صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

نعم إنه العُراق , فارفعوا عين العراق!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العُراق يُقارع الأزمان والخطوب , فهو وجودٌ مُقارع , وصوتٌ مُصارع , وفعلُ أمرٍ ومُضارع , ومرفوع عين لا مَكسورها , وبالأمجاد بارع. 
 
العُراق لن يتخلى عن حرف من حروفه , أو نقطة من نقاطه , ولن يتنازل عن ذرة من جباله وسهوله ووديانه وصحرائه.
 
العُراق نبض الكينونة في قلب الأرض المتصل بأسباب الوجود الكوني والحياة المطلقة , برحاب الإمتدادات الكائنة في فضاءات اللامنتهي والأبد.
 
العُراق نقطة أزل , ولحظة صيرورة , ومهماز إبتداء لحياة أريد لها أن تدوم , برغم الأسباب التي تحاول أن تدمرها , وتمنعها من الخطو إلى أبعد من حدود الزمان.
 
العُراق رحم الولادات الإنسانية ,  ومهبط الأفكار السماوية , وأنوار حضارية إنتشرت في المعمورة وشيدت رموزها الإبداعية المتنوعة.
 
العُراق جوهرة الأرض وقلبها وعزيز تربتها , وصميم أصلها وقوتها ومفتاح خزائنها , ومِقود سفينتها في بحار الكون الهائجة.
 
العُراق تحققت فيه أولى خطوات البشرية وأول علاقة حب إنسانية. 
 
العُراق الذي أصغى لصرخة أول طفل أنجبته حواء , واحتضنه ورعاه وشحنه بالطاقات اللازمة للنماء والبقاء.
 
العُراق جذبَ سفينة الحياة في زمن الطوفان وأمسك بها , ووفر لمن فيها منطلقات الإبتداء الجديد على أرض دافئة حنونة معطاء.
 
العُراق ترعرع على تربته أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام , وحمل راية ربه إلى البشرية وأعطاها لأبنائه من بعده.
 
العُراق تخاطب السماءُ الأرضَ بلسانه , وتبارك فيه الفعل الصحيح , وتعاقب على الفعل القبيح.
 
العُراق أبو الحياة والحضارات , وحاضن الصيرورات والإبتداءات الإبداعية.
 
العُراق يحمل راية العدل والحرية والرجاء , والنقاء والمحبة والألفة والصفاء , وفيه بذور أنوار السماء.
 
 العُراق رأس الأرض وعنقها وقلبها , ومصدر قوتها وقدرتها على الدوران.
 
العُراق أول الأوطان , ومنبع الجنان , ومبعث الحب والأشجان , ورائد البناء والعمران.
 
العُراق  أوجد سومر وأكد وآشور وبابل وحضارات عريقات قبلها , وإستقطب طاقات الفعل البشري الخلاقة لصياغات تأريخية , ذات آثار عظيمة تفخر بها الأرض وتباهي معالم السماء.
 
العُراق مبعث الفتوحات الإسلامية , وموطن بهاءات الحضارة العربية , وعلى ثراه ترعرع المجد الإسلامي , وتعاظم الوجود الفكري والعطاء الإبداعي الأصيل , الذي أغنى البشرية وأخرجها من الظلمات إلى النور.
 
العُراق تتكلم كل ذرة من ترابه عن دورها في الحياة , وتجلياتها وتفاعلاتها مع الأحياء , التي مرت على هذه البقعة الكريمة المباركة , الغنية بالخير والفضل والأمل والحب والرجاء.
 
العُراق يحكي فيه كل شارع وبيت وحارة عن تأريخ مشرق وضوء فكري ساطع , أنار دروب البشرية وفتح لها مغاليق أبواب المعرفة والإدراك والوعي السامي الصحيح.
 
العُراق يحتضن في تربته أئمة الدين والدنيا , ورايات المجد والحرية والعز والبركة والإيمان , 
وطن القباب الذهبية والمنائر التأريخية الواقفة بجلال تباهي النخيل , وتدعو البشر للإرتقاء بروحه ووعيه إلى حيث السماء الرائعة وصوت الله الخلاق العظيم.
 
العُراق بلد النخيل والمياه والسهول والجبال , والحب والحنان والرأفة والرحمة والأمل والسناء.
 
العُراق درة الأرض وبسمتها وصوتها المتناغم مع صوت السماء.
 
العُراق وطن تنساب فيه الحكايات والألوان مصهورة في بودقة الرافدين ,  وشعبه  سبيكة إجتماعية لا تذوب ولا تنفصل عناصرها عن بعضها , لأن جينات إنسانها متمازجة بعزيمة تأريخية مطلقة ومتماسكة بشدة , لتصنع وجودا شعبيا فولاذيا وقوة تدحر صولات القوى والقدرات العدوانية.
 
العُراق وطن البهجة والإمعان , وسراج الأزمان , وحلة الدنيا والأكوان.
 
العُراق العُراق!!
 
فهل تعرفون قيمة العُراق ,  ودور العُراق , وروح العُراق , وقلب العُراق؟!!
 
العُراق وطن الأوطان , وحُلة الأزمان, يبقى العُراق وتتهدم الجدران , ويتهاوى من عليائه البهتان!!
 
هكذا التأريخ يحكي , فالعُراق للعًراق , وكلّ غيمة تلقي بحملها وترحل ويبقى العُراق!!
 
فاستفيقوا من أهاويل الإفتراق!!
 
نعم إنه العُراق , فارفعوا عين العراق!!!
 
31\12\2007

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/14



كتابة تعليق لموضوع : نعم إنه العُراق , فارفعوا عين العراق!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net