هل ينجح (العبادي) في ثورته على الفساد؟!
علاء كرم الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علاء كرم الله

العراق ليس وطنا عاديا فهو عرق الكرة الأرضية ومهد الحضارات ومنبع الرسالات ولأن ثلثي خزائن الله هي في أرض العراق لذا فهو شغل الدنيا وملأ الناس ليس الآن ولكن منذ أزمان بعيدة! ومنذ عام 2003 ولحد الآن والعالم كله مشغول بالعراق بسبب ماجرى فيه وما يجري ولا يمر يوم ألا وهناك حدث وحديث في العراق!! والعراق منذ الأحتلال الأمريكي له يعتبر مادة دسمة للأعلام خاصة بعد أن جعله الأمريكان جبهة الصد الأولى للأرهاب! (وسفنجة) لأمتصاص كل أرهاب العالم وجعل العراق موطنه الأول!!، والشيء المؤلم أن غالبية العراقيين يعرفون جيدا بأن نهاية كل هذه الفوضى والحروب الداخلية والخارجية في التصدي لأرهاب عصابات (داعش) هوتمزيق وتفتيت نسيجه الأجتماعي ثم تقسيمه على ضوء المخطط الأمريكي الغربي والذي صرح به الكثير من المسؤولين الأمريكان منذ أحتلالهم العراق!!؟.وأسوء ما واجه العراق من مآسي وكوارث منذ الأحتلال الأمريكي و سقوط النظام السابق هو الفساد وسرقة المال العام، وقدرت أحدى المؤوسسات الدراسية الخاصة حجم الأموال المسروقة والمال المهدور في العراق منذ الأحتلال الأمريكي للعراق بأكثر من 750 مليار دولار!!! وتعتبر فترة الحكومة السابقة حكومة المالكي من أسوء فترات الحكم هدرا للمال العام وأستقواء وأستشراء الفساد! ففيها هدر المال والدم العراقي بشكل رخيص وعم الفساد وزاد الظلم كثيرا!. ليس العراقيين من ينظرون الى رئيس الحكومة (العبادي) بعين الأحترام والتقديرحسب بل العالم أجمع لأنه أثبت بأنه وخلال المائة يوم من حكمه! قادر على أجراء الكثير من التغييرات بعد أن راقب الحميع قراراته التي أصدرها والتي حازت على رضا غالبية العراقيين! وهذه حالة لم يألفها المجتمع العراقي المعروف بعدم رضاه على حكامه!!!. فقد تعلم هذا الرجل الصبر والحكمة وطول البال من الأنكليز!!( خريج جامعات بريطانيا وعاش فترة طويلة من الزمن هناك) وتعلم منهم الدبلوماسية المقرونة بقوة العقل والمنطق. عرف رئيس الحكومة (العبادي) أن القضاء على الفساد هو ليس بداية الأنتصار على (داعش) حسب بل هو بداية الشروع لبناء الأنسان العراقي وبناء الوطن على السواء، فعزم على ذلك وتوكل على الله وعلى العراقيين الشرفاء ولبس الكفوف ووضع كمامة على فمه وأنفه واضعا يديه أولا! على المؤوسسة العسكرية بكل تفاصيلها ليكتشف بأول تفتيش بأن هناك أكثر من خمسين ألف!!!! من الاسماء الوهمية المسجلة على ملاكات الفرق العسكرية( التفتيش شمل 4 فرق عسكرية فقط من مجموع 14 فرقة!!) والذين يطلق عليهم (الجنود الفضائيون)، حيث تبين أن هذه المؤوسسة التي يجب أن تكون سور الوطن الحقيقي والقوي والأمين ماهي ألا واحدة من أكبر بؤر الفساد!!( طوفة للحرامية وسراق المال العام) وفي هذا السياق (((أعلن مكتب المفتش العام في وزارة التربية الكشف عن 500 وثيقة دراسية مزورة تابعة لموظفين بالاسماء لا وجود لهم بين كوادر الوزارة(فضائيين)!! كما ذكرت وسائل الأعلام عن وجود 175 موظفا دبلوماسيا بشهادات مزورة!!))).وقد أعلن رئيس الحكومة وبصريح العبارة من كربلاء عند تفقده لزوار أربعينية أستشهاد الأمام الحسين (ع) ، بأن الحيتان الكبيرة لن تخيفه وسيطارد ويحارب الفاسدين حتى ولو كلفته تلك الحرب حياته!!!. أن الثورة التي يقودها العبادي على الفساد أصابت كل اللصوص والحرامية وسراق المال العام بالزحارالشديد وسببت صداعا مزعجا للحيتان الكبيرة!!! التي كانت تتصور بأنها أنصاف آلهة ولا يجوزولا يحق لأحد المساس بها أبدا؟!.وهنا لا بد من الأشارة وبكل التقدير والأحترام الى فضائية البغدادية المنبر الحر العراقي الحقيقي ولسان حال العراقيين، ولكل كادرها ونخص منهم الزميل المبدع (أنور الحمداني)، هذه الفضائية التي كان لها دور كبير في تأشير الفساد وفضح الفاسدين في هذه الدائرة وتلك المؤسسة. ولأن العراق صار ومع الأسف من اكثر دولا العالم فسادا،(((ولأن الفساد تجذر بالعراق وبشكل خطير و صار له حيتان كبيرة ومافيات مرعبة فأقترح أصدار قانون يسمى (بقانون أجتثاث الفساد والفاسدين ويكون تحت أشراف رئيس الحكومة حصرا!))). نعود الى صلب الموضوع فما دمنا نتكلم عن الثورة التي يقودها العبادي ضد الفساد والفاسدين نرى أن موضوع أجتثاث هؤلاء الفاسدين لا يكون بأحالتهم على التقاعد أو فصلهم من وضائفهم! فتلك تكون اكبر مكافأة لهم؟!! فالصحيح هو أتخاذ كل الأجراءات القانونية بحقهم وأولها مصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة، ثم أحالتهم للقضاء لينالوا جزائهم العادل. كما ويتم التأكيد والتنسيق مع الشرطة الدولية(الأنتربول) لملاحقة اللصوص والسارقين الذين هربوا خارج العراق؟!, وخاصة أؤلائك الذين تقاضوا اموال كبيرة مقابل بيع الموصل!! وتسليمها الى عصابات (داعش) الأجرامية، مهما تكن رتبهم ومناصبهم وأنتمائاتهم العشائرية والدينية والحزبية!. وهنا لا بد من الأشارة ( أن الفريق الركن علي غيدان قائد القوات البرية وأحد المتهمين بالتخاذل والتواطؤ والذي تحوم حوله الشبهات بأنه واحد من الذين كانوا وراء سقوط الموصل بيد مجرمي (داعش) تعرض لأعتداء من قبل بعض الشباب العراقيين عندما شاهدوه في أحد المولات في تركيا!!!) نقلت ذلك فضائية البغدادية بالصورة عن احدى الوكالات الأجنبية. ورغم هذه الثورة الرائعة والكبيرة التي يقودها (العبادي) ومعه الشرفاء من أبناء هذا الوطن ضد الفساد والفاسدين والتي تحظى بتأييد كل العراقيين، ولكن لوحظ ان الخوف لا زال يلازم الكثيرين ممن يعرفون أسماء من سرقوا هذا الوطن!؟ وقد لاحظ الكثير من العراقيين ممن يتابعون برنامج ستوديو الساعة التاسعة الذي تبثه فضائية البغدادية والذي يحظى بمشاهدة ومتابعة كبيرة من العراقيين، لاحظوا كيف تردد وتلعثم!!؟ (الدكتور سلام الزوبعي/ نائب رئيس الوزراء السابق) عندما أستضافته البغدادية ليتكلم ويفضح السراق وهو المتطوع بذلك!؟ ولكنه تردد وأمتنع في اللحظة الأخيرة؟!!، ونفس الشيء حدث مع (الشيخ وسام الحردان) قائد صحوة العراق الذي تلعثم وتردد عن كشف أسماء من كانوا يبيعون السلاح من مكتب وزيرالدفاع السابق(سعدون الدليمي)!! في حكومة المالكي . ويبدوا أن الحيتان الكبيرة لا زالت قوية ومرعبة ومخيفة، ولا تخاف الحكومة ولا القضاء ولا كل أجهزة الدولة العسكرية والأمنية والأستخبارية!؟ لأن الكثير من هذه الحيتان هم وجوه بارزة في المشهد السياسي العراقي ومعروفة من قبل الشارع العراقي وكان لهم (طنة ورنة) خلال السنوات العشر التي مرت على العراق ولازالت؟!!. أخيرا نقول أعان الله (العبادي) على ما تركه له سلفه المالكي!! من ميراث وأرث ثقيل ومخزي!!. أكرر دعوتي ورجائي والذي هو رجاء كل العراقيين وقد ذكرته في مقال سابق هنا: بـأن يخرج (العبادي) من عباءة الحزب وليشمل بثورته الكبيرة هذه حزبه أولا!! لربما سيجد فيه أناس أندسوا في صفوف الحزب في غفلة من هذا الزمن و الفوضى وهم أس البلاء والخراب والفساد!!!. والله ناصر الحق ولو بعد حين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat