الصفحة الرئيسية
أخبار وتقارير
المقالات
ثقافات
قضية رأي عام
اصدارات 
المرئيات (فيديو)
أخبار العتبات
أرسل مقالك للنشر


صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

أعمار الحركات!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



لكل حركة زمن تقضيه وتنتهي إلى حيث السكون.

الحركة قد تكون فيزيائية أو فكرية أو عقائدية وفنية , وغيرها الكثير من مشارب وتصورات ونوازع وتطلعات النفوس الأمّارة بالسوء والبغضاء , التي تنهض في أعماق البشر وتستحوذ على وعيهم وتستعبدهم , فيدورون في فلكها كالمخمورين السكارى بما يعصف في كياناتهم المُصادرة , وعواطفهم وإنفعالاتهم المتأججة.

والتأريخ يؤكد ظهور الحركات الدينية المتتابع , ولفترات تتناسب وقدراتها التواصلية والتحشيدية والنمائية , لكنها جميعا تسلك ذات الطريق المعفر بالخطايا والآثام , التي تقترفها بدعوى أنها تنفذ إرادة ربها , وتقيم عدله وهي قضاءه وقدره.

وقد كان هولاكو يتحدث بذات المنطق في جميع رسائله إلى ملوك وأمراء البلدان التي فتك بها , ومن عباراته : "باسمك اللهم باسط الأرض ورافع السماء....أنّا نحن جند الله في أرضه , خَلَقنا من سُخطه وسَلّطنا على مَن حلّ به غضبه....وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون....وقد ثبت عندكم أنْ نحن الكفرة , وقد ثبت عندنا أنكم الفجرة , وقد سَلّطنا عليكم مَن له الأمور المقدّرة والأحكام المدبّرة" (من رسالة هولاكو إلى السلطان قطز سلطان مصر).

ومن رسالته إلى المستعصم بالله : " إن الله الأزلي رفع جنكيز خان ومنحنا وجه الأرض كله من الشرق إلى الغرب , فكل مَن سار معنا وأطاعنا واستقام قلبه ولسانه , تبقى له أمواله ونساؤه وابناؤه , ومَن يفكر في الخلاف والشقاق لا يستمتع بشيئ من ذلك".

وهكذا يبدو في منطق هذه الحركات أنها تعيش حالة الوهم الكبير الذي يتسيّد عليها , ويصيبها بإضطرابات في التفكير والعواطف والإنفعالات , فتندفع كالعواصف الهوجاء , حتى تهدأ بغتة وقد أصيبت بمقتل.

ولا تخلو حقبة زمنية من هذه التوجهات التدميرية البشعة , التي تحل بالأرض وكأنها الزلازل والبراكين الثائرة , لكنها رغم وحشيتها ودمويتها تزول وتمضي الحياة وفقا لسياقاتها الابدية , ولن يدوم فيها إلا ما ينفع الناس.

 وبما أن هذه الحركات لا تقدم إلا الضرر والأذى , فأنها وفقا للقانون الكوني العام لابد لها أن تزول , لأنها تتسبب في صناعة آليات وقدرات القضاء عليها , وفقا لقانون "لكل فعل رد فعل , يساويه في المقدار ويعاكسه في الإتجاه" , وكلما إزدادت بشاعة سلوكياتها فأنها تحقق إختصارا كبيرا لأعمارها.

ولهذا فأن بعض الحركات التي توهّمت بأنها تمكنّت وتسيّدت , وراحت تقوم بأعمال مناهضة للقيم والأعراف الإنسانية والسلوك الآدمي , قد وضعت نفسها في زوايا خانقة لا مخرج لها منها , وأن نهاياتها ستكون قريبة حتما , إلا إذا كانت هناك قدرات أخرى تؤازرها وتديم زخمها وتعزز قوتها التدميرية من أجل مصالح بعيدة المدى , ووفقا لفلسفات ونظريات الحرب العالمية الرابعة , التي تدور رحاها في بلدان الدول الفاشلة , والتشظيات الغافلة.

و"إنّا من المجرمين مُنتقمون" السجدة:22
و " إنّ الله يمهل ولا يُهمل".

وتلك قوانين التواصل السرمدي فوق أرض تدور ويتبدل ما عليها , والكون ثابت المقادير ودقيق الخطى ومنضبط الحركة , ولن يتمكن مَن يدور في أفلاكه الصغرى أن يغيّر نواميسه الكبرى المطلقة القدرات.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/14



كتابة تعليق لموضوع : أعمار الحركات!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ£ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¯ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ®ط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â€ڑآ¬أ¢â‚¬ع† ط·آ·ط¢آ¸ط·آ¦أ¢â‚¬â„¢ط·آ·ط¢آ¸ط·آ«أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¯ ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ§ط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â€ڑآ¬أ¢â‚¬ع†ط·آ·ط¢آ·ط·آ¹ط¢آ¾ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ­ط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â€ڑآ¬ط¹â€کط·آ·ط¢آ¸ط£آ¢أ¢â€ڑآ¬ط¹â€ک : 4 + 1 =  



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net