مخالفة آدم للنهي عن الأكل من الشجرة خطاء مذموم ام فضل ممدوح
الشيخ علي ياغي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ علي ياغي

بما نوجِّهُ ما ورد في القران الكريم من نسبة المعصية والنسيان والخطاء في القرآن الكريم الى نبي الله آدم عليه السلام
وكيف يمكن ان نجمع بين القول بعصمة الأنبياء ع ومنهم آدم ع وهذه النسب له ادم عليه في القران الكريم
الجواب على ذلك : فيما يخص النبي آدم عليه السلام
النهي عن الأكل من الشجرة كان اشفاقاً من الله تعالى على ادم عليه السلام بغض النظر عن ماهية الشجرة وحقيقة الشجرة
لان الأكل من الشجرة كان يرتِّبُ على نبي الله آدم عليه السلام مسؤلية جسيمة وتصدٍ للعيش في عالم مختلف عن عالمه الذي هو فيه فالهبوط من تلك الجنة الى الأرض (مع ان ادم في الحقيقة مخلوق ارضي) إني جاعل في الأرض خليفة
سيغير معادلات الحياة وستكون هناك فوارق مشهودة بين العالم الذي هو فيه قبل الاكل من الشجرة وبين العالم الذي يحل فيه بعد الاكل منها فأنْ يترك آدم حياة الدعة والراحة كما وصف القران الكريم عالمه الذي كان فيه
إنّ لك ان لا تجوع ولا تعرى وأنك لا تظما فيها ولا تضحى
اما العالم الذي يحل فيه آدم بعد الأكل فهو عالم المسؤلية والتكليف وتبليغ الرسالة وإقامة العدل ودفع شرور الغوي الرجيم و..................الخ
فعندما تصدى آدم للأكل من الشجرة لم يخالف ما يريده الله تعالى بل كان الأكل منها هو الموافقة لإرادة الله إذ آدم كما قلنا
مخلوق ارضي (خليفة) ومحله الطبيعي الذي أُعِدَ له هو الأرض
والمدخل لتحقيق هذه الغاية (سكنى الارض)هو ما كان من آدم عليه السلام -أي الأكل من الشجرة
-وبناء على ذلك
يُفسَّر النسيان والمعصية
والخطاء. إذ يقال في تفسيرها
وعهدنا الى ادم من قبل فنسي
ولم نجد له عزما و قوله تعالى : وعصى ادم ربه فغوى
أي أوصينا آدم بالاجتناب عن الأكل من الشجرة اشفاقاًعليه فترك هذا الاجتناب
وخالف عن الوصية العهد حبا بنا وتحقيقا لمرادنا واتعابا لنفسه بسبب ما نحب وما نريد وما يوافق حكمتنا وغايتنا من خلقه وخلق عالم السموات والأرض
وطلباً لرضانا والقرب منا فالنسيان بمعنى الترك والمعصية بمعنى الترك
وليس هو ترك للأولى إنما هو إجابة
لمرادنا وموافقة لمحبوبنا
وعملا بما يقربه منا
ونحن (ساحة المولى الجليل عز اسمه)
لم ننه عن الأكل من الشجرة نهي تحريم
إنما نهيناه عن الأكل منها نهي اشفاق وإرفاق وعطف وحنو
لكنه ترك رغبته في العيش الهنيء الرغيد الهانيء الوادع
محبة لنا وإجابة لغايتنا من خلقه وخلق الذرية منه فإنّ محلها الأرض
وغايتها التكليف والمسؤولية
وآلا
كيف يكون ترك الأولى او مخالفة الوصية الالزامية. موجباً للترقي والرفعة والاصطفاء
إذ يفرّع الله تعالى عن هذه الخطيئة والنسيان والمعصية الاجتباء والاصطفاء والمدحة العريضة لآدم عليه السلام
فهل يصح ان يقرّب الله العاصي والناسي والمخطيء
لأجل عصيانه ونسيانه وخطائه
هذا لايمكن ان نسببه الى الله تعالى الذي بجتبي من عباده المُخْلَصِين
ويختار من عباده اهل الصفوة والخلوص والنقاء والطهارة والطاعة التامة الكاملة
الذين هم عباد مكرمون يفعلون ما يؤمرون ولا يعصون الله طرفة عين
اما ما تذهب اليه المذاهب في تفسير المعصية والنسيان والخطيئة
بالمعنى الذي ينافي العصمة فهي تفاسير غارقة في الإسرائيليات الى الأذنين لا أجار الله الذاهبين مذهبها
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat