حقيقة التعاون الكوردي مع اسرائيل
باقر شاكر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
باقر شاكر

ليس غريبا ان نستمع الى دوائر السياسة الاسرائيلية وهي تعلن لنا عن حقيقة التعاون المستمر بين الكيان الاسرائيلي وحكومة اقليم كردستان وتحديدا حزب السيد مسعود البارزاني ولم تكن لتظهر هذه الحقائق لولا كشف المستور في أخر احداث العراق في الموصل وصلاح الدين الذي تبين فيه الدور الكبير لقوات البيشمركة في دفع ابناء الجيش العر اقي الى التخلي عن مواقعهم والذهاب الى بيوتهم بالتعاون مع الحكومة المحلية في الموصل وخيانة اثيل النجيفي للدولة العراقية مما مهد لدخول التنظيمات الارهابية الى المناطق الساخنة اليوم وهو الامر الذي سهل على قوات البيشمركة الدخول الى المناطق المتنازع عليها والسيطرة على كركوك وبترولها تمهيدا الى المرحلة المقبلة التي يحاول البارزاني ترسيخها في الاقليم وهي قيام الدولة الكوردية التي تدعمها بشكل واضح من دون دول العالم الكيان الاسرائيلي الذي يغتصب اراضي الفلسطينيين ويريد ان يشرعن دولة الاكراد على حساب المكونات الاخرى وتفتيت العراق لتكون خنجرا قريبا من ايران وهو ما تبحث عنه الدوائر الاستخبارية في تل أبيب وهذا الامر لم يأتي في لحظة صراع او بالصدفة انما جاء بتنسيق وترتيب كبير طيلة السنوات الماضية من خلال الزيارات المكوكية التي قام بها الاسرائيليين الى اربيل وايجاد مكاتب لهم هناك للعمل والتنسيق على الوصول الى ما وصلت اليه نتائج اليوم بقرب تحقيق الحلم بعيدا عن ارادة العراق ودستوره وهذا ما لاحظناه من خلال الخطابات التي يدليها البارزاني سواء رئيس الاقليم او رئيس الحكومة وبعض السياسيين الاخرين بأن الامر اصبح واقعا على الارض في دخول المناطق المتنازع عليها في المادة 140 وبكل وقاحة يقولون اننا سنعمل على تصدير النفط بما يفوق الثمانية اضعاف وبعدها نفكر بأن نعطي حصة الحكومة الاتحادية وهذا قمة العهر السياسي الذي يمارسه اولئك الحاكمين والماسكين لحكم الاقليم لسنين طويلة وبالمناسبة مسعود البارزاني لا يسمي نفسه دكتاتورا وانما يطلق على غيره بهذه الصفة وهو المتقلد لكل مراكز القرار في الاقليم هو وعائلته وحزبه ولدورات حكم عدة .
التآمر يبدو واضحا وبشكل علني وما عاد السكوت على ذلك أمر مجدي ويجب وضع الحدود لتلك التصرفات وعلى الدولة العراقية ان تتحدث الى الاقليم أما ببقائه في اطار الدولة او خروجه منها فلا يعقل ان يستأثر حكام الاقليم بثروات شمال العراق كله ثم يأخذوا من خيرات الجنوب لأن ما تشير اليه كل وكالات الانباء بات واضحا حيث تشير القدس الى رويتر بالقول (القدس (رويترز) - أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن دعمه لقيام دولة كردية يوم الأحد متبنيا بذلك موقفا بدا مخالفا لما تحبذه الولايات المتحدة بإبقاء العراق موحدا.
وأبقت إسرائيل على علاقات سرية عسكرية ومخابراتية وتجارية مع الأكراد منذ الستينات معتبرة أن الأكراد جماعة عرقية تشكل حائط صد ضد الأعداء العرب.
واغتنم الأكراد فرصة وجود فوضى طائفية في الآونة الأخيرة في العراق لتوسيع نطاق سيطرتهم في شمال البلاد كي تشمل كركوك التي تقبع فوق احتياطي هائل من النفط يمكن أن يجعل حلم الاستقلال الكردي ممكنا اقتصاديا.) وهذا يحتاج الى تأمل ياقادة العراق فلا تكونوا بقرة حلوب لارادات حزب او شخص يستأثر بحكم الاقليم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat