صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

لماذا المجلس الاعلى؟!
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد مخاض عسير, ومباحثات مضنية, تشكلت الحكومة العراقية.
جاءت الحكومة الجديدة, ملبية لتمثيل كل المكونات تقريبا, لينتهي الحديث عن التهميش والإقصاء.
وما أن أُعْلِنَ عن التشكيلة الوزارية, حتى بدأت حملة شعواء وممنهجة, تستهدف ممثلي المجلس الاسلامي الاعلى في الحكومة, وكأن الحكومة لم تتشكل إلا من هؤلاء الممثلين.
راح المرجفون, يستخدمون إسلوب المكر المبطن, لتحريف كلام المرجعية, فهم يدعون ان المقصود بكلام المرجعية "المجرب لا يجرب" هو ان كل من تسنم منصب, لا يجوز له العودة له, ويضيفون ايضا: بان المجلس الاعلى يدعي –حسب قولهم- انهم ابناء المرجعية, وإن الأولى بأبناء المرجعية أن يتبعوا كلامها.
هنا لابد أن نقف بحيادية, لتحليل الموقف, وقراءة المشهد, بعين الطالب للحقيقة, وبفكر المنصف, الطالب للصواب.
فأما القول من معنى المجرب لا يجرب, يجعلنا نقف أمام سؤال, هل أن كل مجرب لا يجرب؟ هل أن كل من تسنم موقعا حكوميا, ونجح في إدارته, لا يجرب ايضا؟!
المنطق والعقل, لا يقبلان بهذا الكلام, فكيف أن من ثبُتَتَ كفاءته ونزاهته, لا يمكن أن يعاد تكليفه مرة اخرى, وان المرجعية هي سيدة المنطق, والمسددة للصواب, فمن باب الأولى, أنها لم تعني تغيير الكفؤين حتما.
من جانب اخر, المجلس الأعلى يملك ثلاث مسؤولين تنفيذين (وزراء), ومسؤول تشريعي واحد, وهؤلاء الاربعة معروفون لجميع الناس, وكل العراقيين, يعرفون ان هؤلاء الاربعة, لم يتسلموا اي منصب في حكومة (2010-2014), ماعدا السيد عادل عبد المهدي, والذي تسنم منصب نائب رئيس الجمهورية, ذاك المنصب الذي تركه, استجابة لتوجيهات المرجعية, التي اوصت بتقليل عدد نواب رئيس الجمهورية.
لو قيمنا أداء أعضاء المجلس الأعلى الذين تسنموا مناصب في حكومة (2006-2010), أو الحكومات الانتقالية التي سبقتها, فجميع أعضاء المجلس في تلك الفترة, إتسمت وزاراتهم بالأداء الناجح, ومحاربة الفساد, وكان السيد باقر جبر الزبيدي, مثالا للوزير النزيه والكفوء, عندما كان وزيرا للمالية, وهذا بشهادة منظمة الشفافية العالمية.
يتضح من القراءة البسيطة السابقة, إن هناك إستهداف عمدي, من قبل جهات معينة, لتشويه صورة رجالات المجلس الاعلى. فالمجلس يُعَدْ رائد التغيير الذي حصل في 2014, وهو التشكيل الأبرز, الذي أصر على إعادة ترميم التحالف الوطني, وجعله مؤسسة قوية, كفيلة بإنضاج حكومة قوية, بقيادة هذا التحالف.
إن الفاشلين, الذين ثبت فشلهم في الفترة السابقة, يحاولون أن يتصيدوا بالماء العكر, لغايات لا أخلاقية, بتسقيط المنافسين السياسيين البارزين, بعد أن خسروا كل أوراقهم, وأُسقط ما في أيدهم من متاع. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/17



كتابة تعليق لموضوع : لماذا المجلس الاعلى؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net