صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

الفساد, نتيجة غياب دور السلطة القضائية
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 السنوات العشر الأخيرة, كانت محملة بقصص الفساد والمفسدين, من وزراء هربوا بما حملوا, من دون حسيب, ومن أموال يتم هدرها تحت عناوين الأعمار , حتى النازحين لم يسلموا, فتم تبخر المساعدات بفعل فاعل, كهرباء استهلكت الموازنات وأعمارنا, من دون إن تصلح, فقط تزدهر حياة المسئولين عليها! في اغرب قصص الحياة, وزارات لا تنتج إلا قهرا, أوجدها نظام المحاصصة, إكمالا لأكل الكعكة, جسد المؤسسات الحكومية مصاب بسرطان مزمن, الفساد لا غيره.
الطبيب مهنة لإنقاذ المرضى من الهلاك, كذلك القضاء وجد لاجتثاث العناصر الفاسدة من حياتنا, لكنها في  العراق مهنة معطلة!
مثال عن الفساد, وزارة الكهرباء كانت مجرد منفذ لسرقة, كأنها مغارة علي بابا للصوص, منطقيا كان يمكن إصلاحها بالعام الأول, نتيجة توفر المال الكافي, لكن ها هي أكثر من عشر أعوام, ولم يتم انجاز الإصلاح, والمنظومة لا تعمل بشكل مستمر, بل ونستورد يوميا من دول الجوار بمبالغ كبيرة, بالإضافة لشبكة المولدات الأهلية, مجموع المبالغ التي تم تخصيصها لوزارة الكهرباء, إلى عام 2012 يبلغ 37مليار دولار! رقم عملاق يكفي لجعل العراق مكتفيا محليا, بكهرباء لا تنقطع, ودولة مصدرة للكهرباء, لكنها أموال اختفت بجهود المفسدين.
قد تناول الإعلام, الكثير من القضايا التي حصلت في مغارة الكهرباء, لكن القضاء العراقي كان في كهوف النوم, لم يفعل شيئاً لهؤلاء المجرمين, وهم يسرقون المال العراقي, عشر سنوات من التجاوز على المال العام, عمليات قرصنة تجري بشكل منظم,  الوزير الأول يعيش في الخارج كالملوك, بأموال تكليفه الوزاري, والمدراء المقربون كان لهم نصيب من الكعكة, وشركات ومكاتب وهمية شركاء في العلن, وساسة منافقون مجرد سماسرة, في سوق السحت, كلها تجري في العلن, فلا خوف من ملاحقات قضائية, إلا يعني هذا خلل فاضح في جسد البلد.
هذا حال واحدة من وزاراتنا, ونحن نملك كم مهول من الوزارات, فتخيل حجم الفساد المسكوت عنه, من قبل السلطة القضائية, اليوم عملية الإصلاح داخل السلطة القضائية من الأولويات, فلا ينفع التغيير في البرلمان والحكومة, من دون السلطة القضائية, وإلا تحول الحلم إلى سراب, كانت السلطة القضائية, جسد من دون فعل, نتيجة المحاصصة السياسية, التي أثرت على الفعل القضائي, فضاعت الحقوق طيلة عقد من الزمن.
لذلك التغيير في السلطة القضائية ضرورة قصوى, كي يمكننا أن نحلم بمستقبل زاهر, نكتب اليوم لننبه عن الخلل, وقد ينفع التنبيه. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/18



كتابة تعليق لموضوع : الفساد, نتيجة غياب دور السلطة القضائية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net