عندما تأتي مرقد أمير المؤمنين عليه السلام ، وأنت من الناس البسطاء أو ممن لا يملك سيارة دولة مبَّردة ، ستمر بسيارات الأجرة عبر وادي السلام وتترجَّل قليلاً في الوادي فترى صوراً لضحايا عراقيين من ثمانينات القرن الماضي الى يومنا هذا كضحايا التفجيرات الإرهابية وشهداء ضحوا بدمائهم في قتال البغاة من تنظيم داعش واعوانهم من زمر البعثيين ورفقائهم من السياسيين ممن يتقاضى امتيازاته من ثروات ضحاياهم من أبناء الوسط والجنوب بمباركة لهم من لدن سياسيين آخرين محسوبين على الواقع الشيعي ، والمؤلم بالأمر أنهم يتمتعون بكافة حقوقهم مع خيانتهم للوطن وجرائمهم ضد الشعب وضد الشيعة ومقدساتهم بالذات ، هم أدوات المخطط العالمي ضد الشيعة في العراق .
عندما تنتهي من مراسم زيارة أمير المؤمنين وسيد الوصيين عليه السلام يشدُّك ويجذب إنتباهك شارع الرسول ، لما يتميز به هذا الشارع من هالة قدسية ، وصفة دينية تبدو من أول دخولك له إذ تشعر كأنك في عالم آخر ، ففيه ترى علماء الدين وطلبة العلوم الدينية كل ذاهبٌ لدرسه وحوزته الدينية . تصل بعدها لمدخل زقاق ضيق على يسارك في منتصف شارع الرسول والذي يوصلك لشناشيل قديمة أسفلها مبنىً قديم تهوي إليه القلوب ، لا تعلو أرضه من الداخل عن ذلك الزقاق (العكَد أوالدربونة) ولا تستوي معه أيضاً ، وعندما تصل تلك الباب متلهفاً للدخول تنزل قليلاً لتتجاوز عتبته لتصل للبراني ، وعادة ما تجد الأبناء في ذلك البراني وأنت في الإنتظار لتقبيل ومصافحة تلك اليد المباركة إذ ليس هنالك فرقاً بين غنيٍ وفقير فالكل يجلس في البراني على تلك الفُرش البسيطة ، ولكننا هذه الأيام بالذات نراهم منشغلون ويحملون أعباءاً كبيرة ، أعباءُ وطن وهموم أمة ، هذا ما نراه في أروقة ذلك البيت الشريف من سلالة النبي (صلى الله عليه وآله) .
بعدها تنتظر دورك لتلامس تلك اليد المباركة الطيبة الحنونة ، وتسمع ذلك الدعاء اللطيف المؤثر الذي طالما إعتدنا سماعه ( ثبتكم الله على ولاية أمير المؤمنين ع) أو (اللهم احفظ العراق والعراقيين وأطل في اعمارهم واوسع في ارزاقهم ووفقهم لكل خير ببركة الصلاة على محمد واله الطاهرين ) ، وترى ذلك النور المتسامح البهي ، لكننا نرى هذه الأيام سماحته منشغل البال ، يحمل أعباءاً كثيرة ، لقد رأينا روحه وقلبه مع المجاهدين والله ، إنه هناك معهم ، لا أستطيع أن أصف ما رأيت ، إنه (دامت بركاته) ليس في منزله ، هل ترون ما أرى ؟ رأيته في بيت كل عراقي ، وكأنه يستشرف هموم كل العراقيين ويدعو لهم دائماً ، وتشعر من خلال كلماته المختصرة في السلام والدعاء ، ومن خلال تفاصيل وجهه السمح من أنه يحس بآلام العراقيين ويتوجع لوجعهم , وليس له هم إلا أن يتجاوزوا محنتهم التي ألمّت بهم ليكون بذلك الرجل الذي حمل بلدا كاملا في قلبه ليصبح بكيانه أمة قائمة بذاتها ، فأثر إلهامه الإلهي وفتواه المباركة ودعاءه أزالت مخاوف العراقيين من المخطط العالمي البغيض ضد الوطن ، لم تنم عينه وتغفل عن أبناءه ، نشعر به أباً لكل العراقيين ، نحن ننعم بالأمان بوجوده ، فالأعداء يتحينون الفرص لضرب كل ما هو شيعي ، اللهم احفظ ذلك البيت ، إنه أماننا ، وقرة أعيننا
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat