بسم الله الرحمن الرحيم
وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً{21}
تروي الآية الكريمة اقتراحين للكفار ( وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا ) , لا يرجون لقاء الله تعالى بالخير , لكفرهم بالبعث :
1- ( لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ ) : هلا انزل علينا الملائكة ليخبرونا بصدق محمد , او يكونوا رسلا الينا , "الاقتراح الاول" .
2- ( أَوْ نَرَى رَبَّنَا ) : او نرى ربنا فيخبرنا بصدق رسالة محمد , "الاقتراح الثاني" .
( لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ ) , في اقتراحهم بنزول الملائكة , ( وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً ) , باقتراحهم برؤية الله جل وعلا .
يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً{22}
الآية الكريمة ترد على مقترحهم بشأن نزول الملائكة ( يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ ) , ذلك الحين , ( لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ ) , ليس للمجرمين من بشارة سوى العذاب , ( وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً ) , كان العرب ايام الجاهلية اذا نزلت بهم شدة او عدوا قاهرا يتعوذون منه بــقولهم ( حجرا محجورا ) , فهم عند رؤيتهم للملائكة سيستعيذون منهم ايضا .
وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً{23}
تستمر الآية الكريمة في موضوع سابقتها ( وَقَدِمْنَا ) , عمدنا , ( إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ ) , مع انهم كفار , الا ان لديهم الكثير من الاعمال الحسنة كصلة الرحم وقرئ الضيف ... الخ , ( فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً ) , كل اعمالهم الحسنة ستذهب سدا , لا نفع لها في الاخرة , طالما وانهم لم يؤمنوا بالله تعالى ورسوله واليوم الاخر .
أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً{24}
تنتقل الآية الكريمة لتسلط الضوء على الطرف الاخر ( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ) , من كانت لهم الجنة مرجعا وثوابا , ( يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً ) , ذلك اليوم هو الاكثر استقرارا "استقرار النفوس والاماكن" , ( وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ) , فيها عدة اراء نذكر منها :
1- مكانا للاستراحة او من القيلولة , الا انه لا نوم في الجنة .
2- يرى الكثير من المفسرين ان اصحاب النار سيدخلون النار منتصف النهار , وكذلك اصحاب الجنة يدخلونها منتصف النهار ايضا , وهو وقت القيلولة والاستراحة .
وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلاً{25}
تروي الآية الكريمة بوادر قيام الساعة ( وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ ) , يخرج منها الغيم الابيض , وهو ما اشارت له الآية الكريمة { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ }البقرة210 , ( وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلاً ) , بعد تشقق السماء وخروج الغيم الابيض منها , تنزل الملائكة من السموات بصحائف الاعمال , على بعض الآراء .
الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً{26}
تقرر الآية الكريمة ( الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ ) , الملك الثابت لله تعالى , فتبطل ملكية الناس , ولا يبقى للناس الا اعمالهم { وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى }النجم39 , ( وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً ) , ذلك اليوم شديدا على الكافرين لما سينالون فيه شتى انواع العذاب والعقاب .
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً{27}
تنقل الآية الكريمة صورة عن ذلك اليوم ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ ) , من فرط الحسرة والندامة , ( يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ) , يقول بحسرة ومرارة ليتني سلكت طريق الهدى مع الرسول الكريم محمد "ص واله" .
يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً{28}
تستمر الآية الكريمة في موضوع سابقتها الكريمة ( يَا وَيْلَتَى ) , يستمر الكافر بحسرته وندامته داعيا على نفسه بالهلاك , ( لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً ) , ليتني لم اتخذ اخلاء من الكفار والمنافقين .
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً{29}
تستمر الآية الكريمة في موضوع سابقتها الكريمة ويستمر معها كلام الكافر بحسرة وندامة ( لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ ) , كل معاني الذكر مطروحة هنا , ( بَعْدَ إِذْ جَاءنِي ) , بعد ان وصلني وبلغ مداركي , وايقنت انه من الله تعالى , ( وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً ) , الشيطان اللعين سيخذل اولياءه انصاره ومريديه يوم القيامة .
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً{30}
تروي الآية الكريمة شكاية الرسول الكريم محمد "ص واله" ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي ) , يختلف المفسرون بشأن ( قَوْمِي ) , فلهم في ذلك عدة اراء منها :
1- قريش .
2- المسلمين , حيث تركوا العمل بمضامين القرآن الكريم .
( اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ) , تركوه كالبيت المهجور , خلا من ساكنيه .
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً{31}
تبين الآية الكريمة ( وَكَذَلِكَ ) , كما جعلنا لك يا محمد اعداء من قومك , ( جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ) , كذلك كان لكل نبي عدوا من الكفار "المجرمين" , ( وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً ) , لك ولمن تبعك من المسلمين , ( وَنَصِيراً ) , على اعدائك .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
بسم الله الرحمن الرحيم
وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً{21}
تروي الآية الكريمة اقتراحين للكفار ( وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا ) , لا يرجون لقاء الله تعالى بالخير , لكفرهم بالبعث :
1- ( لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ ) : هلا انزل علينا الملائكة ليخبرونا بصدق محمد , او يكونوا رسلا الينا , "الاقتراح الاول" .
2- ( أَوْ نَرَى رَبَّنَا ) : او نرى ربنا فيخبرنا بصدق رسالة محمد , "الاقتراح الثاني" .
( لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ ) , في اقتراحهم بنزول الملائكة , ( وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً ) , باقتراحهم برؤية الله جل وعلا .
يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً{22}
الآية الكريمة ترد على مقترحهم بشأن نزول الملائكة ( يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ ) , ذلك الحين , ( لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ ) , ليس للمجرمين من بشارة سوى العذاب , ( وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً ) , كان العرب ايام الجاهلية اذا نزلت بهم شدة او عدوا قاهرا يتعوذون منه بــقولهم ( حجرا محجورا ) , فهم عند رؤيتهم للملائكة سيستعيذون منهم ايضا .
وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً{23}
تستمر الآية الكريمة في موضوع سابقتها ( وَقَدِمْنَا ) , عمدنا , ( إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ ) , مع انهم كفار , الا ان لديهم الكثير من الاعمال الحسنة كصلة الرحم وقرئ الضيف ... الخ , ( فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً ) , كل اعمالهم الحسنة ستذهب سدا , لا نفع لها في الاخرة , طالما وانهم لم يؤمنوا بالله تعالى ورسوله واليوم الاخر .
أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً{24}
تنتقل الآية الكريمة لتسلط الضوء على الطرف الاخر ( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ) , من كانت لهم الجنة مرجعا وثوابا , ( يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً ) , ذلك اليوم هو الاكثر استقرارا "استقرار النفوس والاماكن" , ( وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ) , فيها عدة اراء نذكر منها :
1- مكانا للاستراحة او من القيلولة , الا انه لا نوم في الجنة .
2- يرى الكثير من المفسرين ان اصحاب النار سيدخلون النار منتصف النهار , وكذلك اصحاب الجنة يدخلونها منتصف النهار ايضا , وهو وقت القيلولة والاستراحة .
وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلاً{25}
تروي الآية الكريمة بوادر قيام الساعة ( وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ ) , يخرج منها الغيم الابيض , وهو ما اشارت له الآية الكريمة { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ }البقرة210 , ( وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلاً ) , بعد تشقق السماء وخروج الغيم الابيض منها , تنزل الملائكة من السموات بصحائف الاعمال , على بعض الآراء .
الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً{26}
تقرر الآية الكريمة ( الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ ) , الملك الثابت لله تعالى , فتبطل ملكية الناس , ولا يبقى للناس الا اعمالهم { وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى }النجم39 , ( وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً ) , ذلك اليوم شديدا على الكافرين لما سينالون فيه شتى انواع العذاب والعقاب .
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً{27}
تنقل الآية الكريمة صورة عن ذلك اليوم ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ ) , من فرط الحسرة والندامة , ( يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ) , يقول بحسرة ومرارة ليتني سلكت طريق الهدى مع الرسول الكريم محمد "ص واله" .
يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً{28}
تستمر الآية الكريمة في موضوع سابقتها الكريمة ( يَا وَيْلَتَى ) , يستمر الكافر بحسرته وندامته داعيا على نفسه بالهلاك , ( لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً ) , ليتني لم اتخذ اخلاء من الكفار والمنافقين .
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً{29}
تستمر الآية الكريمة في موضوع سابقتها الكريمة ويستمر معها كلام الكافر بحسرة وندامة ( لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ ) , كل معاني الذكر مطروحة هنا , ( بَعْدَ إِذْ جَاءنِي ) , بعد ان وصلني وبلغ مداركي , وايقنت انه من الله تعالى , ( وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً ) , الشيطان اللعين سيخذل اولياءه انصاره ومريديه يوم القيامة .
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً{30}
تروي الآية الكريمة شكاية الرسول الكريم محمد "ص واله" ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي ) , يختلف المفسرون بشأن ( قَوْمِي ) , فلهم في ذلك عدة اراء منها :
1- قريش .
2- المسلمين , حيث تركوا العمل بمضامين القرآن الكريم .
( اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ) , تركوه كالبيت المهجور , خلا من ساكنيه .
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً{31}
تبين الآية الكريمة ( وَكَذَلِكَ ) , كما جعلنا لك يا محمد اعداء من قومك , ( جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ) , كذلك كان لكل نبي عدوا من الكفار "المجرمين" , ( وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً ) , لك ولمن تبعك من المسلمين , ( وَنَصِيراً ) , على اعدائك .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat