ذكريات يوم كيبور
مصطفى عبد الحسين اسمر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مصطفى عبد الحسين اسمر

انا مواطن من إسرائيل وانأ بالأصل عربي من مصر انتقلت مع عائلتي سنه 1973 إلى إسرائيل كنا نخفي هويتنا عن الناس اسمي (إبراهيم داوود) لم احزن بسبب هجرتنا عن مصر فقط على صديق عمري (علي ) هو كان يعرف بأمري إني يهودي لكن لم يعر أهميه أو يفضح أمري كنا أكثر من أخوه نصطاد السمك نذهب إلى المدرسة لم يكن بينا أي سر وصلت إلى إسرائيل كان عمري ثلاثون سنه استقبلونا في إسرائيل كأننا في الجنة و بعد ذلك لتحقت بالخدمة العسكرية ونقلت إلى حصن بارليف العظيم كنت أتخيله موقع دفاعي وسط صحراء وممل ولكن عكس ماتصورت خدمات عاليه صالات لعاب غرف الجنود مكيفه اسحله امريكيه عاليه التطور والدقة وفي خط بارليف ساتر ترابي على ارتفاع 20-22م ويفصلنا عن الجيش المصري نهر وتحت النهر أنابيب بترول تحرق من يحاول العبور وصواريخ هوك الأمريكية تحمي رؤوسنا كنت في فرقة تدمير الدبابات ولدينا مدافع تاو الأمريكية كونت صداقات مع جنود ومنهم أيغور يهودي من المكسيك حلمه ان يكون عازف غتيار وجاء إلى اسرئيل ألانهم وعدوه بأنه سيحقق حلمه إذا حارب و روني الاسكتلندي ضخم الجثة انتقل إلى إسرائيل سنه 1950 من أكثر الجنود عدوانيه وكره للعرب ليس من سبب و فلاديمير حنا من روسيا كان يسخر من العرب برسم الكاريكاتير واحد رسومه يظهر فيه جنديان مصريان وهم قصار القامة واقفين إمام الساتر واحدهما يحاول الصعود والأخر يقول له لنعد ونحضر مسطرة لنقيس الارتفاع كان الاستهزاء كبير من قبل الجنود وخاصة روني لطالما تعرضت لمضايقه من قبله ألانني بالأصل عربي لكنهم لو عرفوا (علي ) لما حقدوا على العرب وكنا نقيم الحفلات الصاخبة شرب خمر وغانيات لم نشعر بالوحدة إلى الأهل على العكس اتصلت بأمي وأبي وأخبرتهم باني لغيت إجازتي في يوم كيبور عيد الفصح اليهود رغم نزول أغلبية الجنود في إجازة لكن هذا أخر يوم في بارليف سعيدا في ليلة بتنا فيها ونحن سكارى حتى استيقظنا على أصوات لم نسمعها من قبل
اهتزت غرف الجنود المكيفة ودقت صفارات الإنذار معلنه عن هجوم مصري خرجت من غرفتي وركضت مسافة وتعرض المقر منام الجنود إلى قصف بالطائرات وطمر معظم الجنود تحت الأنقاض وبعد قصف الطائرات قصف مدفعي مركز وعنيف جدا كانت خطوات الجنود بطيئة بسبب الخوف والراحة التي يخلدون فيها اضغفت قدراتنا وصلت إلى حفرة موضع بصعوبة وكان معي روني و أيغور و فلاديمير وكان روني يصرخ مثل الأطفال وأصاب بالجنون وفر من الموضع واختفى وهدا القصف المدفعي وسمعنا أصوات قادمة عبر النهر الله اكبر الله اكبر وتقدم الجيش المصري عبر النهر ولم يمنعهم الساتر الترابي كما كنا وخاصة فلاديمير نعتقد و تقدمت الدبابات غبر جسر وقررنا المقاومة وقعت بينا معركة شرسة بالا سلحه الخفيفة والثقيلة رغم كل هذا لم نستطيع إيقافهم فلاديمير قتل بطلقة دبابة مصريه روسية الصنع وايغور نال رصاصة من قناص أنهت حياته وحلمه و أصبت بالإرهاق نتيجة الحر قررت الاستسلام فقط لشرب القليل من الماء بعد قتال عنيف وطويل و محاولات الاتصال بالقيادة العليا الانقاذنا دون جدوى و سلمت نفسي إلى الجيش المصري وشاهدت الجبان روني من بين الأسرى وقدموا الي الماء وبعد فترة كنا نجلس على الأرض وأيدينا على رؤؤسنا شاهدت جندي يتكلم مع ضابط فرقونا اقترب مني جندي مصري وقال بإذني لم تذهب إلى الصيد يا إبراهيم كان صديقي علي وقال لأتخف لم اجعلهم يأخذوك إلى الأسر وساعدني على الهروب وانأ بدوري رفضت العودة إلى القتال الآني وعدت نفسي لن أقاتل (علي ) أبدا سجنت حتى عام 1974 ذهبت إلى مصر بعد الحرب في فترة السلام لئسل ماذا جرى لصديقي علي وجدت انه مات بالحرب وشعرت بالحزن العميق على صديقي ومن اجله انتميت إلى منظمة يهودية تعارض سياسة إسرائيل
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat