريين من قبل آباء الدواعش ، وكان العالم كله ينتظر كلمة من السيد السيستاني بالجهاد ، وكان ضن الشيعة وبعض علمائها كذلك ايضا ، لكن وبصورة غير طبيعية ، نراه يأمر بعدم فعل أي شيء وحرم هدم أي مسجد لاهل السنة بالكامل ، ولم يكن هناك اغلى واعز من مراقد اهل بيت عند علمائنا الاعلام ، وكان عدم الرد هو الجواب ! .
هنا تمثلت ثقة العلماء باهل البيت التي لم نرى مثلها لفترات طويلة كما يحصل عند بعضهم ، امثال السيد حيدر الحلي ، او السيد بحر العلوم ، الشيخ الانصاري او الشيخ المفيد ، وغيرهم من اتصالهم الوثيق بالائمة وصاحب الامر خاصة .
هنا عاد الامر مرة اخرى وبشكل سيخلده الله الى ابد الابدين .
هنا تمثلت ثقة اهل البيت في السيد السيستاني ، من خلال النفير العام للجهاد الكفائي .
هنا اثبتت النيابة العامة بشكل فاق التصور عندما اختير السيد السيستاني لاعلان فتوى الجهاد بامر المولى (امير المؤمنين) عليه السلام ، كما ذكر السيد نفسه هذا الكلام .
هنا أَذن للسيد السيستاني باطلاق الشرارة الاولى للدفاع عن المسلمين بشكل عام .
هنا اثبت السيد السيستاني ان مرجعيته هي من تأيد صاحب الامر .
هنا المرجع الوحيد الذي التف عليه كل العلماء المنصفين تقريبا .
هنا السيد السيستاني الذي كان بعيدا عن الانظار لوجه الله لا لشيء ما .
هنا الزهد والحكمة التي قل نظيرها .
هنا القيادة التي نادى بها من خلال يوم الجمعة ، وفي شعبان ، وفي مولد الامام ، صاحب العصر والزمان ، وقال :
(ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم) ...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat