حتى يحبوكم لله ولقرابتي
سيد صباح بهباني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سيد صباح بهباني

بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) الشورى/23
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)الأحزاب/33.
وقوله: «ويتولونهم» أي: يحبونهم، من الولاية بفتح الواو وهي المحبة، وقوله: «ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم » أي: يعملون بها ويطبقونها «حيث قال يوم غدير خم» الغدير هنا مجمع السيل (وخم) قيل: اسم رجل نسب الغدير إليه، وقيل: هو الغيظة، أي: الشجر الملتف، نُسب الغدير إليها لأنه واقع فيها .
وهذا الغدير كان في طريق المدينة مر به النبي صلى الله عليه وسلم في عودته من حجة الوداع وخطب فيه، فكان من خطبته ما ذكره الشيخ (أذكركم الله في أهل بيتي) أي: أذكركم ما أمر الله به في حق أهل بيتي من احترامهم وإكرامهم والقيام بحقهم .
«وقال أيضًا للعباس عمه» هو العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف «وقد اشتكى إليه» أي: أخبره بما يكره «أن بعض قريش يجفوه» الجفاء ترك البر والصلة «فقال» أي: النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده) هذا قسم منه صلى الله عليه وسلم (لا يؤمنون) أي: الإيمان الكامل الواجب (حتى يحبوكم لله ولقرابتي) أي: لأمرين :
الأول: التقرب إلى الله بذلك؛ لأنهم من أوليائه .
الثاني: لكونهم قرابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي ذلك إرضاء له وإكرام له. «وقال» النبي صلى الله عليه وآله وسلم مبينًا فضل بني هاشم الذين هم قرابته: (إن الله اصطفى) أي: اختار، والصفوة الخيار (بني إسماعيل) ابن إبراهيم الخليل رضي الله عنه (واصطفى من بني إسماعيل كنانة) اسم قبيلة، أبوهم كنانة بن خزيمة (واصطفى من كنانة قريشًا) وهم أولاد مضر بن كنانة (واصطفى من قريش بني هاشم) وهم بنو هاشم بن عبد مناف (واصطفاني من بني هاشم) فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار ابن معد بن عدنان .
والشاهد من الحديث: أن فيه دليلًا على فضل العرب، وأن قريشًا أفضل العرب، وأن بني هاشم أفضل قريش، وأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أفضل بني هاشم، فهو أفضل الخلق نفسًا، وأفضلهم نسبًا، وفيه فضل بني هاشم الذين هم قرابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
ولأن الله ورسوله قد أمرا بحبهم، قال تعالى: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) الشورى/23
(ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال يوم غدير خم: (أذكركم الله في أهل بيتي)...
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
حب الله وحب رسوله وحب آل البيت
وحب من يحبهما تجد فيها راحة القلب وسعادته ...
ومتى ما أصبح القلب
معمورا به فإنه قلب سعيد وإن كثرت
همومه وغمومه ..وهو من أعظم نعم الله
على عباده ..إلا أن البعض شكره بصرف حبه للدنيا وملذاتها فقط ..لا نحن نحب الله ونحب نبيه المصطفى وكافة النبيين ونحب أهل بيته المصطفى صلى الله عليه وآله ونحب أصحابه التابعين والعاقبة للمتقين ويداً بيد لنزرعة بذرة الحب لحصد الصفاء والتآخي والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب المربي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat