صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

المايوه الأزرق على جسد أبيض!!
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نحن شعب العراق العظيم,أبناء الزنازين والأقبية المظلمة والعذابات ,وعبيد الدكتاتوريات المتصارعة,ما أن تسقط دكتاتورية حتى تأتي أختها ,تلعنها وتأخذ مكانها وسلطانها وثقافتها وسلوكها القذر والحقير.
أتوقع في بلدي العراق الكثير من المصائب ,ولا أحتاج دليلا لذلك,لكني حين تضرب قلبي صعقة من عراقي لاأملك إلا أن أبكي في سري على الأقل,وأقول لكم ..العراقي يتحول في لحظة الى (نبي) ,وفي أخرى من أولاد ( الشمر بن ذي الجوشن) الرجل الذي يتلقى اللعنات من أناس تضطرهم الظروف ليكونوا أسوأ منه بكثير.
من هو الحسين في وطني؟ ,ومن هو الشمر؟,ولاعلاقة للموضوع بالسيد يزيد فهو خارج نطاق التغطية!!
اليوم صباحا ,وكنت متوجها الى مدينة الكاظمية في جانب الكرخ الذي لا أدخله إلا حين أرتكب حماقة ,لم أكن أنوي زيارة مرقد الكاظمين,وكنت أرغب في إكمال مهمتي لأهرب الى الجانب الآخر من دجلة( كرهي للكرخ لايعني حبا بالرصافة).
إعترضتني دورية عسكرية تستخدم الهمرات الأمريكية على طريق مطار المثنى ,ثم لحقت بي دراجة نارية,لرجل مرور,وبدأت المشكلة حين أخذ الرجل أوراق السيارة ,ثم حاولت أن أتخلص من سطوته بطريقة واقعية ,لكنه إتصل بقوات المرور المتجحفلة هنا وهناك,مكتشفا إن أبا مصعب الزرقاوي ( هو أنا)!!!!!
لاأعرف إن كان بالإمكان لمن يصل الى مرتبة وظيفية تتيح له التسلط على رقاب الناس أن يلتزم بالمعايير الأخلاقية والإنسانية ولايحتكر السلطة له ,كما يفعل أغلب حديثي النعمة في وطني ..
رجل برتبة عميد شرطة يقول لصحفي عراقي ..أنا أشحطك! والشحط في العراق العظيم هو السحل في بقية البلدان وكالشحط الذي نراه في بلاد الثورات الينايرية والفبرارية والمارسية...طبعا السيد العميد يهددني بالشحط لأمر لايستحق,توجهوا بي ودراجات المرور من أمام السيارة ومن خلفها, ومعها سيارات نجدة,دب الرعب في قلبي وجسدي حين رأيت بوابة بغداد من جهة الكاظمية وأنا أتخيل إن مزبلة التاجي في إنتظاري ,وفي مكان إحتجزوا فيه رفيقي( ليس البعثي) يقول له أحد العناصر ,لو كان الأمر بيدي لإستخدمت معك وصاحبك العصا الكهربائية ويضيف إنه يوميا يكسر عصا على سائق كوستر!,ثم يقول له العميد الذي هددني بالشحط ..لو جاء الله ولو جاء ...فلان...لن أخرجك لكني أخرجك بمزاجي!!!سؤالي لرئيس الوزراء ,هل لرجال المرور في عراقي الجديد أن يمتلكوا سجنا لإعتقال الناس وهل يحق لهم التهديد بشحط العراقيين ؟هل يحق لرجال الشرطة أن يهددوا بتعذيب الناس بالعصا الكهربائية؟؟؟لاأدري مالذي يجري في العراق.
تذكرت اليوم ,إني قد أكون من أتباع أبي مصعب الزرقاوي ,لأني أعشق اللون الأزرق!وإني اعمل لإسقاط الحكومة!!أو بالضد من العملية السياسية!
بصراحة أحب الأزرق لأن أول أفلام اللذة شاهدته عندما كنت مراهقا هو الموسوم ب( أزرق أزرق) الذي كان بطله التركي المكرود إبراهيم تاتلس والحسناء صاحبة العيون الزرقاء والمايوه المثير للرغبة هوليا.
اليوم صباحا وبعد تدخلات من مسؤولين أفرج هولاء الذين توحشوا على مساكين العراق عني ورفيقي ( ليس البعثي) ,ولو لم يتصل مسؤولون في السلطة التنفيذية لكانت العصا الكهربائية تلسعني الان ورفيقي ( ليس البعثي)..
لكن من للفقراء وللذين ينهشهم توحش رجال المرور في الشوارع ويحتجزونهم ويفرغون جيوبهم بالقوة...
يفترون عليك ,وحين ترد ,يقولوا إنك تهاجمهم...من اليوم أعتذر عن كل دعم قدمته للعملية السياسية لقد إرتكبت خطأ فظيعا وأعتذر مع إحترامي للرجل الذي أحببته ..
كم أنت بشع أيها الوطن ,وهنيئا لمن غادروك ,سفرا أو موتا..
hadeejalu@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/09



كتابة تعليق لموضوع : المايوه الأزرق على جسد أبيض!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : مهند البراك من : العراق ، بعنوان : شكرا للاستاذ هادي في 2011/04/09 .

الاستاذ هادي جلو

يبدو ان المرور والدوريات شاهدوا لقاءك في قناة الفرات هذا اليوم
فاعتقدوا انك مطلوبا لانهم في بعض الاحيان يكون لديهم عمى بالالوان

استاذنا هذا حال العراقي كل يوم بالسيطرات وخاصة عندما يطلب منكم احد اخوانا الشُرطة اوراقك الثبوتية ثم يناولها للاخر لكونه لايعرف القراءة او الكتابة ..
شكرا لكم






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net