رسالتي للاستاذ محمد ناجي محمد
نبيل محمد حسن الكرخي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نبيل محمد حسن الكرخي

(( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)) صدق الله العليِّ العظيم.
اقول لك يا استاذي العزيز كلاماً مختصراً ومفيداً ، ومنك الى كل اهل بدر وجميع اعضاء مجلس النواب الموالين ... انتخبتك انت شخصياً ، وقبيل الانتخابات روّجت لك فيما تمكنت منه عبر صفحات مجاميع الفيسبوك وصفحاته الخاصة بي ، وكذلك بين اصدقائي ومعارفي ، والتقيت بك مع ثلة من المؤمنين وتحاورنا معك واختبرناك وخبرناك انساناً مؤمناً جديراً بالثقة والمسؤولية ، وقد بيَّنتَ لنا انَّكَ من المتمسكين بمرجعية سماحة المرجع الاعلى السيد السيستاني (دام ظله الوارف) ولا سيما في القضايا السياسية ، ووعدتنا باستمرار التمسك واستمرار موقفك هذا كجزء من مسيرتك الايمانية والجهادية الرائعة وشخصيتك القويمة في إطار الولاء لآل البيت الاطهار (عليهم السلام) ، ونحن بناءاً على وعدك وكلامك الصريح في هذا الخصوص وضعنا ثقتنا بك.
اليوم المرجعية العليا لسماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف) بيّنت بما لا يقبل اللبس انها تدعو الى عدم التشبث بالمواقع والمناصب ، وجنابك يعلم جيداً ماذا يعني هذا التوجيه الشريف وابعاده. فماذا سيكون موقفك وموقف كل السياسيين المتجحفلين معك ممن يظهرون الالتزام بالمرجعية العليا وتعاليمها ؟
الا تعلمون ايها الاخوة اعضاء مجلس النواب المنتخبون في دورته الحالية ان موقفكم اليوم على المحك ، فالذين يظهرون الولاء للمرجعية العليا عليهم ان يعلموا ان الناس لن يثقوا بهم بعد اليوم اذا وقفوا موقفاً مناهضاً للمرجعية العليا او لا مبالياً بتوجيهاتها ، وانهم يغامرون بمستقبلهم السياسي اذا لم يرضوا الجماهير الموالية للمرجعية العليا ، وان ورائهم دورات انتخابية عديدة قادمة إنْ شاء الله سبحانه ، وان تمسكهم بمواقفهم الحالية التي يساندون فيها المتشبثين بالمناصب يعني انهم يتجهون بمستقبلهم السياسي نحو الهاوية.
لقد عرف العراقيون المرجعية العليا المباركة وخبروها جيداً وعرفوا انها الجهة الوحيدة التي تحرص بدون مقابل على مستقبلهم ومستقبل وطنهم ووحدته. وانها الجهة الوحيدة صاحبة الرؤيا الثاقبة الحكيمة. وانها الجهة الوحيدة التي ترعى العراقيين جميعاً رعاية ابوية تجعلها حريصة على نصحهم وردعهم ردعاً ابوياً اذا رأت من بعضهم الاتجاه في غير طريق الصواب.
المرجعية العليا لسماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف) انقذت العراق من ويلات الاحتلال ، وتوجيهاتها المباركة هي التي اخرجت العراق من مأزق الاحتلال ومن مأزق الدستور المكتوب امريكياً والذي كان يراد ان يفرضونه عليه ومن مأزق النظام السياسي والاشخاص غير المنتخبين الذين كان يراد لهم ان يفرضوا على العراقيين ليتحكموا بمقدراته ، ام ترانا نسينا سريعاً المؤامرات والمخططات الامريكية تجاه العراق والعراقيين والتي كانت ممتلئة شراً وتسلطاً وهيمنة علنية وقحة.
والمرجعية العليا المباركة هي التي وقفت سداً منيعاً بوجه الانهيار العسكري والمعنوي والنفسي الذي تعرض له الجيش العراقي والشعب والجماهير العراقية بعد تسلط ارهاب داعش على الموصل الحزينة. ولولا فتوى الجهاد المقدس لكان الانهيار اكبر والاجتياح الارهابي افدح واخطر.
واما قضية الاستحقاقات الانتخابية فلا يصح لها ان ترفع كقميص عثمان من قبل مؤمنين موالين للامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) ، ولا ينبغي لها ان تكون كذلك ، ما دامت الارادة العَلَويّة تناهضها وتقف بالضد منها ، وبلا شك فإن المرجعية العليا المباركة هي الامتداد الطبيعي لخط الامامة المقدس ، وانها هي ممثلة الارادة العَلَويّة التي لا ينبغي ان يكون في مقابلها اية راية اخرى او اية ذريعة اخرى ، فلا قميص عثمان ولا مزاعم استحقاق انتخابي يمكن ان يقف بإزائها او بالضد منها ، ما دمنا نعلم جيداً ان التمسك بقميص عثمان والتشبث بالمواقع والمناصب سوف يمزق الوطن ويعرض الشعب للمزيد من مخاطر الارهاب وتغلغل التسلط الاجنبي (مخابرات آل سعود وآل ثاني والاتراك والصهاينة) ومخاطر تقسيم الوطن.
واخيراً اختصر الكلام واقول لجنابك ايها الاستاذ العزيز والاخ الكبير محمد ناجي محمد ، يا ابو جاسم العسكري ، اقول لك وانا حريص على استمرار مسيرتك الايمانية والجهادية لكي تكون عوناً لنا ولكل المؤمنين في طريق تحقيق السعادة لهذا الشعب الجريح:
امامك فانظر اي نهجيك تنهج ... طريقان شتى مستقيم واعوج
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat