المالكي يقرن الأقوال بالأفعال
ماجد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماجد الكعبي

خمسة ايام استغرقتها زيارة السيد المالكي الى كوريا الجنوبية .. التقى خلالها بالرئيس الكوري لي ميونغ باك الذي ابدى رغبة كوريا بتمتين وتقوية العلاقات مع العراق بما يخدم مصلحة الشعبين كما ابدى رغبة واستعداد ومشاركة كوريا باعادة اعمار العراق وخاصة في مجالي الطاقة والاقتصاد .. انها استكمالا لكل المشاريع الطموحة التي اشرف عليها المالكي شخصيا رغم انه يتحمل الان ثقلا سياسيا ملفتا وهو يشرف على الوزارات الامنية التي لم تحسم تسمية وزراء لها حتى الان ، اضافة الى عبء الاشراف على قطاع الزراعة التي اطلق حملتها المعروفة وعبء قطاع الطاقة الذي اصاب البنى التحتية العراقية بوعكة بعد ان ذهبت وعود المسؤولين ادراج الرياح . ولان المواطن العراقي يثق كليا بالسيد المالكي ، فجاء التحرك سريعا وفعالا لانجاز المشاريع الحيوية المتعلقة بالخدمات .. السيد المالكي يعي جديا بان الاقوال يجب ان ترتبط بالافعال ، ولطالما كثرت احاديث واقوال المسؤولين العراقيين حول التقدم في الخدمات وسوف تتحسن الكهرباء في العراق وسوف يتحسن الوضع الاقتصادي وسوف وسوف .. السيد المالكي لا يتكلم بصيغة الـ ( سوف ) وهو حرف يختصّ بالفعل المضارع، ويفيد للمستقبل البعيد .. وهو مادرج على استخدامه بكثرة اغلب المسؤولين .. غير ان السيد المالكي لم يتقول او يتحدث بالسوف او السين .. بل اراد كما عهدناه ، ان يقرن القول بالفعل وهاهو يذهب الى كوريا حاملا هموم العراقيين الذين ملوا الانتظار وملوا الوعود وملوا احاديث بعض المسؤولين اللا مسؤولة .. المالكي يضع النقطة على الحرف وينطلق الى كوريا ليقول كلمته التي وعد بها العراقيون في مناسبات كثيرة اهمها الحديث المهم والقيم الذي القاه في زيارته الى الجامعة التكنولوجية في بغداد حينما اكد على انه سيقوم شخصيا بزيارة الى كوريا من شانها ان تغير كثير من المسارات التي سيلحظها العراقيون قريبا .. ان اهتمام السيد المالكي وهو رئيس وزارء العراق بملفي الطاقة والاقتصاد ، يجيء عن حرص واهتمام وثقة بالمستقبل وثقة بالاقتصاد العراقي المتمكن الذي لا يمكن ان يعيش ابناؤه وضعا مزريا في بعض مفاصله .. انه يحمل على عاتقه مهمة بناء الدولة العصرية التي وعد بها وجعلها في متناول اهتماماته .. ان زيارة المالكي لكوريا الجنوبية تحمل بين طياتها الكثير من حالات النجاح لا سيما فيما يتعلق بنقل التجربة الكورية التي مرت بنفس الظرف الذي يمر به العراق عندما قرر الشعب الكوري ان يسابق الزمن ويبني دولته العصرية العملاقة في التكنولوجيا والاقتصاد الذي بات ينافس اقصادات دول كبرى .. انها التجربة التي يسعى السيد المالكي من الاستفادة منها مادامت كل الامكانات الاقتصادية والبشرية متوفرة في العراق اضافة الى نقل الخطط الاقتصادية في مجالات الاستثمار والتصنيع واستغلال الموارد .. انها بلا شك تندرج ضمن اهتمامه برفع مستوى الخدمات وتحسينها للشعب والتي طالما ظلت شماعة يعلق عليها اعداء العملية السياسية امالهم في افشال الحكومة وانهيار حكومة الشراكة الوطنية . لقد حقق المالكي في زيارته لكوريا الجنوبية ما لم تحققه الوعود والاحاديث المعسولة التي ظلت تدور في دهاليز الفضائيات وقاعات الاجتماعات .. ومما يؤكد نجاح الزيارة هي شهادة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية من احدى الجامعات الكورية وقد اثنى رئيس الجامعة كثيرا على السيد المالكي في كلمة منح الشهادة ، حينما قال بان الجامعة منحت شهادة الدكتوراه لجهوده في بناء دولة القانون العصرية واسهاماته الفعالة في ارساء قواعد الامن والاستقرار من خلال تبني مشروع المصالحة الذي كان مشروعا وطنيا ضد الطائفية ومشروعا للنهوض بالعراق الجديد .. انها رحلة الوفاء للشهداء وللفقراء وللاوفياء ، انها بداية مرحلة تاسيس الدولة العصرية بلا شك ..
majidalkabi@yahoo.co.uk
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat